انتهاء التصويت باليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    واشنطن تعلّق عقوبات قانون قيصر على سوريا لمدة 180 يوما    ترامب يطالب مراقبي الحركة الجوية بالعودة إلى العمل مع ارتفاع حالات إلغاء الرحلات    ترامب يصدر عفوا عن شخصيات متهمة بالتورط في محاولة إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة 2020    العراق يرفض تدخل إيران في الانتخابات البرلمانية ويؤكد سيادة قراره الداخلي    طاقم تحكيم إماراتي لإدارة سوبر اليد بين الأهلي وسموحة    تبرع ثم استرداد.. القصة الكاملة وراء أموال هشام نصر في الزمالك    غدا.. جنازة المطرب الشعبي الراحل إسماعيل الليثي من مسجد ناصر بإمبابة    نقيب موسيقيين المنيا يكشف اللحظات الأخيرة من حياة المطرب الراحل إسماعيل الليثي    عاجل - محمود عبد العزيز يبرئ دينا الشربيني من التسبب بطلاقه    وزير الاستثمار يبحث مع وزير التجارة والصناعة الكويتي مضاعفة حجم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة    تموين الإسكندرية تحبط محاولة لبيع نصف طن زيت وسكر تمويني بالسوق السوداء    الأمم المتحدة: إسرائيل بدأت في السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة    الاتحاد السكندري يفوز على سبورتنج وديًا استعدادًا للجونة بالدوري.. ومصطفى: بروفة جيدة    د. وائل فاروق: الأدب العربى لا يحتل المكانة اللائقة لأنه لا يؤمن باستحقاقها    محافظ بني سويف: إقبال السيدات مؤشر إيجابي يعكس وعيهن بأهمية المشاركة    معامل الإسماعيلية تحصد المركز السادس على مستوى الجمهورية بمسابقة الأمان المعملي    غرفة عمليات الجيزة: لا شكاوى من حدوث تجاوزات في انتخابات مجلس النواب حتى الآن    وزير الصحة يستقبل نظيره اللاتفي لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    قريبًا.. الذكاء الصناعي يقتحم مجالات النقل واللوجستيات    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    المستشارة أمل عمار: المرأة الفلسطينية لم يُقهرها الجوع ولا الحصار    ابدأ من الصبح.. خطوات بسيطة لتحسين جودة النوم    طريقة عمل الكشرى المصرى.. حضري ألذ طبق علي طريقة المحلات الشعبي (المكونات والخطوات )    في أول زيارة ل«الشرع».. بدء مباحثات ترامب والرئيس السوري في واشنطن    شقيق الفنان محمد صبحي: حالته الصحية مطمئنة ويغادر المستشفى غداً    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    العمل تسلم 36 عقد توظيف للشباب في مجال الزراعة بالأردن    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    الآثار: المتحف الكبير يستقبل 19 ألف زائر يوميًا    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    تعرف على مدة غياب كورتوا عن ريال مدريد بسبب الإصابة    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    صور| رئيس منطقة الغربية الأزهرية يتابع انتظام الدراسة بالمعاهد في طنطا    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    انطلاق قوافل التنمية الشاملة من المنيا لخدمة المزارعين والمربين    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سماحة الاسلام وعلمانية الغرب
نشر في المصريون يوم 10 - 05 - 2011

اطلت علينا في الأيام الاخيرة أصوات اولئك الذين يحسنون استغلال تلك الظروف لخدمة أفكارهم وترويج مشاريعهم واستثمار الظروف لتبرير ايديولوجياتهم ، تلك الأصوات التي تنادي بتفعيل دور الدولة المدنية وهي كلمة حق ولكن يراد بها باطل ، وأنا لا أحكم من فراغ ولكن بدلائل وبراهين فالذين ينادون بفكرة الدولة المدنية هم أنفسهم الذين كانوا ينادون بحذف المادة الثانية للدستور وهي أن الدين الاسلامي هو المصدر الاساسي للتشريع وأن المادة الثانية تنافي المادة الاولى الخاصة بالمواطنة ويصدعوننا بذلك في كل وسائل الاعلام ، وما ذلك إلا استثمار للظرف الراهن لكسب مكاسب وتحقيق مصالح تخدم فكرهم وأجندتهم، ولقد نسوا هؤلاء أن من بين البلاد الغربية التي تطبق الفكر الليبرالي العلماني التي ينادون بتطبيقه عندنا في بلادنا هناك دساتير بها نفس طبيعة مادتنا الثانية من الدستور ، فلقد نصت إن المادة الأولى من الدستور اليونانى تنص على أن الأرثوذكسية الشرقية هى المذهب الرسمى للبلد. والملك فى كل من الدنمارك والسويد يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الإنجيلية، وفى إسبانيا يجب أن يكون رئيس الدولة من رعايا الكنيسة الكاثوليكية. وذلك حاصل أيضا فى بعض دول أمريكا اللاتينية. وفى نيبال وتايلاند تعد البوذية دينا رسميا لكل منهما
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يستشعر هؤلاء عارا من اعتبار الإسلام دينا للدولة المصرية؟ ولماذا الإلحاح على تلك المعادلة البائسة التى تريد إقناع الرأى العام بأن إنصاف الأقباط لا يكون إلا بملاحقة الإسلام وحصاره فى المجال العام؟؟!!! كما سأل استاذنا الفاضل فهمي هويدي .
فمن ذا الذي يرفض ان يتم تفعيل وتطبيق فكرة الدولة المدنية ولكن من أين تأتي مصادر تشريع هذه الدولة المدنية هل من قوانين الغرب العلمانية دون أدنى مراعاة لطبيعة مجتمعاتنا والتي تدين فيها الغالبية العظمى بدين الاسلام وأن هذه القوانين تتعارض في بعض نصوصها مع بعض صحيح الشريعة الاسلامية .
لست مما يعارض فكرة الدولة المدنية فهي فعلا الحل الأمثل للخروج من العديد من مشاكلنا التي استعصى حلها ، ولكن الدولة المدنية التي تستقى قوانينها من اصول الشريعة الاسلامية ، ولقد وضحت في مقال سابق عن الاسلام وعلاقته بالدولة المدنية ووضحت فيه كيف أن الرسول ارسى مفهوم المواطنة وأن الصحابة من بعده كانوا يصوغون القوانين واللوائح ما يناسب الأقطار الإسلامية المختلفة دون خروج عن شرع الله تعالى، ودون اعتداء على حدوده أو حرماته التى أقرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الصحابة لم يقفوا أبداً على خط العداء مع ما استقر عليه العقل الإنسانى من تطور سياسى واقتصادى واجتماعى .
قد يسألني سائل لماذا تعارض فكرة تطبيق المنهج العلماني الليبرالي في بلدنا رغم نجاح هذه المنهج في الدول الغربية؟ وها نحن نرى امريكا تحكم العالم كله كشرطي للعالم لا تستطيع دولة أن تحرك ساكنا دون ان يكون لأمريكا شأن في ذلك وقد وصلت بالحضارة الغربية في الجانب المادي إلى عنان السماء
الحضارة والتقدم لا يمكن باي حال من الأحوال أن يكون في الجانب المادي فقط فالحضارة لابد ان يقترن فيها الجانب المادي والجانب الروحي ولا ينكر أحد أن الحضارة الغربية تفوقت وبلغت من النجاح ذروتها ولكن أين هي في الجانب الروحي ؟؟؟؟
تعالوا معي لنرى أمريكا كأعظم مثال لتطبيق الفكر العلماني الليبرالي ....!.....!....!.....
فأمريكا من الجانب الاخلاقي كما رصدتها الاحصائيات تقول أن 80 % من الشباب الأمريكي دون سن الثامنة عشرة في المدن الكبيرة نيويورك أو سان فارنسيسكو أو لوس أنجلوس او ...غيرها الذين هم يحسبونهم اطفال ارتكبوا جريمة الزنا ، وفي القرى تنخفض هذه النسب إلى 33% أي ان اشؤف مكان لديهم وهو القرى ترتكب فيه جريمة الزنا بنسبة 33% بين الاطفال.
والمعدل القومي لكل امريكا لجريمة الزنا هو 55% لما دون الثامنة عشرة ، أما ما فوق الثامنة عشرة فتتجاوز النسبة ال90% ، فلا غرابة أن نجد أن هناك 35 الف حالة حمل دون زواج في المراهقات كل عام ولا غرابة أيضا ان تسجل سجلات الصحة مليون وربع حالة اجهاض كل عام.
ذكرت مجلة US Today امريكا اليوم أن الخيانة الزوجية تصل إلى نسبة 60% في الشعب الامريكي ، وأن 26% من الامراض نتيجة العلاقات الجنسية غير المشروعة ، وأن ربع الجيش الامريكي لا يعرف اباه ، ووصل حالات الاغتصاب سنويا إلى 380 الف حالة اغتصاب لفتيات داخل امريكا هذا في حالات الاغتصاب بالقوة خلاف الزنا بالتراضي .
وإذا كانت هذه الارقام غير لافتة للنظر فإليك هذا التقرير الرسمي الصادر من وزارة العدل الأمريكية:
نشر تقرير عام 1992 م وهو دراسة اجريت في اثنى عشر ولاية أي ربع امريكا تقريبا فماذا جاء في هذا التقرير الرسمي الصادر من وزارة العدل الامريكية؟؟؟!!!
10000 حالة اغتصاب لفتيات دون الثانية عشر وذلك في اثني عشر ولاية فقط
والاخطر أن 20% منهم اغتصبت بواسطة الآباء كل هذا في سنة واحدة
54% من هذه الحالات كانت بواسطة الاقارب أي والعياذ بالله زنا المحارم ، 22% بواسطة المعارف ، 4% بواسطة أغراب.
أما بالنسبة للشذوذ الجنسي فحدث ولا حرج
قديما كان الاطباء النفسيون يعتبرون الشذوذ الجنسي مرضا نفسيا أما الآن ونتيجة انتشار المآساة يعتبر أمرا عاديا لا يعدو تنوعا في الرغبات ، الاقذر من ذلك ان الرئيس بيل كلينتون السابق زادت شعبيته بعد أن سمح لهؤلاء الشذوذ بدخول الجيش الامريكي
بعض الكنائس الامريكية تسمح بتزاوج الرجال مع الرجال والنساء مع النساء بممعني الاعتراف بكل مترتبات هذه العلاقة الغير شرعية من عقد وطلاق وميراث و....
عدد الامريكيين الشواذ حوالي ستون مليون اي سدس الشعب الامريكي ويذكر ان 17 مليون منهم في الجيش الامريكي .
التفرقة العنصرية
على الرغم من أن الدستور الامريكي يمنع التفرقة بين الشعب على اساس اللون او الدين او العرق او الجنس إلا أن العنصرية مغروسة في قلب معظم الامريكان إذا يفرقون تماما بين البيض والسود
فللبيض احياؤهم النظيفة الراقية وللسود شوارعهم واحياؤهم الشعبية التي تكون أدنى مستوى من دول العالم الثالث ، وللسود مدارس وللبيض مدارس أخرى ، وللسود جامعات وللبيض جامعات، وعلى الرغم من أن القانون يبيح الانتقال من مدارس البيض للسود والعكس إلى أن الواقع غير ذلك، نتج عن ذلك كره شديد ليس للبيض فقط بل للمجتمع كله لذلك نجد أن عدلات الجريمة ترتفع جدا بينهم لدرجة ان 80% مما السجناء الامريكيين سودا
هذا من ناحية الجانب الاخلاقي والسلوكي أما إذا تكلمنا على الارهاب التي مارسته امريكا في الجانب السياسي والعسكري فلن يكفي كتب ومجلدات للكتابة في هذا الجانب وهناك أمثلة كثيرة ماضية وأمثلة نعيشها للتو اللحظة في العراق وافغانستان وما حدث في ابو غريب وما يحدث في جوانتامو
وعلى الرغم من ذلك تجد الامريكان بارعون في تجميل صورتهم امام الاعلام وفي أفلامهم التي يصدرونها لنا ولا مانع من تصعيد وزير اسود أو حتى رئيس اسود لتجميل الصورة امام العالم
هذه هي علمانية الغرب !!!! هذه هي الليبرالية التي ينادون بها !!!!! هذه هي الدولة المدنية التي يريدونها !!!!! هذا هو النموذج الذي يراد أن يطبق مثيله في مجتمعاتنا الاسلامية انحلال اخلاقي ليس له حدود .
تعالوا بنا لنرجع سويا ونفتش في تاريخنا الاسلامي الذي ضرب اروع الأمثلة في الجانبين المادي والروحي
لما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذلك المجتمع النموذجي الذي ينبغي للمسلمين في كل زمان ومكان أن يستلهموه وينهلوا من تراثه في إقامة العدل وتساوي الفرص والأمن والحرّيّة والتسامح- لم تكن في المدينة دولة بل مجموعات قبلية. كانت مدينة متعددة الأديان بين وثنيين ويهود وحنيفيين (موحدين لله ولكن على غير ديانة محددة) وبعض المسيحيين. وكان القتال على أشده بين القبائل الرئيسية في يثرب وخاصّة القبيلتين الرئيسيتين في يثرب. وعندما بدأ سكانها يعتنقون الإسلام قبل الهجرة زاد التعدد وزاد الصراع، وصارت أحوج ما تكون إلى عقيدة جامعة وقيادة لتوحيدها
وكان أول عمل النبي صلى الله عيه وسلم أن سنّ للمجتمع الجديد دستوراً سمي "الصحيفة"، لسنا نجد عندما نتأمل تاريخ الدساتير في العالم نظيرا له في الاعتراف بالتعددية على المستوى التشريعي والمرجعي والتكويني من هذا الدستور الذي نظم العلاقة بين كل سكان المدينة: مسلمين ويهودا على اختلاف أصولهم القبلية ومشركين. وما من شك في أن دراسة هذا الدستور مهمة جداً للمهتمين بالفكر السياسي. فقد نظمت الصحيفة "الدستور" العلاقة بين سكان المدينة على أساس المواطنة التي هي حق لكل من قطنها، على أساس:
- التسليم للرسول صلى الله عليه وسلّم أن يكون هو رأس الدّولة والضامن للنظام العام للمدينة، والقائم على تطبيق القانون، مع احتفاظ كل طائفة بحق تنظيم شؤونها؛
- اعتراف كل هذه الطوائف بزعامة النبي صلى الله عليه وسلم؛
- إقامة العدل بين كل المواطنين والتضامن بين الجميع في الدفاع عن الدولة وإعطائها الولاء.
-الاعتراف لكل مجموعة دينية متعاقدة بحقوقها في الاستقلال بإدارة شؤونها الخاصة بها، بما في ذلك حقها في التقاضي حسب نظامها القضائي الخاص بها. "فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم" ومعنى ذلك أن لهم الحق أن يحتكموا للشريعة الاسلامية أو لشريعتهم فتعدد الانظمة القانونية مسموح به في الدولة لاسلامية.
كما أعلنت الصحيفة أن المسلمين من المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم هم أمة من دون الناس وذلك على أنقاض الرابطة القبلية، حيث كان الرابط الدموي هو الذي يجمع الناس.
ولما فتح مكة ودخلها الرسول صلى الله عليه وسلم ظافراً على رأس عشرة آلاف من الجنود، واستسلمت قريش ، ووقفت أمام الكعبة ، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة ... ما زاد صلى الله عليه وسلم على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل:
لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ومن وصايا أبى بكر الصديق لقائد جيشه "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له” ، وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة. هذا هو الرجل الاول فى الاسلام بعد رسولنا " صلى الله عليه وسلم "
ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هارباً .. ذهب عمر استجابة لرغبة هذا الأسقف (سيفرنيوص) وذهب الى كنيسة القيامة – ولم يقتله ولم يبقر بطنه ولم يراهن على دلق أحشاءه بضربة سيف واحدة ولم يأكل لحوم أجسادهم كما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك ،ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان كما يدعى الكتاب المقدس ، وعندما حان وقت صلاة الظهر .. خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقاً يؤدى إلى طرد النصارى منها.
هذا هو الرجل الثانى فى الاسلام بعد رسولنا " صلى الله عليه وسلم " والصديق أبا بكر
وموقف سيدنا عمرو بن العاص مع المسيحين فى مصر وهو الذين دفع من بيت مال المسلمين لبناء كنيسة وهو من خلص القساوسة من اضطهاد الرومان وأعادهم الى كنائسهم لان الرومان نفت القساوسة الى الصحراء وقتلوا بعدهم .
وتجلت سماحة "صلاح الدين" في دخوله مدينة القدس ، فلم يثأر للمذابح التي ارتكبها الصليبيون عندما احتلوا المدينة ، ولكنه سمح لكل صليبي أن يفتدى نفسه، كما أعفى أكثر من ألفين من الأسرى من دفع الفدية ؛ لأنهم لم يكن معهم مال ليفتدوا به أنفسهم ، كما أطلق سراح كل شيخ وامرأة عجوز ، ومنح الأرامل واليتامى والمحتاجين أموالا، كلُّ حسب حاجته.
كان الجهاد رحمة بالضعفاء ونصرة للمظلومين وعدالة للمغلوبين وهداية للحائرين وإذا كنا قد سمعنا أوشاهدنا جرائم أعداء الإسلام في حق الشعوب المسلمة قديما وحديثا فإننا نجد في المقابل صورا رائعة من سماحة المسلمين حين ملكوا وقادوا.
لقد شهد العديد من الساسة والمؤرخين والمفكرين ورجال الدين من غير المسلمين شهادات منصفة صادقة للتاريخ الاسلامي وفيما نذكر بعضا منها :
يقول الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا: "إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم ، الأمر الذي فقدته المسيحية ، فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة ، والدين والعلم ، والعقل والمادة"
وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : "لا إكراه في الدين ، هذا ما أمر به القرآن الكريم ، فلم يفرض العرب على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام ، فبدون أي إجبار على انتحال الدين الجديد اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد، إذ تشرق الشمس عليه بدفئها ! وكما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة ، هكذا انعطف الناس حتى من بقي على دينه ، إلى السادة الفاتحين"
• ويقول غوستاف لوبون في " مجلة التمدن الإسلامي" : : " إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وبين روح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى وإنهم مع حملهم السيف فقد تركوا الناس أحرارا في تمسكهم بدينهم " .
"كل ما جاء في الإسلام يرمي إلى الصلاح والإصلاح ، والصلاح أنشودة المؤمن ، وهو الذي أدعو إليه المسيحيين" .
ويقول المستشرق بول دي ركلا : "يكفي الإسلام فخراً أنه لا يقر مطلقاً قاعدة (لا سلام خارج الكنيسة) التي يتبجح بها كثير من الناس ، والإسلام هو الدين الوحيد الذي أوجد بتعاليمه السامية عقبات كثيرة تجاه ميل الشعوب إلى الفسق والفجور" .
يقول المستشرق بارتلمي سانت هيلر :
" إن دعوة التوحيد التي حمل لواءها الإسلام ، خلصت البشرية من وثنية القرون الأولى"
ويقول العلامة الكونت هنري دي كاستري : "درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام ، فخرجت بحقيقة مشرقة هي أن معاملة المسلمين للنصارى تدل على لطف في المعاشرة ، وهذا إحساس لم يُؤثر عن غير المسلمين .. فلا نعرف في الإسلام مجامع دينية ، ولا أحباراً يحترفون السير وراء الجيوش الغازية لإكراه الشعوب على الإيمان".
ويبين الشاعر غوته ملامح هذا التسامح في كتابه (أخلاق المسلمين) فيقول: "للحق أقول : إن تسامح المسلم ليس من ضعف ، ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه ، وتمسكه بعقيدته" .
• ويقول المستشرق لين بول : "في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف (لكم دينكم ولي دين) ، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين ، وربما لم يعرفها حتى الآن "
ويقول الفيلسوف جورج برناردشو : "الإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها ، ولا نجد في الأديان حسناته ! ولقد كان الإسلام موضع تقديري السامي دائماً ، لأنه الدين الوحيد الذي له ملكة هضم أطوار الحياة المختلفة ، والذي يملك القدرة على جذب القلوب عبر العصور ، وقد برهن الإسلام من ساعاته الأولى على أنه دين الأجناس جميعاً ، إذ ضم سلمان الفارسي وبلالاً الحبشي وصهيباً الرومي فانصهر الجميع في بوتقة واحدة " .
ويقول توماس أرنولد في كتابه الدعوة الإسلامية : لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح " .
ويقول شاعر فرنسا (لامارتين) : "الإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يفي بمطالب البدن والروح معاً ، دون أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش في تأنيب الضمير ... وهو الدين الوحيد الذي تخلو عباداته من الصور ، وهو أعلى ما وهبه الخالق لبني البشر "
هذه هو الاسلام وهذه هي العلمانية التي تنادون بها
اخواني العلمانيين الافاضل إن أكثر ما أخشاه عليكم هو أن يصدق فيكم قول الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
الفقير لربه
سيد عبدالرحمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.