ان تأثير الاعلام فى توثيق الاحداث وإنارة الطريق او حتى اثارة البلبلة لهو من التأثيرات الرئيسة للإعلام ، وهو ما ظهر جليا فى الفترة الاخيرة من توجيه الاعلام للأحداث ؛ بل هو المحرك الاساسى لكثير من احداث يونيو والتى كانت سببا رئيسا فى الاطاحة بحكم الاخوان. من أجل الوصول الى مرحلة جديدة لبناء الوطن لابد ان نثمن القيم والمبادئ ؛ لتعلوا فوق المصالح الشخصية ولابد من سبيل الى تطهير النفوس وإذابة ما تركه بداخلنا الاعلام الموجه من طمس لحقائق أحيانا و الظهور علينا بأحداث غريبة لم نعتادها أحيانا أخرى و محاولة شيطنة فصيل على خلاف الحقيقة لحساب فصيل اخر .والأصعب من هذا او ذاك هو الكذب بل و تحرى الكذب ومخالفة التاريخ والسير قدما نحو العبث من ترويج لمكانة عليا للدولة المصرية فى القرارات الاممية بين قطبى اللعبة والرعب والخوف من قادة تلك الدول من عنترة الهمام.! على قادة المرحلة الجديدة تعلم الدرس مما حدث مع اسلافهم وما أدعوهم اليه صراحة هو اطلاق الحريات اعلاءا لقيم المكاشفه والشفافية والسماح لدخول الشرفاء من ابناء هذا الوطن بعيدا عن الميكيافلية او البرجماتية فى التعامل مع الاحداث التى يمر بها الوطن .ان اختيار او استبدال رئيس ليس نهاية المطاف بل ان الطريق يستلزم رجالا حول الرئيس ليسوا فقط محل ثقة و كفاءة بل يجب ان يهبوا انفسهم لهذا الوطن متناسيين مصالحهم الشخصية على الاقل فى هذا الوقت الحرج من عمر الامة المصرية .وفى سبيل ذلك يجب ان يتطهر كل هؤلاء من اى شبهة فساد وليعلنوا ذممهم المالية ومناصبهم ومؤهلاتهم ومناصب المقربين منهم بل وذممهم المالية ايضا قبل توليهم اى مناصب قيادية فى تلك المرحلة وعليهم ان يقبلوا محاسبة الشعب لهم عقب انتهاء مهامهم .و ادعو الرئيس نفسه الى البدء فى اعلان كل ما سبق على الشعب ليحذوا حذوه كل من يختارهم.ان الاعلام عليه ان يتحدث بلغة البناء وليس بلغة الكره والاستعداء ولذا فالحديث عن الرئيس واختياراته من رجالات المرحلة الحالية هو الطريق للبناء وليس عقد مقارنات بين هذا او ذاك .ولن ينسى ولى الدم تلك الدماء التى خضبت التراب المصرى والتى لن ينجو منها الرئيس نفسه لو لم تحدث المكاشفة وتحقيق العدالة الناجزة فيمن ارتكب تلك المجازر فى حق الشعب المصرى يستوى فى ذلك ابناء المؤسسات الانضباطية والحرافيش من عامة الشعب على حد سواء. ولى الدم يطالب مطالبة واضحة فى محاكمات حقيقية فى احداث يناير المشتملة على جمعة الغضب و موقعة الجمل ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو و أحداث بورسعيد وأحداث الاتحادية والمجازر المرتكبة على ارض الفيروز ومن عمليات قتل لجنودنا على الحدود ولا ننسى ما حدث فى رمضان والذى لازال سرا على الجميع إلا قادة المخابرات.!.ان حق الشهداء ( البطران – محمد الجندي...الخ من شرفاء هذا الوطن) فى رقبة الحاكم وعليه ان يرد المظالم الى اهلها حتى وان كانت على حساب من أيدوه . فليفتح الاعلام صفحة جديدة بتطهير نفسه. ولكن هل يستطيع الاعلام الحصرى ان يفعل ذلك كيف وجميع قنوات هذا الاعلام الحصرى وصحفه هى ملك لمنظومة المال التى استشرت وامتلأت فى عهد الفساد ويقينا لن يفعل بل سيعزف على اوتار المصلحه وتكون السبب الرئيسى فى افساد الحاكم وحاشيته وهى مؤشرات واضحة للعيان وبدايتها واضحة فى التهليل والتصفيق للاشئ .ولذا يجب التخلص من الاعلام الحصرى وعودة الاعلام الوطنى اعلام الدولة الرشيدة على اسس وقيم ومبادئ الثورة من اجل البناء.ان خطوات البناء معلومة بالمكاشفة لكافة الملفات التى اثارها حكم الاخوان من فساد اسر بعينهم على كافة المؤسسات والمستويات من قضاء او داخلية او حتى المؤسسة العسكرية .التطهير يجب ان يطال الجميع ان صدق الحاكم فى تثبيت اركان حكمه "العدل اساس الملك"...!