أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، أن وحدة الشعب المصري لن تنال منها الأحداث العارضة، ولأن الروابط بين المصريين تتجاوز عوامل الزمن وتداعيات الأحداث الصعاب حتى وصلت إلى النسيج المتآلف الذي صار مضرب الأمثال بين دول العالم. وأكد خلال استقباله كونستانتين شوفالوف مسئول علاقات روسيا الاتحادية بالعالم الإسلامي صباح الأربعاء بمكتبه بدار الإفتاء المصرية، أن إرساء مفهوم الثقة والفهم بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى يستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم رغبة في الحوار وبناء الجسور النابع من الاعتراف بالهويات واحترام الخصوصيات. وشدد على ضرورة أن يكون لروسيا دور في دفع مسيرة التنمية وبذل مزيد من الجهود لتقديم كل أشكال الدعم لمصر وشعبها العظيم في عهدها الجديد. وأكد أن المؤسسة الإسلامية في مصر تسعى للتقريب بين الحضارات وتوضيح المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي وإظهار القواسم المشتركة بين الأديان وتحقيق التوافق والتقريب بين الأديان والحضارات المختلفة . من جانبه، أكد المسئول الروسي أن بلاده تدعم بشكل كامل جميع المبادرات الهادفة إلى تعميق وزيادة الروابط مع العالم الإسلامي، واصفا مصر بأنه بلد محوري ينظر إليها الجميع بإعجاب شديد وهي تبدأ عهدًا جديدًا لمستقبل أفضل بعد ثورة 25 يناير. وشدد على أهمية الدور الذي تقوم به القيادات الدينية في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى الدور الذي يقوم به مفتي الديار المصرية في نشر ثقافة التسامح بين الأديان ودوره الخيري والتنموي في خدمة المجتمع المصري. إلى ذلك، يلقي الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية خطبة الجمعة غدا بالمسجد المعروف إعلاميا بمسجد "جرواند زيرو"، الذي يقع إلى جوار موقع برجي مركز التجارة العالمية بنيويورك اللذين انهارا في هجمات 11 سبتمبر 2001 بالمدينة، والذي أثار بناؤه في موقعه الحالي جدلا واسعا بالولايات المتحدة. وصرح نجم قبل سفره أن خطبة الجمعة ستتركز على عدة محاور، أهمها استعراض التجربة المصرية في التغيير ونجاح شباب مصر الواعي والمستنير في إحداث ثورة بيضاء كبرى أذهلت الأمم الإنسانية وغيرت المفاهيم العالمية حول أساليب التغير الديموقراطي، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في مصر وموقف الإسلام منها، ومقتضيات واستحقاقات المرحلة القادمة. وقال إن الخطبة ستتناول التأكيد على أن الإسلام مكون أساسي في مسيرة الحضارة الإنسانية وإن جميع محاولات إقصاء الإسلام من الواقع الحديث واتهامه بالتطرف تارة والتخلف تارة أخرى لن يكتب لها النجاح. وأضاف إن الإسلام نهى عن الغلو والتطرف وأن تعاليم الإسلام كلها تدعو إلى السماحة والتعايش مع الآخر، وسيعرض لأهم خصائص المنهج الإسلامي الوسطي والتي تجعله دينا صالحًا في كل مكان وزمان لإصلاح أحوال الناس. ومن المقرر أن يستعرض مستشار المفتي في حوار تلفزيوني مطول مع شبكة "إن بي آر" الأمريكية التطورات الراهنة في مصر وموقف الإسلام منها، وواجب الشعب لحماية مكتسبات ثورة 25 يناير، إضافة إلى مناقشة بعض القضايا الدينية الراهنة وقضية حرق قس أمريكي لنسخة من القرآن الكريم. كما سيعرض لتجربة دار الإفتاء المصرية والتطور المؤسسي الهائل الذي حدث فيها، من إنشاء موقع إلكتروني متميز ومركز اتصالات وكذلك في أمانة الفتوى، وإدارة الحساب الشرعي وأخرى للتدريب والتنسيق في مجال فتاوى الأمة، وعقد مؤتمرات عالمية تهتم بالقضايا الفقهية المعاصرة.