رغم ما حظيت به التجربة التركية من احترام وإعجاب لدي الكثير من المصريين لما حققته من إنجازات ملموسة وبمرجعية إسلامية خاصة بعد المعوقات التي عرقلت حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان. وانتهت بحله وخروجه من الحياة السياسية عام 1998 ثم العودة عام 2003م. ولكن الحال تبدل وانقلب تماماً بعد موقف تركيا المخزي من الأحداث الأخيرة في مصر وبعد ما شاهد المصريون وسمعوا التصريحات المستفزة لرئيس الوزراء التركي "أبوالعريف" أردوغان ودعوته الصريحة لتدخل الدول الكبري ومجلس الأمن. وتجاهله لإرادة المصريين ثم تصريحاته المستفزة التي أكد فيها أن هناك مؤامرة صهيونية كانت وراء ما يحدث بمصر. وأن الإخوان ضحايا لتلك المؤامرة وأنهم ملائكة يمشون علي الأرض! أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية يتحدث عن مصر وكأنها ولاية عثمانية عليها أن تخضع لإرادته وتؤدي فروض الولاء والطاعة. ولا ندري بأي حق يزايد علينا ويمارس تلك الوصاية. ويتجاهل إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا في انقلاب شعبي. لا لرفض الإسلام كمنهج للحياة وإنما لرفض أسلوب وأداء الإخوان الذي أصابنا بخيبة أمل وإحباط بعدما أصابتهم لعنة السياسة بالاستعلاء والغرور والعنجهية ورأوا أنهم ولا أحد سواهم يستطيع إنقاذ الأمة وحمل لواء الإصلاح. وكانت سلسلة لا نهاية لها من الأخطاء وكان طبيعياً أن يأتي الفشل المبكر والانهيار وتدمير كيان الجماعة ومغادرة المشهد السياسي. لقد نسي رجب أردوغان أن الكثير من المصريين لم ينسوا بعد سقطته التاريخية إبان زيارته للقاهرة في سبتمبر 2011. حين صدمنا جميعاً باقتراحه تطبيق النموذج العلماني كمنهج لإصلاح مصر. عفواً.. أردوغان "باشا".. ألم يكن من الأفضل أن تقدم نصائحك الذهبية لإخوانك في حزب الحرية والعدالة وتنصحهم بقرراءة التاريخ جيداً للعبرة والعظة. والاستفادة من أخطاء "أربكان" مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا ودراسة تجربة حزب الرفاه. والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا يتصرف "الأخ" أردوغان بهذه الطريقة. وما حقيقة دور تركيا المشبوه في المخطط الخبيث لإعادة رسم خريطة المنطقة وتدشين الشرق الأوسط الجديد.