موقف مصر مما يحدث "سلبي" ولا مبرر له ولم نتدخل في شؤونها الداخلية واشنطن امتنعت عن الاتصال المباشر بحماس لحسابات إسرائيلية لا علاقة لها بالمصلحة الأمريكية أكد "خالد مشعل" ،رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، في حوار أجراه معه موقع المونيتور –الأمريكي – المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ،علي رفض أي مبادرة لا توقف العدوان وتنهي الحصار في إشارة إلي المبادرة المصرية ووصف موقف حركته الرافض للتهدئة دون رفع الحصار والإفراج عن أسري صفقة تحرير شاليط "بالواقعي"، وأعزى ذلك إلي معاناة شعبه من ويلات الحصار القاسي علي مدي سبع سنوات والتي جعلته يستوي عنده الموت السريع والبطيء. وأوضح "مشعل" خلال حواره الذي أجراه معه الدكتور عدنان أبوعامر ، المحاضر في تاريخ القضية الفلسطينية ،والأمن القومي، والعلوم السياسية في جامعة الأمة للتعليم المفتوح بأن السبب وراء استعداد حماس لمواصلة الحرب رغم تفوق قدرات الجيش الإسرائيلي ففي حين قتل أكثر من 200 فلسطينيا، بينهم عشرات النساء والأطفال، لم تمت إلا إسرائيلية واحدة من صواريخ حماس . بأن "هذه ليست حرباً بين دولتين لتخضع حساباتها لميزان القوى بينهما، بل قضية شعب يسعى للتخلص من الاحتلال". وأكد "رئيس المكتب السياسي" لحركة "حماس" ، علي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" هو من بدأ الحرب دون مبرر، وإنما لأجل حسابات إسرائيلية داخلية، ولمواجهة المزايدين عليه في حكومته فهو من "فرض علينا الحرب". ورأى مشعل أن الموقف المصري مما يحدث في غزة والذي وصفه "بالسلبي" لا مبرر له ، نافيًا الاتهامات الموجه "لحماس" بالتدخل في الشأن الداخلي المصري، ومؤكدًا في الوقت ذاته علي أن القضية الفلسطينية هي مسؤولية العرب جميعًا وعلي رأسهم مصر، التي وصفها " بالدولة الشقيقة الكبري". وأعلن عن استعداد حركته للتواصل مع واشنطن وغيرها من دول العالم لوقف العدوان علي غزة، إلا أنه قال بأن التقصير يأتي من قبل الجانب الأمريكي الذي يُعلي من المصالح الإسرائيلية قائلًا: " إنَّ الإدارة الأمريكية ألزمت نفسها بقوانين تمنعها من الاتصال المباشر بحماس وهي قوانين لا علاقة لها بالمصلحة الأمريكية بقدر ما تخضع لحسابات واعتبارات إسرائيلية مما يضعف من الدور الأمريكي "، وأوضح أنه لهذا السبب لجأت الإدارة الأمريكية للتواصل مع حماس عبر وسطاء عرب وأوروبيين وغيرهم". واعتبر"مشعل"أنَّ ما يجري عدوان وليس حرباً بمفهومها المعروف، وقال بإنَّه "إذا فُرض علي الشعب الفلسطيني العدوان والاجتياح البري الإسرائيلي، فالمقاومة قادرة على التصدي لها. وحمَّل كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى مسؤولية المقاومة"، فهم أدرى بذلك، ويعرفون واجباتهم وقدراتهم". وأكد علي توحيد الصف الفلسطيني وغض الطرف عن أي خلافات فهم أمام عدوان شرس وذلك في معرض سؤاله عن وصف بعض قادة حماس موقف الرئيس الفلسطيني" محمود عباس" خلال الحرب علي غزة "بالمتقاعس". وطالب الإدارة الأمريكية في نهاية حواره بضرورة التوقف عن الضغط علي الشعب الفلسطيني قائلًا :"الإدارة الأمريكية جربت كثيراً الضغط على الفلسطينيين والعرب لصالح إسرائيل؛ لكن هذه السياسة فشلت، جربوا هذه المرة، وأوقفوا ضغوطكم على شعبنا وقياداته، واحترموا حقه بالتحرر الوطني، وحقه بالمصالحة وبناء مؤسس". وإلي نص الحوار • المونيتور: مسئولون في حماس قالوا أنها لن تقبل بتهدئة دون رفع الحصار، والإفراج عن أسرى صفقة التبادل..هل تعتقد أن هذا موقف واقعي، نظرا لأن إسرائيل تستعد حاليا لتوسيع عملياتها في غزة، وبالتالي إطالة أمد الحرب؟ • مشعل: نعم واقعي، بل واقعي جداً، لأنه بعد 7 سنوات من الحصار القاسي على شعبنا في غزة أصبح يستوي عندهم الموت السريع والموت البطيء، هذا مزاج الناس في غزة، وتستطيعون أن تسمعوا منهم مباشرة، ولذلك لا يخشون تهديدات إسرائيل بأن توسع عدوانها، وأي مبادرة لا توقف العدوان، وتنهي الحصار على غزة لن يكون مقبولاً لشعبنا، ولذلك تم رفض المبادرة المصرية. نحن لا نريد الحرب، ولا مزيداً من الدماء، لأننا الضحية التي تتعرض للقتل والاعتقال والعدوان في ظل الاحتلال والاستيطان والحصار، ونريد أن نعيش حياة كريمة بدون احتلال وحصار، لذلك آن الأوان أن يعالج المجتمع الدولي أصل المشكلة في غزة، ويرفعوا الحصار الظالم عن أهلها، ويضعوا حداً للانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية من اعتقالات وهدم البيوت وإغلاق مؤسسات المجتمع المدني، لأن أساس المشكلة هو الاحتلال والاستيطان والتهويد. • المونيتور: يدعي المسئولون الإسرائيليون أن مقاتلي حماس يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، وكتائب القسام تدمج مقاتليها بين المناطق المدنية؟ والصواريخ التي يتم إطلاقها من هناك؟ • مشعل: هذه ادعاءات كاذبة تماماً، هذا تبرير غير أخلاقي لما ترتكبه إسرائيل من جرائم حين تهدم طائرات "إف16" مئات البيوت على رؤوس أصحابها في غزة، كجريمة قتل عائلة البطش بكاملها 18 شخصاً قبل أيام، مقاتلو حماس يضحون بأنفسهم، ويجعلونها دروعاً لحماية شعبهم، وليس لتعريضه للقتل منذ عشرات السنوات، وإسرائيل تقتل شعبنا، وترتكب المجازر المتلاحقة بحقه، ثم تختلق الذرائع الكاذبة للتغطية على جرائمها. • المونيتور: يكشف الصراع الحالي عن التباين الكبير بين القدرات القوية للجيش الإسرائيلي وقدرات حماس المحدودة، وفي حين قتل أكثر من 200 فلسطينيا، بينهم عشرات النساء والأطفال، في حين لم تمت إلا إسرائيلية واحدة من صواريخ حماس، لماذا أنت على استعداد لمواصلة الحرب، رغم أن الشعب الفلسطيني سيدفع أعلى ثمن؟ • مشعل: هذه ليست حرباً بين دولتين لتخضع حساباتها لميزان القوى بينهما، بل قضية شعب يسعى للتخلص من الاحتلال، هذه قضية تحرر وطني، وليس هناك شعب في العالم قيّد نفسه بحسابات ميزان القوى وهو يقاوم المحتلين، وإلا ما تحرر شعب من الاحتلال في التاريخ، وهذا ينطبق على شعوب أمريكا وفرنسا وفيتنام وجنوب أفريقيا وغيرهم، الاحتلال والاستيطان أسوأ من أي ثمن يمكن أن ندفعه. "نتنياهو" من بدأ هذه الحرب، واعتدى على غزة دون مبرر، بل لحسابات إسرائيلية داخلية، ومواجهة المزايدين عليه في حكومته، نحن لم نأخذ قرار الحرب، "نتنياهو" فرضها علينا، نحن نتألم جداً لسقوط الضحايا من أبناء شعبنا، ولا نحب سقوط الضحايا من أي جانب، لكن الاحتلال والاستيطان غير المشروع فرض على شعبنا خياراً وحيداً وهو المقاومة دفاعاً عن نفسه وأرضه وحقوقه حين عجز المجتمع الدولي عن إنصافه، ومساعدته على التخلص من الاحتلال. نحن الفلسطينيون ضحية أسوأ احتلال في التاريخ، وآخر احتلال في عالم اليوم، وآن الأوان اليوم كي ينتهي. • المونيتور: هناك حديث عن الجهود الإقليمية لطلب التهدئة، لكن مصر تأخذ دور المقعد الخلفي فيها، هل تعتقد أنها تقف بجانب محاولة إسرائيل لتدمير حماس، نظرا لعلاقاتها المتوترة مع الحركة؟ • مشعل: موقف مصر السلبي من حماس لا مبرر له، نحن لم نتدخل في الشأن المصري لأنه شأن داخلي، ونحترم خصوصيته كما شؤون الدول الأخرى، مسؤولية العرب جميعاً وعلى رأسهم مصر الشقيقة الكبرى أن تقف بجانب شعبنا الفلسطيني، وتعمل على وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه، وإنهاء الحصار على غزة بصورة حقيقية، ومساعدة شعبنا في التخلص من الاحتلال والاستيطان. • المونيتور: قدم الرئيس الأمريكي "أوباما" عرضاً للتفاوض على وقف إطلاق النار، هل كنت شخصياً على اتصال مع المسئولين الأميركيين؟ وماذا تقترحون في سبيل ذلك؟ • مشعل: تعرفون أن الرئيس الأمريكي وأركان إدارته قيدوا أنفسهم بقوانين غير منطقية تمنعهم من الاتصال المباشر مع حماس التي لم تمارس أي فعل ضد أمريكا، وهي قوانين لا علاقة لها بالمصلحة الأمريكية، بل لحسابات واعتبارات إسرائيلية، وهذا يضعف من فاعلية الدور الأمريكي لحل القضية الفلسطينية، لأن حماس الطرف المقاوم الأول في فلسطين، ولذلك لجأت الإدارة الأمريكية للتواصل معنا عبر وسطاء عرب وأوروبيين وغيرهم. نحن في حماس مستعدون للتواصل مع أمريكا ودول العالم الحر لوضع حد لهذا العدوان الإسرائيلي على شعبنا، وإنهاء الحصار على غزة، وتمكين شعبنا من التخلص من الاحتلال والاستيطان. • المونيتور: على عكس الحروب السابقة في غزة، حماس ليس لديها إمكانية الوصول لطرق الإمداد من خلال الأنفاق تحت الحدود المصرية اللازمة للتوريد والدعم العسكري، هل تتلقون حالياً مساعدات من إيران وقطر؟ • مشعل: هذه الظروف التي تتحدثون عنها في الحرب الراهنة تثبت أن شعبنا لن تعيقه أي عقبة عن حقه بالدفاع عن نفسه ورد العدوان، والسعي لفك الحصار، والتخلص من الاحتلال والاستيطان، وكل جهود تشديد الحصار على شعبنا في غزة، والتضييق على حماس، فشلت وستفشل، لأن إرادة الحرية والتخلص من الاحتلال أقوى من كل العقبات، وشعبنا الفلسطيني المعروف عنه تقدمه في التعليم، وصقلته التجارب الساخنة، لديه قدرات لا حدود لها في الإبداع والتحدي والتحمل وطول النفس، فالحاجة أم الاختراع، والضغط يولد الانفجار، وكل فعل له رد فعل، هذه قوانين الحياة كالفيزياء والرياضيات والكيمياء. • المونيتور: ذكرنا سابقاً أن كتائب القسام أعدت شبكة متطورة من الأنفاق والأفخاخ استعدادا لشروع إسرائيل لإرسال قواتها البرية، هل أنت واثق من قدرة حماس على مواجهة الغزو البري الإسرائيلي؟ • مشعل: نحن لا نسعى ولا نتمنى حرباً جوية وبحرية على غزة ولا برية، فما يجري عدوان وليس حرباً بمفهومها المعروف، لكن إذا فرض علينا العدوان والاجتياح البري الإسرائيلي، فالمقاومة قادرة على التصدي لها، كيف؟ هذه مسؤولية كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى، هم أدرى بذلك، ويعرفون واجباتهم وقدراتهم، ونحن كقيادة لدينا كامل الثقة بأبطال المقاومة، وبصمود شعبنا واحتضانه لهم. قضيتنا عادلة، فنحن الطرف المظلوم الذي يقاوم الطرف الظالم والمعتدي، ولذلك فإن ثقة الفلسطينيين بالمستقبل أكبر بكثير من ثقة الإسرائيليين بمستقبلهم، رغم اختلال ميزان القوى بشكل كبير جداً لصالح العدو، لأن هذا الفارق بين نفسية صاحب الأرض ونفسية اللص الذي سرقها.
• المونيتور: انتقد مسئولون في حماس بشدة ما يرونه تقاعس الرئيس عباس خلال حرب غزة، ما تعليقكم على موقفه حتى الآن، وهل سيبقى اتفاق المصالحة على قيد الحياة بعد الحرب؟ • مشعل: تقييم المواقف ليس وقته الآن، فنحن أمام عدوان شرس من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يستوجب توحيد الصف والجهود للدفاع عن شعبنا ورد العدوان، وبصرف النظر عن أي خلافات داخل الساحة الفلسطينية، فإن المصالحة ستظل خيارنا وموقفنا قبل الحرب وأثناءها وبعدها، "نتنياهو" سعى ويسعى لتخريب المصالحة، لكن ردنا عليه سيكون دائماً التمسك بها أكثر وأكثر. وهذه فرصة لأدعو الرئيس "أوباما" وإدارته أن يحترم القرار الفلسطيني بالمصالحة، ويمنع أي تدخل لتخريبها، فهذا حقنا الطبيعي ككل شعوب العالم أن تتصالح بينها، وترتب بيتها الداخلي الوطني على أسس ديمقراطية حقيقية، لأن احترام إرادة شعبنا وحقه في الحرية يصنع أمناً واستقراراً في الإقليم، أما الضغط المتواصل عليه، فسيقود حتماً لمزيد من التوتر والدماء وعدم الاستقرار. الإدارة الأمريكية جربت كثيراً الضغط على الفلسطينيين والعرب لصالح إسرائيل، لكن هذه السياسة فشلت، جربوا هذه المرة، وأوقفوا ضغوطكم على شعبنا وقياداته، واحترموا حقه بالتحرر الوطني، وحقه بالمصالحة وبناء مؤسس