أخبرني طفل إعتاد شراء "الفيشار" يوميا من، أنه أعطى البائع النقود ذات يوم وهمّ بوضع الفيشار بالكيس ثم تراجع قائلا: انتظر لأعد لك "الفيشار" الطازج فهذا "بائت" من الأمس ولا أستطيع خداع "زبوني".. والمؤكد أنه أكثر شرفا بل "ووعيا" من إعلام مبارك الخاص والحكومي معا.. فقد خدعنا قبل وأثناء وبعد الثورة، وجميعنا لم نصب بالزهايمر ونتذكر الكنتاكي والدولارات واليورو والأجندات ووووو.. وثبت أن إعلام المخلوع هو صاحب الأجندات.. كشف الإعلام الحكومي نفسه وإن "تخفى" حاليا بطبقات كثيفة من مساحيق التجميل لتخفي وجوهه القبيحة وهو ما لا يخفي على أي متابع ذكي.. ومؤخرا إستضافني التليفزيون المصري للحديث عن الثورة وما أن أشرت لمبارك بوصفه المخلوع حتى "تشنج" وجه المذيعة، فتعمدت تكرار كلمة المخلوع.. فمازالوا يصرون "وإعلامه" الخاص على وصفه بالسابق، "ليسرقوا" منا حقنا المشروع في الفرح بخلعه وبالهتاف الرائع بالتحرير: حاللو يا حاللو رب العزة ذله.. فالسابق هو من تخلى "بكرامته" وبإرادته عن الحكم ولم يخلعه شعبه.. وأتذكر واقعة حدثت منذ سنوات، حيث أخبرني زميل بنية رجل أعمال لإصدار جريدة، وطلب مشاركتي واجتمعنا وبعض الزملاء مع رجل الأعمال الذي وضح "شدة" حرصه على إنفاق أقل قدر ممكن من المال وبالطبع لم تصدر الجريدة.. وعلمت أنه فكر بإصدار جريدة بعد فوزه"بمكاسب" لتحمله ثمن إعلان بصحيفة غير معروفة يملكها صحفي له علاقات بوزارة هامة، وبعد الإعلان "توسط" وأنهى له مصالحه بها.. فقال لنفسه: "كل" هذه المكاسب من إعلان فماذا لو كنت أنا صاحب الجريدة.. ولم يكن مستعدا للمخاطرة واكتفى "بثمار" الإعلانات فلا يضع أي رجل أعمال "سحتوتا" بأي مشروع إلا "ليقينه" بأنه سيعود إليه بأضعاف مضاعفة.. فلنحترم عقولنا ونتوقف عن القول عن أي وسيلة إعلام فضائية، أو صحف أنها مستقلة أو خاصة،لأنها "مملوكة" لرجال أعمال، "يسخرونها" لمصالحهم السياسية والإقتصادية والعقائدية أيضا.. وليس مصادفة كم البرامج التي ينفق عليها الأموال الطائلة لإلهاء الناس في مسابقات ساذجة "لتغييب" المزيد من العقول.. ولنتأمل معا قول كل من أحمد بهجت صاحب قنوات دريم وساويرس مالك قنوات أون تي في وصاحب "كتائب" من السياسين والإعلاميين والكتاب وثلاثة أحزاب يقوم بتمويلها حتى الآن.. أعلن بهجت وساويرس، كل على حده، إذا طلب منا النظام إغلاق القنوات سنغلقها فنكره المشاكل معه. ومن حقنا التساؤل المشروع: لماذا لم يطلب المخلوع إغلاق هذه القنوات؟.. هل لأنه صاحب قلب كبير وعقل "يتقبل" ما يتعارض مع مصالحه؟ أم لأن هذه القنوات وباقي القنوات بالطبع كانت "جزءا" أصيلا من جهازه الإعلامي؟.. وهو ما ينطبق أيضا مع ما يطلق عليه صحف المعارضة، فلا أعرف في العالم صحيفة للمعارضة تفرد ملحقا بملابس نجمة للإغراء كما فعلت صحيفة الدستور -قبل بيعها -فخصصت ملحقا لملابس هيفاء وهبي! أما إطلاق لقب المعارضة على صحيفة الوفد فهو "نكتة" لا تضحك أحدا.. فحزب الوفد وسامح عاشور ورفعت السعيد عارضوا الثورة في بدايتها، وحاولوا إجهاضها، وعن أي معارضة نتحدث.. إلا إذا كانت صحف معارضة كارتونية تمثل الأحزاب الديكورية. ولنتأمل إعلام المخلوع بأجنحته الحكومية والخاصة والمعارضة وسنجدهم يستضيفون نفس "الوجوه" التي تهاجم الإسلام ويقومون "بالمن" علينا فمبارك لم يهرب مثل بن علي ويالنا من شعب جاحد ويتناسون أنه لم يهرب لأنه صاحب دكتوراه بالعناد كما صرخ للمقربين منه، واستماته للبقاء في الحكم رغما عنا وهو الذي طالب صدام حسين بالرحيل "لإنقاذ" شعبه.. ويشيدون بمبارك فلم يفتك بنا كالقذافي ويتعمدون إغفال أوامره للجيش "بسحق" المتظاهرين. ويعتمد إعلام مبارك بأجنحته المختلفة على إستراتيجته البغيضة التي مارسها قبل وأثناء الثورة.. وتتمثل بالتحريض ضد كل من يطالب بحقوق الشعب والإسلاميين خاصة والتخويف من الفوضى "وتضخيم" آية حوادث عادية وتناسي حدوث أضعافها أيام مبارك، وإلهاء الشعب بمعارك جانبية "لتسهيل" تثبيت جذور الفساد المختلفة ولصرف أنظارنا عن ضرورة المطالبة بحقوقنا في هذه المرحلة الهامة من تاريخنا، فيحرصون على ضرب الشعب ببعضه البعض ،تارة يحرضون على الإخوان مستخدمين فزاعة مبارك وأخرى على السلفيين. لذا ندعو لشعب تونس العظيم الذي ابتكر الدعاء الرائع : الشعب يريد...... فالشعب تعني جموع الشعب وليس فئاته التي يحرص كل فاسد على تمزيقه تطبيق لشعار الإستعمار البغيض: فرق تسد.. وكلمة يريد .. تعني أن الشعب "حر" ومن حقه تنفيذ رغباته وليس قطعانا تنفذ إرادة الحاكم، فإرادة الشعب لابد أن توضع بالحسبان. لذا نردد بحزم: الشعب يريد تطهير الإعلام ولن يقبل بإعلام مأجور يقيم الدنيا ولا يقعدها بسبب أذن ديمتري التي قطعها أحدهم في مشاجرة ولا يتحدث عن سلوى عادل التي قتلها إخوتها الثلاثة وخنقوا طفلها لأنها أسلمت.. وتعمدت مؤخرا طرح السؤال التالي على الكثيرين من فئات إقتصادية وتعليمية ومهنية واجتماعية بل وأعمار مختلفة.. كان السؤال: هل إذا عملت "خادمة" لديك وسرقتك -مع احترامنا للخدم الشرفاء - هل ستسمح لها بخدمتك ثانية؟. ودهشت فنسبة ملحوظة قالوا: نسمح لها إذا "اضطررنا" لذلك.. فسألت: هل ستحرصون على " الحذر" ؟. فأجاب البعض: بالتأكيد، ورد الباقون:ربما وقد تنسي.. ويبدوا أن هذا ما يحدث لإستمرار "الإنصات" البغيض لإعلام مبارك وهو "الخادم" الحقيقي لنظامه بكل أبواقه، "ولم يتحول" الإعلام فكل ما فعله هو تغيير اللافته ويواصل بث السموم. ولنتذكر التصريح الأمريكي منذ أعوام عن تخصيص مبالغ طائلة للإنفاق على الإعلام العربي لنفرح بضياع أموالهم ونحذر من تأثيرهم ولنتأمل قوائم العار التي ظهرت وأتفق مع القائلين بمسارعة بعض رجال المخلوع بصنعها ليكتبوا أسماء "بعض" من كشفوا أنفسهم من إعلام مبارك وحتى لا يكتب القوائم غيرهم فيتصدروها ومنهم أبطال موقعة الجزائر حيث قاموا بشحن المصريين ضد الجزائر وهم يعملون أن الأمر مدبر وهللوا لعلاء مبارك ورشحوه رئيسا للجمهورية واستغلوا تعاطف المصريين معه لوفاة طفله وأهانوا مشاعر المصريين كما استباحوا عقله لسنوات طالت بأكثر مما ينبغي. من يقم بتزوير النقود يلقي عقوبة فادحة، بينما من يزور الحقائق ويضلل الشعب عمدا ومع سبق الإصرار والترصد يحتل أجنحة الاعلام قبل وبعد الثورة، فلنقاطعهم لتعمدهم التضليل وإخفاء حقائق فساد مبارك قبل وبعد الثورة وإخفاء مصالح الفاسدين الكبار وتشويه صور كل الشرفاء بمصر "وشيطنتهم" وتحسين صورة المخلوع واستدار الشفقة عليه وإحتكار وسائل الإعلام لهم "ولصبيانهم" وفرض أحادية الخطاب الإعلامي مع "هامش" قليل لمن يعارضونهم وسرقة أموالنا بسفه فبلغت خسائر التليفزيون المصري مليار جنية في العام الماضي بجانب خسائرنا من سمعتنا للإنفاق على مسلسلات هابطة المستوى وبرامج رديئة فلنكشفه بنشره على صفحة د شرف وعلى صفحة المجلس العسكري ولنشكل صفحات على الفيس بوك لمقاطعتهم ولفضحهم ولا أجد ما يعبر عن "حقيقة" إعلام المخلوع بأجنحته "والرابض" على عقولنا للآن سوى ما سطره نجيب محفوظ في أخر إبداعاته أحلام فترة النقاهة. كتب عن زميله بالجريدة الذي أصبح وزيرا للداخلية وأعطاه توصية لرجل أعمال معروف بصداقته له وبينما يمشي على شاطئ النيل تعرض للسرقة بالسلاح وسلب منه خمسون جنيها وذهب لرجل الأعمال وإذا به نفس اللص الذي سرقه أو أخوه التوأم ودارت به الأرض..