لكي ينمو مجتمع ما ويتقدم ، لا بد أن يكون أفراده ذو فكر قوى ولكى يتم ذلك لابد من ترتيب وتنظيم الاحتياجات الأساسية التي تقودهم إلى الهدف المنشود .وأبراهام ماسلو، هو عالم نفس امريكى صاحب نظرية "هرم ماسلو" التي تقسم الاحتياجات الإنسانية إلى شرائح متصاعدة. حيث تقبع الإحتياجات الفسيولوجية للإنسان، مثل المأكل والمشرب والمسكن في قاعدة الهرم، وهي التى يجب تحقيقها وإشباعها قبل الصعود إلى الشريحة الأعلى في الهرم حيث تأتي الحاجة إلى الشعور بالأمان تليها الرغبة في الشعور بالحب والإنتماء، وأخيراً الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات.بمعنى أنك عندما تحرم الإنسان من الأمن وحاجاته الأساسية كالأكل والشرب فإنك تؤخر اهتمامه بتحقيق الذات والتقدم .
ويرى ماسلو أيضاً أن الاحتياج له الأولوية في التأثير على سلوك الانسان ولايكون هو الاحتياج الوحيد في أي مرحلة ، ولكن يكون هناك أكتر من احتياج له تأثير من بينهم احتياج يكون له تأثيره اكثر من غيره .ولقد صنف ماسلو الحاجات إلى نوعين، حاجات النقص وحاجات النمو، وتضم حاجات النقص الثلاث فئات الدنيا وهي الفسيولوجية ،الأمن و الاجتماعية،والتى إذا لم يتم إشباعها فإنها تؤدي إلى عدم نمو الفرد بشكل سليم نفسياً وبدنياً . وبتطبيق ذلك على الحالة المصرية، فنجد أن معظم المصريين مازالو يقبعون فى قاعدة الهرم حيث الحاجات الفسيولوجية وحاجات الامن وظهر ذلك جلياً فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ؛ والتى تصدرها البسطاء وكبار السن الباحثين عن لقمة العيش والامن والاستقرار والذين دائماً ما يتهمون الشباب بالتظاهر الدائم وتعطيل مصالح البلاد ، ولقد لعب كبار السن دوراً مهما فى حسم الانتخابات و يقدرأعداد من يحق لهم التصويت فى الانتخابات من كبار السن حوالى 22 مليوناً فى الفئة العمرية أكبر من 40 عاماً . ورغم دعوات المقاطعة من الشباب الذى يتسمون دوما بالجرأة والحماسة والاندفاع ، هؤلاء الذين تزوقوا طعم الحرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ التى كانوا هم وقودها . وبالرغم من الكتلة الكبيرة للشباب والتى تقدر بحوالى أكثر من 30 مليون إلا أن كبار السن والباحثين عن لقمة العيش والنساء كانت لهم اليد الطولى فى تلك الانتخابات . ومن المؤسف أن الحكومات المتعاقبة فى مصر وفى العديد من الدول دوماً ما تلعب على هذا الخط ؛ فحين يبدأ مجتمع ما في التوجه تجاه الديمقراطية يبدأ هؤلاء في اللعب على أوتار احتياجاته لكي يجهضوا اختياره الحر .والسؤال الان متى يغادر المصريون قاعدة هرم ماسلو والتى يقبعون فيها منذ عقود ، رغم أنهم هم من بنوا الاهرامات ؟! فانتظر انا منتظرون .