خطابات سرية لوزير الزراعة تُطالب بإقالة رئيس البنك.. وسالم يستغيث ب "السيسى" لإنقاذه قبّل توليه بعدة أشهر، أعلنت النقابة المستقلة للعاملين ببنك التنمية الزراعي، عن تنظيم عدة وقفات احتجاجية لإقالة سلفه الدكتور عماد سالم، رئيس بنك التنمية الزراعي، ونّجح العاملون في تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام قصر الاتحادية ومجلس الوزراء، الأمر الذي اضطر وزير الزراعة السابق الدكتور أيمن فريد أبو حديد، إلى إصدار قرار وزاري بتعيين الدكتور عطية سالم بدلاً من الدكتور عماد سالم. وفور تسلمه مهام منصبه، لم تهدأ الأوضاع داخل البنك، إذ أن عمر الرجل الذي تجاوز ال 60 عاماَ كان يمثل مصدر قلق دائم لأعضاء النقابة المستقلة، الذين أعربوا في أكثر من لقاء معهم عن رغبتهم في تولى شخصية شابة مهام رئاسة البنك.
"هدنة قصيرة" لم يمر سوى 4 أشهر على وجوده في منصبه كرئيس لبنك التنمية الزراعي، حتى أعلنت النقابة المستقلة الحرب عليه، وقالت: "إنها تسعى لإقالته بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها البنك خلال فترة وجوده". وأكدت النقابة، أنها لا تجد بدًا من وجود شخصية تمثلها وتمثل العاملين بالبنك بدلاً من الأشخاص الذين يتم فرضهم بواسطة وزير الزراعة ورئيس الجمهورية، مؤكدة رفضها التام لإجراءات تعيين رئيس بنك التنمية الزراعي.
"خطاب لوزير الزراعة" في الوقت نفسه، أرسل الدكتور فتحي هلال، رئيس النقابة المستقلة، خطابًا إلى وزير الزراعة الدكتور عادل البلتاجي، حصلت "المصريون" على نسخة منه، جاء فيه "تُطالب النقابة بتعديل قانون البنك رقم 117 لسنة 1976 بما يحويه من مواد تشمل وجهي البنك البحري والقبلي، وزيادة رأس مال البنك من 1.5 مليار إلى 4 مليارات جنيه، والإشراف والرقابة من البنك المركزي، حصر كل الأصول التي يمتلكها البنك، تعديل كل لوائح البنك المالية والإدارية، تمكين شباب البنك من تولي مناصب قيادية ووضع معايير معينة للاختيار". وأكد "هلال"، أن رئيس البنك، أدلي بتصريحات أدت إلى خسارة البنك 4 مليارات جنيه، حينما تحدث بأن القاعدة الرأسمالية للبنك تساوي صفرًا، وهو ما يؤثر بالسلب فى ثقة العملاء في البنك، مطالبًا بإقالته على الفور للحد من التدهور الكبير الذي وصل إليه البنك في عهده. وتابع، الجميع أصبح ينظر إلى الحكومة على أنها تعرقل المجهودات التى يقوم بها الرئيس السيسي لرفع العبء عن كاهل الفلاح، وذلك بسبب وجود رئيس بنك التنمية في منصبه وهو رجل محسوب على الحزب الوطني المنحل، مناشداً وزير الزراعة بالتدخل العاجل حتى لا يقال عن الحكومة إنها تعرقل مجهودات الرئيس.
"تعيين رئيس البنك" في نفس السياق، كشف يسري علام، المتحدث باسم النقابة المستقلة للعاملين ببنك التنمية، عن وجود محاولات من رجال رئيس البنك لتحويله إلى عزبة لهم، يضعون القوانين كما يشاءون ويفصلون ويعينون من يشاءون، مشيرًا إلى أن تعيين رئيس البنك نفسه جاء بالمخالفة للقانون، حيث إن رئيس الجمهورية هو فقط مَن يحق له اختيار رئيس البنك وتعيينه وليس وزير الزراعة. وأشار "علام" إلى أن هناك اجتماعًا مغلقًا مع وزير الزراعة لنقل مطالب العاملين ببنك التنمية إليه، وذلك في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، مؤكداً أن العاملين سيطالبون بمطلب واحد وهو تغيير رئيس بنك التنمية بشخصية مسئولة تستطيع النهوض بالبنك في تلك الفترة الحرجة.
"سالم يدافع عن نفسه" ورّد الدكتور عطية سالم، على الانتقادات الموجهة إليه بقوله: "لا أعلم مَن يقود تلك المؤامرة ضدي ولكني أنفذ تعليمات وزير الزراعة وأنفذ أيضًا خطط رئيس الجمهورية لرفع العبء عن الفلاح وأعتقد أن السيسي يعرفني جيداً وهذا يكفي". وتبرأ سالم من الهجوم عليه وطلب من معارضيه الدليل على كون البنك تكبد في عهده خسائر فادحة كما يزعمون، قائلاً: "لم أتحدث أن القاعدة الرأسمالية للبنك تساوي صفرًا كما يزعمون ولكني تحدثت أنها في انخفاض". وتابع، "كل مَن يوجد في منصب قيادي الآن تتم مهاجمته بشراسة وأنا على علم بذلك، ولذلك فإني أقدم كل الخرائط والخطط التى وضعتها لتطوير البنك للرأي العام ومستعد أن أواجه بها الجميع". شاهد الصور: