أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي) ، ( استمر بالكذب حتى يصدقك الناس ) ) مقولتان خالدتان صاغهما جوزيف جوبلز وزير الاعلام النازي في عهد هتلر وتحولتاالى قاعدتين ثابتتين من القواعد السياسية تطبقان بحذافيرهما في مصرنا المحروسة ، فمعروف للقاصي و الداني أن الإعلام المصري هو أداة رئيسية في تغييب الشعب المصري و تزييف الحقائق و تغييب العقول فمنذ تولى الدكتور مرسي الرئاسة وجهت اليه ترسانة كاملة اعلامية تتصيد أخطائه و تظهر قراراته و أحكامه أنها غير رشيدة و أن غايته ليست الا مثول لغايات الجماعة و المرشد العام لها ، و ظل الإعلام على غيه حتى أصبح مجالا للتندر بين الصحف الغربية آخرها حديثهم عن الأربع و عشرين مليون ناخبا حصيلة يومين متتاليين من الانتخابات الرئاسية ،و اذا أسلمنا لهذا الهذيان فمعنى ذلك أن عدد من ذهبوا للإدلاء بأصواتهم في اليومالإضافي الثالث للإٌنتخابات بلغت حصيلته صفر ناخب! بعد أن أعلنت اللجنة العليا للإنتخابات بعد الفرز أن عدد من أدلوا بأصواتهم بلغ 23 مليونًا و780 ألفًاو104 أصوات، بنسبة 96.91% من إجمالي الأصوات الصحيحة.. و أيا ما كانت الإدعاءات ستبقى صورة اللجان و هي خاوية على عروشها في أغلب اللجان أو ذات إقبال متوسط الكثافة في بعضها ، ماثلة أمام ناظري السيسي جاثمة على صدرهتلاحقة طوال مدة اعتلاؤه لسدةالحكم ، و سواء أكانت الأسباب يأس الشباب و عزوفهم عن ممارسة الحياة السياسية أو غضبهم لمخاطبة القيادة الحديث للنساء دوناعن الرجال أو تمرد الشعب الذي يرفض أن ينفذ كل ما يطلب اليه بذريعة خطر الإرهاب التي مل من استخدامهم إياها كسبب يوجب عليهم السمع و الطاعة ، أو بسبب يقينهم المسبق بالنتيجة و أنه لن يزيد بأفضل حال من الأحوال عن قطعة الديكور التي طالما تباهى بها المشير سابقا في التفويضات السابقة و بنى عليها زعامة افتراضية أمام الرأي العالمي فإن لمقاطعتهم عواقب و توابع ستتصدر المشهد الفترة القادمة ، ومنها : 1- كسر شعبية الرئيس الزعيم فالتليفزيون أطلق ذئابه الإعلامية تنبح في وجه الشعب في سابقة خطيرة تشف عن مدى اليأس و الإحباط اللذان اعتريا الإدارةو عن عدم احترام الناخبين المفترض مداعبة آمالهم و نسج خيوط أحلامهم في صورة وعود وردية تطمئنهم على الأقل على حسن اختيارهم و على مستقبل يسودة روح التفاؤل بغد جديد يحصل فيه المواطن على احترام لآدميته التي ولدت أجيال و ماتت و لم يفهموا لم كتب عليهم العيش تحت سلطة من يهينهم و يذيقهم العذاب بشتى الألوان و يجود عليهم بالفتات .و من الترغيب و تقديم الحلوى و المشروبات المثلجة في اللجان و إعطائهم أجازة إجبارية للراحة و الإنتخاب و توفير باصات لنقل الناخبين و السماح للجميع بركوب المواصلات العامة بدون دفع رسوم الى الترهيب بحبس من امتنع عن التصويت و تكبيده غرامة مالية ، ظل موقف المصريين ثابتا و لمدة 3 أيام كاملة ! ليرسموا مستقبلا آخر للسيسي غير الذي حلم به و غير الذي أقنع به الإدارة الغربية و الأمريكية على وجه الخصوص بأنه استنساخ لعبد ناصر جديد يحبه شعبه و لكن بعلاقات دولية جديدة مغايرة تتناسب و الخطط الأمريكية و معاهدات السلام و التعاون الأمني بينها و بين إسرائيل .و أظهر الشعب المقاطع للعالم أن السيسي هو رئيس نصف شرعي لا يحق له التحدث و هو يملي شروطه ، صورة كئيبه حملها الشعب للسيسي ليكسر شوكته و يظهر حقيقة شعبيته على أرض الواقع لا على نسج خيال الاعلام المدجن . 2- تحطيم طوطم الاعلاميين فالاعلاميون دأبوا على تزييف الواقع لدرجة أن صحيفة غربية كتبت أن الإعلام المصري لا يبذل أي جهد في فبركة أي خبر طالما أن له آذانا صاغية تصدق كل ما يراد له أن يصدقه . وكسر المصريون تابو الإعلاميين الذين لم يفيقوا بعد من هول صدمة أنهم احترقوا تماما ، فكيف ينسى الجائع ذلك المذيع الشهير ( الساكن في قصر يخدمه حاشية من الخدم ) و الذي يعتمد على قلة أدبه و صراخة العالي و نحيبه و هو يقول للمشير سابقا بما معناه ترشح و لو اقتضى الأمر أن نمتنع عن الطعام و الشراب فسنفعل فأنت أكبر من تشغل بالك بهذه التوافه ! و كيف يفهم القابعون في الظلام تحريض الاعلاميين لهم بعدم الالتفات لهمومهم و هم يعتقدون أنهم ذوو دلال على الشعب و ما يأمرون به لا بد و أن يطاع ، فيشترون لمبات الجاز التي تفتق عنها ذهن أحدهم لمساعدة السيسي على البقاء في الحكم . و كيف يتقبل الدكتور و المهندس الجالسان على مقهى يحتسيان أكواب من القهوة المسجلة شككك كل احتياجاتهم أن حل أزمة بطالتهم يمكن أن يحل بسيارة خضار جائلة و لو قبلوا فكيف يترجلون ببضاعتهم في أي منطقة كما وعدهم المرشح آنذاك و لا يطاردهم البوليس أو يطردهم السكان أو يبلطج عليهم الباعه الجائلون القدامى المسيطرون على كل المناطق و ان تقبلوا كل ذلك فكيف يتم تقسيم ألف سيارة على 4 ملايين عاطل حالهم ليسوا بأفضل منهم ؟ 3- الشعب سيتجه للإخوان نعم لا تستعجب ، ففي كل مرة يودع بها الإخوان غياهب السجون تتفرغ النظم المستبدة للمواطن لتذيقه من نفس كأس العذاب التي سبق و ارتضاها لهم ليكتشف أن لا يد تحنو عليه و تساعده غير اليد التي طالب بقطعها من قبل ، و لأن الاخوان يتبعون المنهج الإصلاحي فسيتغاضون عما فات و سيستمرون في جزل الخير للغير الا أن الفترات الزمنية لكل مرحلة لن تستغرق وقتا طويلا كما في الستينيات لأن السيسي استلم بلادا على شفا بركان نشط فلاالشعب لديه مخزون من الاحتمال و الصبر و طول البال و لا البلد تتمتع بأي رفاهية كما كان قديما أو حتى ببركة في الرزق . و ان لم يخرج السيسي بخطط حازمه جدية للإصلاح عوضا عن الأفكار القديمة منتهية الصلاحية كاللمبات الموفرة للطاقة و سيارات الخضار و الأمن القومي ، فلن يدوم مصيره في الحكم الا بضع أشهر على أفضل تقدير
4- الصدام مع الدولة العميقة لينجو السيسي من تبعات المقاطعة و يدير وجه الشعب ناحيته مرة أخرى بعد أن أعطاه ظهره في مراسم التنصيب ، لابد و أن يعمل معوله في المؤسسات الفاسدة و يحاول جاهدا أن يبرز إسمه أنه المصلح الزعيم الحاني على الفقراء و يلتفت الى مطالب شعبه و يحاول تحقيق و لو القليل منها. و في ذلك سيكون صدامه مع مؤسسات الدولة العميقة التي لن تسمح أن تمس مصالحها التي شيدتها نتيجة علاقات سنوات و سنوات مع نظام مبارك الى أن وصلت الى ماهي عليه الآن من قلاع محصنة تمتلك و تدير كل مفاصل الدولة تحت إشارة أصبع أو أن يتصالح معها ، فيصطدم بالمواطن الذي لم يصبح لديه ما يخسره بعد أن أصبح على شفا حفرة من الإنهيار و فهم أن السيسي لن يقدم له جديدا أو ينشله مما هو فيه ليكتشف الأخير المعادلة المستحيلة التي لم يفك رموزها أحد الى وقتنا هذا ،إما أن يبتعد عن تلك المؤسسات و يستفيد منها فيسقطه المواطن أو يحاربها فتسقطه هي . 5- مداعبة الأحزاب المدنية فبعد أن كان اعتماد السيسي على نزول الجماهير في تفويضات شعبية بناءا على رغبته ، أصبح وحيدا الآن الا من بضع آلاف لا يستطيع لاتكال عليهم و التحدث بإسم الشعب . و سيقوم بمداعبة الشباب و اخراجهم من السجون و اعادة العلاقات مع التجمعات و الاحزاب السياسية و مهادنة الجنود القدامى بعيدا عن الاخوان الذين لن يستطيع الا ان يفتح معهم قناة سرية للحوارمعهم و الاعتراف بهم على أمل تحييدهم و لو قليلا ليستتب له الحكم أطول مدة ممكنة بعيدا عن اي شو اعلامي حتى لا تسقط صورته أكثر و أكثر كزعيم صاحب كلمة وعد المصريين ان لن يكون للاخوان أي وجود بعد انتخابه .