سيطرت حالة من التخبط والانقسام على القوي الإسلامية، بسبب زيارة السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لمصر، حيث تباين مواقف جماعة الإخوان وحزبه الحرية والعدالة، مابين رافض ومرحب بالزيارة. وكشفت مصادر مطلعة ل"الشروق" عن إلغاء زيارة السيناتور ماكين إلى مجلس الشورى، وهي الزيارة التي كان مقرر أمس الثلاثاء للقاء قيادات حزبية داخل المجلس.
وأوضحت المصادر، أن اللقاءات المفترضة جاءت بناء علي طلب ماكين الذي قام بتعديل برنامجه في اللحظات الأخيرة، ليترتب عليه إلغاء لقاءاته بقيادات الغرفة الثانية بالبرلمان وبخاصة قيادات حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر.
وأعرب فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة عن رفضه لزيارة ماكين وإجرائه سلسلة حوارات بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة وقوى المعارضة، معتبراً إياه "تدخلا خارجيا لا يمكن السماح به"، بحسب تصريحاته لوكالة الأناضول التركية.
وأضاف قائلا "ما علاقة ماكين بشؤوننا الداخلية حتى يدعو للحوار بين شركاء الوطن، فليس من حقه التدخل في مثل هذه الأمور"، مشيراً إلى أن "الشراكة بين الحرية والعدالة وقوى المعارضة لها سبل واضحة عبر الحوار بين الطرفين"، مطالباً المعارضة بأن تسلك الطريق الصحيح لمعالجة شؤون الوطن الداخلية .
أما أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة لم ير أزمة في زيارة ماكين طالما تجري تحت سمع وبصر أجهزة الدولة بأجندة رسمية، علي اعتبار أنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، والعلاقة قائمة علي الندية في الحوار والاحترام المتبادل.
وقال سليمان ل"الشروق"، أثق في وعي الشعب المصري القادر علي التفرقة بين من يعمل معه ومن يعمل ضده، مضيفا أن "الظروف التي تعيشها البلاد تحتم علينا مراقبة نتائج اجتماعات الشخصيات المؤثرة في المجتمع المصري مع شخصيات لها ثقلها الدولي، لنحدد ما إذا كان يتم العمل لمصلحة مصر أو ضدها".
يشار إلى أن نائب المرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر قد اجتمع مع ماكين في مارس الماضي لعدة ساعات بمكتبه.
وكان الشاطر قد تناول مع ماكين في زيارته السابقة عدد من المحاور والقرارات، علي رأسها الاطمئنان علي توجهات الجماعة فى الشرق الأوسط، وتمويل الجماعة، والتطرق للأزمة التي عرفت إعلاميا ب"سفر المتهمين الأمريكان" .
إلى هذا اعتبر حزب مصر القوية أن زيارة جون ماكين في هذا التوقيت "ذات دلالة سيئة على مدى التدخل الأمريكي في الحياة السياسية المصرية وبقاء نفس معادلات التبعية للإدارة الأمريكية".
كما أكد حزبي "النور" السلفي، و"البناء والتنمية"، التابع للجماعة الإسلامية، عدم تلقيهما أية دعوات للقاء ماكين.
وعبر أحد قيادات حزب النور عن انزعاجه مما اعتبره "عدم التقدير المناسب للتيارات السلفية، وعدم الالتفات إليها كقوة صاعدة ومؤثرة في المعادلة السياسية".