بعد 30 يونيو 2013، ظهرت "الشوفينية" المتطرفة في مصر، والتي اسُتند إليها، في إشاعة أجواء وجود حرب كونية على مصر، وحشر "المعارضين" لعودة الجيش إلى السلطة، في مربع "الخونة" و"المتآمرين" على الوطن. المشكلة في أن هذه "الشوفينية العنجهية" تتسم بقدر غير مفهوم من الجهل، ونزعة تميل إلى التحريض على كراهية كل من هو ليس "معنا".. أي لكل "أمة دولة" ترى فيما حدث يوم 3 يوليو "انقلابا عسكريا". خبير "أمني" قال على فضائية مصرية، إن إجهزة استخبارات 40 دولة، ب"تلعب في مصر" على حد تعبيره.. والإعلامي الساخر، باسم يوسف، في إحدى حلقاته، ضبط الإعلاميين المصريين "جميعا" تقريبا، وفي وقت واحد، وهم يقولون نصا، "لم تعد مؤامرات ولكن مخططات".. في إشارة ذكية إلى أن ثمة من يملي عليهم يوميا، مفردات معينة لصوغ رأي عام وتوجيهه نحو وجهة محددة، ومتفق عليها مسبقا، خلف الأبواب المغلقة، وكانت كلمة "مؤامرة" واستبدالها ب"مخطط" إحدى تجليات هذه الظاهرة. المشكلة ليست في التوجيه، وإنما في "الجهل".. ومن المرجح أن يكون دور الأجهزة "السرية"، هو وضع العناوين الكبيرة، ولكن يترك للإعلاميين "الجهلة" التحدث في التفاصيل. وفي التفاصيل لا يكمن الشيطان وحسب، وإنما يرتع "أبو جهل" أيضا.. فنصف الكرة الأرضية "معاد" لمصر، بسبب "الغباء" الإعلامي، الذي اصطنع "طفرة" حضارية غير مسبوقة في البلد، استدعت "حسد" العالم" و"رعبه" من "المارد" المصري الصاعد على أكتاف الأجهزة الأمنية التي عادت منتفخة وأكثر عجرفة من أمن مبارك المرعب. الإعلاميون العاملون في منافذ الإعلام الأمني، لا يعرفون لجهلهم أو لثقافتهم المتدنية سبب مواقف بعض الدول من حركة جنرالات 3 يوليو.. واختصروها في "الحسد" والنفسنة" و"الحقد" على "أم الدنيا"! حتى الآن على سبيل المثال يفسرون موقف "أردوغان" بوصفه "إخوانيا" وانحاز لجماعته في مصر، وما ينفكون يتصيدون له المواقف للتشهير به، فيما لا يسمع عنهم أحد شيئا في تركيا.. وهو تفسير شديد الجهالة، وأقرب إلى العبط والبله، لأن موقف "أردوغان" مؤسس على تجربة تركيا مع الانقلابات العسكرية، ويرى "أردوغان" بأن "شرعنة" ما حدث في مصر دوليا، ربما يفتح شهية العسكريين الأتراك، إلى ممارسة لعبتهم المعتادة في الانقلاب على الحكومة المدنية المنتخبة بزعامة "أردوغان". الأخير لم يكن مهموما بالجماعة، وإنما بالخوف من سكوت العالم أو الاعتراف بما حدث في مصر، لأنه يعني بالتبعية، تهديدا مباشرا للديمقراطية التركية، التي كانت محصلة نضال طويل للقوى المدنية، وسدد الأتراك فاتورة باهظة من أجلها. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.