قال أسامة حمدي، الكاتب الصحفي والباحث في الشأن الإيراني وسياسات الشرق الأوسط، إن أزمة نزع سلاح حزب الله اللبناني تشغل الأوساط السياسية في إيران بشكل كبير، وهناك اجتماعات عُقدت في إيران أسفرت عن زيارة علي لاريجاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى بيروت، والتقى هناك الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري. اقرأ أيضا: محلل الشؤون الإيرانية: اغتيال العلماء لن يوقف البرنامج النووي.. وطهران لن تجري مفاوضات تحت القصف| فيديو وأضاف أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا لايف"، أنه جرى خلال هذه اللقاءات تبادل الرسائل وتوصيل وجهة النظر الإيرانية في هذه المسألة، لافتا إلى أن إيران لن تتخلى أبدا عن حليفها الأكبر والأقوى في الإقليم وهو حزب الله كقوة مقاومة لإسرائيل في جنوبلبنان وهو الذي يمنعها من السيطرة عن الجنوباللبناني، كما أن حزب الله هو حامل لواء الثورة الإيرانية وأفكارها وأحد أهم أدوات النفوذ الإيراني في لبنان والإقليم، وكقوة حامية للمكون الشيعي في لبنان. وأشار أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن هناك 3 خيارات تدرسها إيران للتعامل مع مسألة نزع سلاح حزب الله، أولها أن يطرح نواب الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل" إعادة طرح الثقة في الحكومة اللبنانية، وعدم منحها هذه الثقة في البرلمان ما يؤدي إلى تجميد عملها حتى الانتخابات النيابية المقبلة 2026 وبالتالي يدخل لبنان في حالة شلل سياسي، أو تنظيم احتاجات شعبية من شيعة لبنان تعطل الحياة العامة في لبنان، أو نزول عناصر حزب الله بالسلاح والسيطرة على بيروت على غرار ما حدث في 2008 وهروب حكومة فؤاد السنيورة من العاصمة اللبنانية وعودتها بتفاهمات إقليمية بعد قمة الدوحة منحت بعدها سلطة واسعة لحزب الله وكانت الأزمة وقتها اختبارا لقوته في لبنان. وأشار أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن حزب في بداية نشأته في 1982 تأسس بواسطة 1500 ضابط من الحرس الثوري الإيراني لنشر أفكار الثورة الإيرانية، ولملء الفراغ الأمني والسياسي في جنوبلبنان، ولمواجهة إسرائيل عقب اجتياحها لجنوبلبنان في مطلع الثمانينات، وما خلفه ذلك من تهجير واسع للعائلات الشيعية في الجنوباللبناني، ولذا فإن حزب الله لديه ارتباط وثيق مع إيران كقوة مقاومة لإسرائيل وكحامي للطائفة الشيعية في لبنان. وذكر أسامة حمدي، الباحث في الشأن الإيراني، أن إيران تستهدف من أذرعها في الإقليم خلق طبقات دفاعية تشغل إسرائيل والولايات المتحدة على مدى زمني طويل يمنعهما من الوصول إلى العاصمة الإيرانيةطهران، بمعنى نقل المعركة مع إسرائيل والايات المتحدة خارج أراضي إيران.