البعض يعتبر الإخوان في مواجهة مع الجيش أو مع المجتمع أو جزء من الأخير أو مع الثلاثة معا.الصورة على هذا النحو، كانت تستهدف فرض عزلة على الجماعة، وأنه ليس ثمة أزمة أهلية، وأن المشكلة بين الدولة من جهة وفصيل ديني من جهة أخرى.. يعني أزمة "بسيطة".. وتعدي!! غير أن الإعلام الرسمي والخاص، قدم خدمة عظيمة للجماعة، حين استخدم خطابا إعلاميا، استعدائيا للغرب.. نجح بامتياز في صوغ رأي عام غربي، متعاطف مع الإخوان.. بالتزامن مع ما يشبه اصطفاف المجتمع الدولي، ضد النخبة العسكرية، وبتراكم هذا الخطاب الطائش وغير المسئول بدت المواجهة وكأنها بين الجيش المصري والولاياتالمتحدةالأمريكية. لا يمكن بحال على سبيل المثال أن يمر اتهام شقيق "أوباما" بانتمائه ل"إخوان أفريقيا".. وأن الأخير يجامل شقيقه الإخواني باتخاذ مواقف أمريكية رسمية مشددة تجاه مصر.. لا يمكن بحال أن يمر على الإدارة الأمريكية مثل هذا "اللغو" العبثي، والذي قيل على التليفزيون المصري الرسمي، وأكدته قاضية مصرية، تولت منصبا رفيعا، في أعلى سلطة قضائية في البلاد. لا يمكن بحال.. أن تبتسم واشنطن في وجه دولة، اتهمت نخبتها الإعلامية والسياسية، عضو لجنة الدفاع والقوات المسلحة الأمريكية، جون ماكين، بأنه "شريك" لنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، في "تجارة السلاح".. فيما يظل "ماكين" أقوى شخصية متنفذة داخل أوعية وقنوات صناعة القرار في البنتاجون، وكما هو معروف، يعد أحد أبرز الصقور الذين استخلصوا قرارا بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، بدون أية اكتراث لمؤسسات المجتمع الدولي. فيما وسع الإعلام الرسمي قبل أن ينضم إليه مستشار الرئيس أحمد المسلماني من جبهة الخصوم والأعداء في المجتمع الدولي.. حين خصصت مساحات إعلامية وسياسية واسعة وغير مسبوقة، لتوجيه الشتائم لقطر، ولتركيا لموقفهما من قرارات يوليو واعتبارها انقلابا عسكريا، على الرئيس "الشرعي" المنتخب.. وهو الخطاب الذي يتعمد استفزاز أخطر دولتين يمكنهما، إيذاء الطبقة السياسية الحاكمة الآن، إذ وثقت قناة الجزيرة التابعة للحكومة القطرية، ما تصفه بالمذابح وحروب الإبادة "المزعومة" ضد الجماعية، أمام القصر الجمهوري والمنصة وفض اعتصام رابعة والنهضة في ميدان رمسيس ومسجد الفتح. فيما تولت الحكومة التركية، مهمة فتح ملف ما تصفه ب"الانقلاب" و"المذابح" أمام مؤسسات العدالة الدولية.. وهو التحول الذي لم يدرك الإعلام الرسمي والخاص المصري خطورته، حال تواصلت الجهود القطرية والتركية، مع حالة الغضب الرسمي الأمريكي، من خطاب الكراهية ضدها والمتنامي بشكل فاق ما كان سائدا أيان الصدام الناصري الأمريكي في ستينيات القرن الماضي. صحيح أن الموقف الهادئ والرصين للمؤسسة العسكرية المصرية، يظل صمام الأمان للحيلولة دون انزلاق مصر في مواجهة مع المجتمع الغربي وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية.. إلا أن ضعف وهشاشة الموقف السياسي الرسمي وعدم قدرته على تفكيك حالة الغضب العربي، بلغة دبلوماسية مقنعة واعتماده على هواة السياسيين في مؤسسة الرئاسة، وترك ملفه مع نخبة إعلامية طفيلية وانتهازية.. هذا كله قد يفضى في النهاية.. إلى إلحاق أكبر هزيمة سياسية لنظام ما بعد 30 يونيو.. فيما يعتبر في المقابل انتصارا مجانيا للجماعة أهدته لها.. نخبة إعلامية وسياسية شديدة الغباء. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.