خرج رجال أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني" من دائرة الضوء منذ أحداث ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وانحصرت الأضواء فقط على الأمين العام الجديد للحزب "الوطني" محمد رجب وأعضاء هيئة المكتب الذي تم تشكيله بعد الاستقالات المتوالية من أعضاء الحزب. مع ذلك لا تزال مؤسسة "العز للتنمية" بمدينة منوف هي الأقوى، حيث لا تزال تعمل بكامل طاقتها، وقد انضم إليها مؤخرًا معظم العاملين بأمانة التنظيم بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، وهم أفراد المجموعة المعروفة بولائها لأمين التنظيم السابق، والذين تم نقلهم إلى شركات العز، حيث يتقاضون رواتبهم من مجموعة شركات عز. ويقع هذا المقر في مدخل مدينة منوف، وهو عبارة عن فيلا من طابقين محصنة بكاميرات مراقبة وأسوار حديدية مصفحة وتتمتع بحراسة مشددة من أتباع عز، وهو يشبه مقرات وعمل الأجهزة الأمنية، ويديره صلاح المقدم أحد رجال عز الأقوياء ويساعده أيمن معاذ عضو مجلس الشعب السابق والذي تم تزوير الانتخابات لصالحة ضد عبد الفتاح عيد، مرشح "الإخوان المسلمين". وكشفت مصادر ل "لمصريون"، أن النشاط الظاهر للمؤسسة يتمثل في دفع مصروفات المدارس للطلبة وتوزيع أسمدة على الفلاحين، لكن هذا الأمر يخفي حقيقه نشاط المؤسسة المتمثل في كتابة التقارير ومتابعة النشاط الديني من خلال المساجد والجمعيات الأهلية والوحدات الصحية والأندية وزرع "عملاء" بمرتبات داخل هذه الأجهزة. وهو الأمر الذي كشفه بلاغ مقدم للنيابة الإدارية- برقم 2204 بتاريخ 3-8-2008- حيث تضمن البلاغ قيام "مؤسسة العز" بتوزيع رواتب على الدعاة والأئمة ومراقبة أعمالهم بدون وجهة حق. وكشف المصدر، أن آلاف التقارير السرية محتفظ بها على أجهزة الحاسب بمؤسسة العز حول نشاط "الإخوان" ومستندات جرى الحصول عليها من خلال "عملاء" يتقاضون مرتبات شهرية من المؤسسة، ونجحوا من خلالها في حل جمعية "المواساة الإسلامية" بالمنوفية، وإنهاء التعاقد مع جمعية "نور الإسلام" وغلق مستشفى "المواساة" بعد تسريب معلومات عن نشاط الجماعة. وهذه الوثائق عبارة عن نسخ من مشتريات وعقود إدارة ما بين جمعية "المواساة" وجمعية "نور الإسلام" بمنوف، وهي الأوراق التي تم من خلالها التعجيل بغلق جمعية "المواساة" من قبل محافظ المنوفية اعتمادا على تقارير مؤسسة العز ومباحث أمن الدولة ومديرة الشئون الاجتماعية بالمنوفية. وذكر المصدر أن التقارير التي تم الحصول عليها من مؤسسة "العز للتنمية" تضمنت أسماء شباب وقيادات "الإخوان"، من ضمنها كشف بأسماء العاملين بمستشفى "المواساة الإسلامي" بمنوف يتضمن فئة ا وفئة ب وفئة ج، وكشف بمجلس إدارة جمعية "نور الإسلام" وعدد المترددين على مسجد "أولاد غانم" بمنوف وبعض الأسماء المنتظمة في الصلاة للمسجد ومسجد الجمعية الشرعية ومسجد الزراعة. وتضمن الكشف أسماء كل من عبد الهادى النحراوي وصالح النحراوي وفتحي طايل وسيد المرشدى وأشرف عبد القادر وصلاح حجاج وعبد الفتاح عيد ومحمد راشد، فضلاً عن مئات الأسماء من المنتمين لجماعة "الإخوان".