يجهل الحقيقة كل من ينظر فقط إلي الانجازات التي تحققها الآن حكومة اردوغان من نجاحات بدون العودة بالتاريخ لمعرفة التضحيات التي بذلها الإسلاميون في تركيا من اجل الوصول إلي سدة الحكم , فالعلمانيون الأتراك متحالفين مع الجيش ومسنودين بأجهزة المخابرات المعادية للإسلاميين فعلوا في الإسلاميين الأتراك أفظع مما يفعل ألان أمثالهم في مصر وهم في الطريق إلي أن يفعلوا ذلك بالإسلاميين في تونس إلا إذا . لن نعود بالتاريخ للوراء كثيرا لننظر ماذا فعل التحالف الشيطاني بين العلمانيين والجيش في حكومة الرئيس الشهيد عدنان مندريس المنتخبة من شعب تركيا وأعضاء حكومته من فظائع باركتها الدول العدوة للإسلاميين تماما كما يحدث اليوم في مصر ولكننا نذكر بما حدث للعلامة الدكتور مهندس نجم الدين اربكان في العقود الأربع السابقة من حل لحزبه أكثر من مره ومن غمط لحقه في الحكم علي الرغم من اختيار الشعب لبرامجه الانتخابية أكثر من مره بل وسجنه والتنكيل به وبأعضاء حزبه , أنه نفس ما يقوم به اليوم العالمانييون متحالفين مع السيسي بتدبير يومي مع وزير الدفاع الأمريكي وكاترين آشتون . استغرب للذين يريدون من الإخوان في مصر أن يتبعوا نفس الأسلوب الذي يتبعه اردوغان في تركيا , تركيا التي دان فيها الأمر للإسلاميين بعد أن دفعوا من اجل ذلك دماء خيرة أبناؤهم وبناتهم ولقد استتب الأمر لاردوغان حتي انه قام بمحاكمة كبار الانقلابيين الأتراك من تلاميذ الجنرال الانقلابي ايفرين من أمثال السيسي فنالوا ما يستحقون جزاء بما جنوه في حق شعب تركيا . انه لا مقارنة لان طريق الإسلاميين في تركيا الي سدة الحكم لم يكن مفروشا بالورود والحال هو الحال في مصر فلقد خبر إخوان مصر دكتاتورية العالمانيين وتآمرهم مع أعداء الإسلام في الخارج واحتكارهم للسلطة عن طريق الانقلابات العسكرية التي تباركها الدول المعادية للإسلام التي تدعي إنها تعمل علي نشر الديمقراطية في العالم ولكن هذه الديمقراطية عندما تأتي إلي سدة السلطة بالإسلاميين فهي تصبح حينذاك تطرفا وخداعا للناخبين وغير ذلك . الدول العالمانية تريد أن تنشر مبادئ في بلادنا ديمقراطيتها الإلحادية العنصرية التي تضمن لها التبعية الفكرية والثقافية والاقتصادية وتضمن قبل ذلك امن إسرائيل . لقد خبرنا العالمانيين في السودان أكثر من مره ومؤخرا عندما اسقطوا حكومة الصادق المهدي الأخيرة ظنا منهم بان البديل سيكون حكومة عسكرية عالمانية تضمن لهم استبعاد القيادات الإسلامية المستنيرة عن سدة السلطة في السودان ولكنهم عندما اكتشفوا التحالف الإسلامي الشعبي مع الجيش طاش لبهم واستعملوا ومازالوا يستعملون كل الوسائل من اجل إسقاط حكومة الإسلاميين في السودان , أما في تونس فسيلجأ العالمانيون في نهاية المطاف إلي الدكتاتورية وسيحدث في تونس ما حدث في مصر إلا إذا . هل تاريخ وصول الإسلاميين للسلطة في تركيا يعيد نفسه ألان في مصر؟ فوجوه الشبه تكاد تكون متطابقة حيث أن كل من بروفسور اربكان وبروفسور مرسي عالمان متخصصان في الهندسة الميكانيكية وكلاهما أضاف إضافات متميزة إلي علوم الميكانيكا بالنسبة لاربكان في ألمانيا ولمرسي في أمريكا وكلاهما دبر ضدهما انقلاب عسكري مسنود من الجيش ومدعوم باستخبارات دول الغرب ؟ وهل سيواصل الشعب المصري رفضه للانقلاب إلي أن يعود الإسلاميين بسرعة إلي السلطة في مصر بقيادة مرسي أم أن الأمر سيحتاج لوقت أطول كما حدث في تركيا حينما عاد تلاميذ اربكان منتخبين وحكموا تركيا مؤخرا؟ محاولة محاكمة مرسي لن تجدي نفعا وهي إن كانت ستؤدي إلي تأخير وصول الإسلاميين للسلطة في مصر لشهور وربما لسنوات ولكنها لن تمكن العلمانيين من حكم مصر بعد اليوم بأي حكومة غير منتخبة من الشعب المصري مهما اصطف وراءها الجنرالات تحت غطاء أمريكي أو أوربي وهؤلاء قد أدركوا تماما إن أي انتخابات نزيهة تتم في مصر سيكسبها الإسلاميين . لن يحقق الإسلاميين في مصر مخططات الصهاينة ويدخلوا في حرب مع جيشهم كما حدث في سوريا ليضيع الجيش المصري لترتاح منه إسرائيل فهم مدركون تماما للمخطط قابلون للتضحية بدمائهم إلي أن يأذن الله تعالي لهم بنصر قريب نراه اقرب بكثير مما يتصور البعض.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.