اتصالات مكثفة مع "الفلول" بالغربية والدقهلية والصعيد.. وعكاشة والقواس والغول وبباوي أبرز الأسماء أحيا الحكم الذي أصدرته محكمة الأمور المستعجلة مؤخرًا بأحقية قيادات وأعضاء الحزب "الوطني" المنحل في خوض انتخابات مجلس النواب، الأمل لدى حزب "النور" السلفي بتدشين تحالف انتخابي مع الحزب، الذي يكافح جاهدًا لترميم التراجع الحاد في شعبيته، وانهيار قواعده بالمحافظات، بعد انسحاب قطاع كبير من أعضائه، على خلفية موقفه من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، ما دفعه إلى التواصل مع من أسماهم ب "شرفاء الحزب الوطني" لخوض الانتخابات على قوائمه. بل إن الأمر مرشح لامتداد التحالف مع أحزاب وشخصيات ارتبطت بالحزب "الوطني" إبان وجوده في السلطة، ممثلاً في حزب "الحركة الوطنية"، بزعامة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، ومقربين من الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، للاستفادة من شعبيته في أوساط الأشراف والطرق الصوفية. وعقد الحزب السلفي اجتماعات مكثفة مع عدد من رموز الحزب "الوطني"، من بينهم طلعت القواس وتوفيق عكاشة ونبيل لوقا بباوي وعبدالرحيم الغول، واتفق معهم على الخطوط العريضة، ونصيب كل طرف داخل القوائم، والمقاعد الفردية، حيث يسعى كلا الطرفين للاستفادة من ايجابيات الطرف الآخر، للحصول على حصة معتبرة من المقاعد داخل البرلمان القادم. غير إن حالة من الغضب اشتعلت داخل حزب "الحركة الوطنية"، بسبب التحالف مع حزب "النور"، بعدما هدد عدد من قادة الحزب بالاستقالة، حال استمرار شفيق ونائبه يحيي قدري في الرهان على حزب "النور"، والذي يرون أنه المستفيد الأول من هذا التحالف بعد أن فقد قواعده وشعبيته. وأبرم حزب "النور" اتفاقًا مع عدد من رموز الحزب "الوطني" في محافظة المنيا، منهم علاء حسانين ومصطفي قمر في دير مواس وعلاء مكادي وإيمان عبد الحكيم في سمالوط ومحمود خلف في بني مزار ورجل الأعمال علي البكري للترشح على قوائم الحزب خلال الانتخابات البرلمانية. وفي محافظة بني سويف، اتفق الحزب مع مجدي البيومي وأحمد الريدي وعصام خلاف في مركز الوسطي، بالإضافة إلى حسن أبو فخرة وعلي عبدالفضيل عضو مجلس الشعب المنحل، وعلي بدري. وفي محافظة سوهاج، توصل الحزب لاتفاق نهائي مع أحمد جلال أو الدهب نجل وزير التموين الأسبق جلال أبو الدهب للترشح علي قوائم الحزب، وهو ما حصل مع عبدالرحيم الغول، زعيم الحزب "الوطني" بمحافظة قنا ومركز نجع حمادي ليشكل باكورة تحالف الحزب مع كوادر الحزب المنحل. أما في محافظات الوجه البحري، فجرى التواصل بين الحزب وعدد من رموز الحزب "الوطني"، من بينهم توفيق عكاشة ومحمد البسيوني ووحيد فودة وحسن سنجاب للتحالف مع الحزب خلال الانتخابات القادمة. وتم التوصل لاتفاق مع رموز الحزب المنحل في محافظة كفر الشيخ منهم عبدالسميع البسيوني، نقيب مهندسي المحافظة، وعبدالحميد الدمرداش شقيق هشام الدمرداش، ومحمد الدمرداش مستشار وزير الإسكان الأسبق أحمد المغربي، والمرتبطين بصلات نسب مع رجل الأعمال البارز طاهر حلمي. في السياق ذاته، كشف عمرو عمارة، منسق "تحالف الإخوان المنشقين" عن اتصالات مكثفة يجريها حزب "النور" مع عدد من رموز الحزب "الوطني" بمحافظة الغربية لخوض الانتخابات علي قوائمه خلال انتخابات مجلس الشعب القادمة. وقال إن "النور تواصل مع ياسر الجندي وإسماعيل الشرقاوي عضوي مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطني، فضلاً عن إيهاب الهرميل، لإقناعهم بخوض الانتخابات عبر قوائمه، للاستفادة من شعبيتهم الجارفة والقاعدة الشعبية للحزب الوطني بالغربية". وأضاف: "النور يفعل كل شيء لاستعادة جزء من أرضيته في انتخابات النواب القادمة، في ظل حالة اليقين لدى رموزه بانفضاض قواعدهم عنهم، بل وتعاطفهم مع جماعة الإخوان، بشكل سيدفع الحزب لتقديم تنازلات لرموز الوطني للتحالف خلال انتخابات النواب". يأتي هذا في الوقت الذي استمرت مظاهر فرح وابتهاج رموز الحزب الوطني بحكم محكمة الأمور المستعجلة بعودتهم للحياة السياسية وحقهم في خوض انتخابات مجلس النواب. وأقيمت عدد من موائد الإفطار الجماعية في مختلف أنحاء الجمهورية ابتهاجًا بهذا الحكم الذي اعتبروه نصرًا قويًا وضوءًا أخضر للانخراط في الحياة السياسية خلال المرحلة القادمة، بما قد يجعلهم رقمًا صعبًا داخل البرلمان القادم. وظهرت بوادر على تمويل خليجي للتحالف المزمع، حيث سيلعب الفريق أحمد شفيق زعيم حزب "الحركة الوطنية"، ومحمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي، دورًا مهمًا في تمويل الحملة الانتخابية، بالإضافة للأذرع الاقتصادية ل "الدعوة السلفية"، ومنها بيت الأعمال الذي يرأس مجلس إدارته، الشيخ محمد عبدالفتاح أبوإدريس، رئيس الدعوة السلفية، وعضوية 9من كبار رجال الأعمال السلفيين وشركة "غرناطة" و"تريد جروب". من جهته، قلل الدكتور شعبان عبدا لعليم عضو المجلس الرئاسي من أهمية ما يتردد عن وجود تحالف بين الحزب وبين "شرفاء الحزب الوطني"، معتبرًا أن هذا الأمر سابق لأوانه، على الرغم من ترحيب الحزب بالسماح لأعضاء الحزب المنحل بخوض انتخابات مجلس النواب باعتبارهم مواطنين مصريين له الحق في بناء بلدهم ماداموا لم يتورطوا في الفساد. وانتقد بشدة الحديث عن التحالفات الانتخابية في وقت لم تصدر فيه الدولة حتى الآن قانون الدوائر الانتخابية والمنوط بها تحديد حجم الدوائر التي سيجري عليها الاقتراع في انتخابات مجلس النواب القادم. وتابع: "إصدار هذا القانون خلال الأيام القليلة القادمة يبدو ضروريًا حتى يحدد كل حزب هوية مرشحيه وتحالفاته ويعد قوائمه". واعتبر أن "الجدل المثار حاليًا حول قانون الانتخابات وعدم تجاوب الرئاسة مع مطالب تعديله تزيد المشهد السياسي ارتباكًا وتجعل إقرار الأحزاب لتحالفاتها أمر شديد الصعوبة".