«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عز رجل العام الجديد
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 12 - 2009

«دا آخر حساب ختامى نناقشه»، قالها أحمد عز، أمين التنظيم، فى اجتماع لجنة الخطة والموازنة التى يرأسها بمجلس الشعب، قبل أن يضيف «السنة الجاية هايكون فى رئيس لجنة تانى ونواب تانيين هايعرفوا إن توصياتنا لم تنفذ على مدار 10 سنوات».
الذين استمعوا إلى هذه العبارة، والمحيطون بالرجل الحديدى اتفقوا على أن هذه الجملة هى إشارة، «نعم، الرجل مقبل على منعطف مهم فى مساره السياسى».
فماذا يخطط رجل الوطنى لمستقبله، إذا كان سيترك لجنة الخطة والموازنة التى يرأسها منذ أن وضع قدميه داخل مجلس الشعب قبل 9 سنوات؟ هل يترك مجلس الشعب طواعية؟.
التكهنات المحيطة به ترسم ثلاثة سيناريوهات لمستقبل رجل العام الجديد، فهو «مدير» الانتخابات البرلمانية المقبلة، التى تشكل الحدث السياسى الأهم فى 2010، وتمهد للانتخابات الرئاسية فى 2011.
سمر الجمل تكتب عن منعطف العام الجديد فى السيرة السياسية للرجل الحديدى.
رئيس وزراء : القيادة من المقعد الخلفى
أول سيناريوهات المستقبل أمام أحمد عز وأقلها احتمالا أن يتولى حقيبة وزارية قد لا تقل عن منصب رئيس الحكومة.
عمليا، يمتد نفوذ أحمد عز، البالغ من العمر 50 عاما، إلى الوزارات المختلفة، يتدخل فى أدق التفاصيل إذا اقتضت الضرورة. «علاقته بالوزراء قوية جدا طالما هم فى السلطة»، هكذا يقول المحيطون به. وهو «لا يتردد فى الدخول فى خلاف معلن مع أحد الوزراء إذا تعارضت الرؤى».
حدث هذا مع وزير الصناعة محمد رشيد فى ملف الاحتكار، وتكرر مع بطرس غالى وزير المالية فى قانون الضرائب العقارية.
فى المرة الأولى كان الأمر يتعلق بمشروع قانون منع الاحتكار، «ونجح عز فى تخفيض الغرامة على جريمة الاحتكار من 10% سنويا إلى غرامة تسدد دفعة واحدة بقيمة 300 ألف جنيه»، والكلام على لسان محمد العمدة النائب عن الحزب الدستورى.
وفى المرة الثانية لم يتردد رجل الحديد والسيراميك فى اتهام وزارة المالية «بالتحايل على المواطنين بعدم إرسالها إقرارات الضرائب العقارية إليهم».
عمليا أيضا، يقود عز أحيانا الحكومة من المقعد الخلفى، ويلعب أدوارا من المفترض أن يقوم بها رئيس الوزراء.
أحد زملاء عز بالحزب الوطنى، يفضل عدم ذكر اسمه «علشان عز ما يزعلش»، يعدد الكثير من الأحداث التى كان لأحمد عز الكلمة الحاسمة فيها. «عز أقنع صناديق التأمين بالتنازل عن دين الحكومة، وطالب بإلغاء الدعم عن المصانع كبيرة الاستهلاك للطاقة بحجة البحث عن موارد وسد عجز الموازنة، وشارك فى وضع نظام ضريبى لمصر، وقامت لجنة الخطة التى يرأسها بإعداد مشروع الضريبة العامة والضريبة العقارية والضريبة على المبيعات».
إلى ذلك يعرف المتابعون لمجلس الشعب أن عز أوقف ظاهرة «تأشيرة الوزير»، أى عرائض النواب وطلباتهم من الوزراء.
الذين يرشحون عز لمنصب رئيس الحكومة يعتقدون أن ذلك «ربما يبدو ممكنا فى حالة تمرير سيناريو التوريث».
لكن «أحمد عز رئيسا للوزراء» هو أضعف الاحتمالات للمنعطف القادم فى المسيرة السياسية للرجل، لأن شخصيته لن تسمح له بمخاطرة من هذا الحجم، أن يغامر بتولى منصب تنفيذى كبير، قد يفقده فى «غمضة عين»، كما يشرح مقربون منه، فالخروج من منصب رئيس الحكومة، طبقا للتقاليد السياسية المصرية، يعنى الخروج النهائى من الساحة السياسية.
بتعبير آخر على لسان قيادى بالحزب الوطنى فإن عز «لن يحرق نفسه بالوزارة».
يضيف محمد العمدة، نائب مجلس الشعب عن الحزب الدستورى سببا آخر لابتعاد عز عن رئاسة الحكومة مستقبلا، وهو سبب يخص الدولة نفسها. «لا أعتقد انه يسعى لمنصب رسمى بمعنى وزير أو رئيس حكومة، فالنظام لن يغامر بمنحه مناصب رسمية فى الدولة، أو مزيدا من السلطة». ويقول المراقبون إن النظام السياسى فى مصر اعتاد أن يبتعد فى ترشيحاته لرئاسة الحكومة، عن «شخصيات تتمتع بالبريق أو الكاريزما»، وهو ما يمتلكه عز منذ ظهوره الأول على ساحة السياسة.
رئيس مجلس الشعب : المايسترو بعد 9 سنوات فقط
المزيد من السلطة قد يصل إلى أحمد عز عبر بوابة السيناريو الثانى، الذى يرشحه رئيسا لمجلس الشعب، وهو احتمال قد يثير دهشة الكثيرين، لكن هناك الكثير من المؤشرات والأحداث التى تدعمه، منذ دخل عز إلى البرلمان للمرة الأولى عام 2000، رئيسا للجنة الخطة والموازنة.
نجح عز عبر سنواته البرلمانية التسع فى أن يصبح «المايسترو» لنواب الحزب الحاكم، فهو يقرر «مصائر» النواب من كل الأجيال، ويحدد لكل منهم «النغمة والدور» خلال الجلسات وأثبت أنه يملك «الخبرة لإدارة المجلس».
المشوار الطويل الذى قطعه أحمد عز للسيطرة على مجلس الشعب بدأ باستبدال موظفى لجنة الموازنة، التى يرأسها، وجاء عز بموظفين من مكتبه بحجة أن الآخرين «روتينيون ولا يتواكبون مع فكره».
بالنسبة لنواب الوطنى يمثل أحمد عز «ملاذا ومرشدا» فى الأحداث والجلسات العاصفة، ويحكى نائب الوطنى إبراهيم الجوجرى أن عز «يصر على مناقشة كل الموضوعات ومشروعات القوانين داخل الحزب، قبل مناقشتها فى المجلس».
لا يتوقف عز عند «البروفات» التى يتحدث عنها الجوجرى، وكيل اللجنة التشريعية، بل يتعلق الأمر برجل «متابع ومثابر جدا، يدير الأمور بصورة حازمة وعلمية، أعطت العمل الحزبى دفعة كبيرة»، بتعبير الجوجرى.
عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة، «من القلائل اللى فاهمين الموازنة كويس جدا»، كما يقول النائب الإخوانى أشرف بدر الدين، عضو لجنة الخطة والموازنة، فهو «محاط بجهاز من المساعدين، ولديه مركز يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمستشارين».
وعز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، يعرف النواب ويناديهم بأسمائهم. وإذا تواجد فى اجتماع يحضره أشخاص لا يعرفهم، يطلب من السكرتارية تمرير ورقة أمام الجميع، ليكتبوا أسماءهم. ويستعين عز بفريق من المساعدين يتابع الجلسات من شرفة المجلس، لتسجيل الحضور والغياب.
«نواب الشعب يخافون منه لأن مستقبلهم بيده»، فى تقدير النائب أشرف بدرالدين، «إنه يتعامل مع النواب على طريقة المعلم والصبيان، الأستاذ والتلميذ. وقد يحرجهم أحيانا بطريقة لا يستخدمها مع أشد خصومه من المعارضة».
يلاحظ النائب الإخوانى أيضا أن «الصلاحيات شبه المطلقة، التى تعطيها له لائحة البرلمان، تجعله يتصرف بصورة تبدو ديكتاتورية، إلا إنه يستجيب للنقاش أحيانا، ويستمع للرأى الآخر، كما حدث فى موافقته على إعفاء المدارس والجامعات ودور المناسبات من الضريبة العقارية».
وعز، عضو الأمانة العامة وهيئة المكتب بالحزب الحاكم، «طغى كثيرا على دور رئيس المجلس فتحى سرور»، كما يقول النائب محمد العمدة، الشاهد على أزمة النائب سعد عبود بعد استجوابه لوزير الداخلية بشأن الحج بالقرعة. «كشفت الأزمة أسرارا فى علاقة عز بسرور. سرور قال لنا إن فكرة تجميد عضوية عبود كانت من بنات أفكار عز، وإنه حاول التصدى لها لكن عز صمم على موقفه».
مواقف الصدام بين عز وسرور أصبحت «حديث المجلس» بعد أن انتقلت من الخفاء إلى العلن.
«حادث استقالة النائب عماد الجلدة فى يونيو 2007 مثال آخر» فى رأى النائب أشرف بدرالدين. «أصر أحمد عز على قبول استقالة الجلدة وليس إسقاط العضوية عنه، رغم معارضة سرور، الذى اعتبر الأمر غير دستورى وغير قانونى، لكن الأغلبية وافقت على هذا القرار، بعد عبارة عز الشهيرة: «بغض النظر عن الدستور والقانون».
ولم يستغرق أحمد عز كثيرا من الوقت قبل أن ينجح فى «تحييد» زعيم الأغلبية عبدالأحد جمال الدين، الذى وجد نفسه يبتعد عن مقعد القيادة، ويتحول إلى نائب عادى، كل ما يميزه عن الباقين هو أن يتحدث قبل باقى نواب الوطنى، باعتباره الممثل «الرسمى» للأغلبية.
ولا يبدو عز فى حاجة إلى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، لتولى هذا المنصب. فقد يصل إلى مجلس الشعب بالتعيين كما حدث مع د. فتحى سرور أو مع رفعت المحجوب فى أول ظهور لهما بمجلس الشعب، لكن تبقى المشكلة الأساسية أنه رجل «يغض النظر عن الدستور والقانون».
أمين عام الحزب : مهندس التطوير
أمين التنظيم بالحزب الوطنى، وعضو الأمانة العامة، وعضو هيئة المكتب، وعضو المكتب السياسى، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، ورئيس لجنة الحفاظ على الأراضى الزراعية بالحزب، هل يرصع أحمد عز هذه القائمة الذهبية بمنصب جديد، هو أمين عام الحزب الوطنى؟
إنه السيناريو الثالث والأكثر احتمالا.
انتسب أحمد عز للحزب الوطنى فى نهايات الثمانينيات، وقبل أن يخوض أية انتخابات، عينه الحزب عضوا بمجلس الشورى.
وفى عام 2000 بدأ عز صعوده السياسى الكبير بنجاحه فى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة منوف، بالتزامن مع صعود نجم جمال مبارك.
وفور عبوره البهو الفرعونى إلى داخل المجلس، كان عز يتقلد منصب رئيس لجنة الخطة والموازنة، فى حالة نادرة بالنسبة لنائب جديد لم يتجاوز عمره الحادية والأربعين.
وفى حين استحدث الوطنى أمانات جديدة فى الحزب «للجيل الجديد»: السياسات لنجل الرئيس، وقطاع الأعمال لحسام بدراوى، امتلك عز مفاتيح لجنة العضوية، مستندا إلى 10 سنوات سابقة من العمل الحزبى.
بعدها بعام واحد سيطر عز على أمانة التنظيم بعد خروج أحد الصقور التاريخيين بالوطنى، وهو كمال الشاذلى، الذى تم تحميله «خسائر الانتخابات البرلمانية فى 2005، ففعليا حصل نواب الوطنى 30 % فقط من مقاعد البرلمان قبل أن يضموا إلى صفوفهم بعض المستقلين».
بعد توليه مهام أمانة التنظيم، التزم أحمد عز أن يكرر كثيرا عبارة «هكذا تعلمنا من أستاذنا كمال الشاذلى».
يكرر أيضا وصفه لجمال مبارك بأنه «مفجر ثورة التحديث والتطوير فى الحزب»، رغم أن فضلا كبيرا فى هذه الثورة يعود للرجل الحديدى نفسه.
أول خطوات التطوير بالحزب، كما يتذكر القريبون منه، بدأها أحمد عز بدراسة تجارب الأحزاب فى دول أخرى، وتطبيق ما يصلح منها لدعم الحزب. «قام بإدارة أمانة التنظيم بفكر جديد، وأسس للاتصال التنظيمى بين المستويات المختلفة، وأعطى دفعة للعمل الحزبى، وشجعنا على المشاركة فى كل الانتخابات، من المحليات إلى النقابات»، كما ورد فى شهادة النائب إبراهيم الجوجرى.
وعز هو أول من أدخل استطلاعات الرأى على الحزب الوطنى. وهو من أهم ممولى الحزب.
وهو الذى غير «قواعد ثابتة» التزمها الحزب فى اختيار مرشحى الحزب، فقرر، مثلا، أن تكون كل مناصب الأمانات والقواعد الحزبية بالانتخاب، بعد أن كانت بالتعيين لسنوات طويلة.
وعز هو الذى وضع قواعد التقييم والمتابعة لكل أعضاء الحزب، فى كل المستويات.
يعمل معه أكثر من ألف شاب يصفهم بأنهم «متطوعون»، لكنهم يحصلون على مكافآت من مجموعته ويطلق عليهم فى بعض الأحيان «كتائب التنظيم»، رغم نفى د. زكريا عزمى الأمين العام المساعد، أى الرئيس المباشر لأحمد عز وجود مثل هذه «التشكيلات التنظيمية التى تعمل لحساب أمانة على حساب الأمانات الأخرى».
«ثورة التطوير» داخل الحزب خرجت عمليا من أصابع عز، «الرجل الذى يعشق العمل فى إطار مؤسسى وتنظيمى، سيستم يعنى»، كما يقول د. جمال السعيد أمين مساعد التنظيم بالحزب، وأستاذ الهندسة بجامعة القاهرة. «عز يمتلك أسس التفكير العلمى والمنهجى أيضا، فهو خريج كلية الهندسة، بالإضافة إلى قدراته الشخصية».«هكذا تعلمنا من أستاذنا كمال الشاذلى»، فماذا عن الأمين العام والرجل الثانى فى الحزب بعد الرئيس مبارك، ماذا عن علاقة أحمد عز بصفوت الشريف؟
فى طريقه للصعود، تجاوز أحمد عز أكثر من قيادة «تاريخية وراسخة»، مثل يوسف والى وكمال الشاذلى، لكن الأمر اختلف مع صفوت الشريف.
يصف مراقبون محايدون ما يجرى بأنه نموذج «علاقة الحب الكراهية»، التى تحتمل التقدير والإعجاب والتبعية أحيانا، لكن ذلك لا ينفى «المنافسة» على النفوذ.
لكن المنافسة مع وزير الإعلام السابق ورئيس مجلس الشورى الحالى ليست بالأمر اليسير، وهذا ليس تحليلا مبتكرا، فقد نجح الشريف فى الصمود أمام كل الرياح العاتية التى حاولت الإطاحة بكبار الحزب ليثبت أنه «رجل دولة».
فإلى أين تذهب «المنافسة على النفوذ» بالرجل الحديدى؟
فى صياغة متأنية، يصف النائب محمد العمدة أسلوب عز وأدائه بأنه «يسعى دائما لأن يكون الرجل الثانى فى النظام، بصرف النظر عن اسم الموقع الذى سيشغله. يريد أن يكون المدير الخفى فى كل شئون الدولة».
إذا توافرت لدى عز «رغبة» الوصول لموقع الرجل الثانى فى الحزب، أى منصب الأمين العام، سيجد نفسه مدعوما بعدة حقائق على الأرض.
أول الحقائق ما يتوافر لديه من «إمكانات مادية مرتفعة»، فى رأى النائب العمدة، أما الحقيقة الثانية فهى علاقته الخاصة بالسيد جمال مبارك، أمين السياسات.
فى العام الماضى خرج عز أمام الإعلام ليقول إن «جمال ليس صديقى، نحن مجرد زميلان فى الحزب».
كان أحمد عز وقتها فى خضم أزمة شخصية، بعد حملة إعلامية تهاجم دوره فى أسواق الحديد، التى يسيطر على 70 بالمائة منها، ورأى البعض أن قرب عز من جمال مبارك يضر بالمستقبل السياسى لنجل الرئيس، وهو ما دفعه للتصريح السابق.
لكن المعروف أن الصداقة تجمع بين الرجلين خارج أروقة الحزب أيضا، منذ بدأت بالزمالة فى مجلس إدارة البنك المصرى الأمريكى، وربما قبل ذلك على عهده كثيرون، يقولون إن بداية المعرفة تمتد إلى الفترة التى أمضاها جمال مبارك فى لندن.
هل يستطيع عز الصعود لموقع الرجل الثانى فى الحزب؟
«القدرة المادية المرتفعة، والعلاقة بنجل الرئيس»، قد تشكلان جزءا من الإجابة عن السؤال، يضاف إليهما كل الملفات المسكوت عنها فى أروقة الحزب، ومنها الخلافات الداخلية، والحرب بين جيل المؤسسين للحزب، مثل صفوت الشريف، وجيل الألفية الثانية، مثل أحمد عز. هل يصلح؟
رغم أن قيادات الحزب الوطنى وحدها تملك الرد الحاسم، فإن المؤشرات الإيجابية كثيرة فى رأى المحيطين بالرجل، يشهد بها أداؤه التنظيمى والحزبى، فلديه «رؤية واضحة لأهدافه. عارف الهدف الذى يسعى إليه وكيفية الوصول اليه. لديه ملكة التواصل وقدرة على العمل المستمر وبذل الجهد وحضور اجتماعات مطولة دون إرهاق»، كما يلخص جمال السعيد، أمين مساعد التنظيم، المواصفات الفريدة لرئيسه فى أمانة التنظيم.
هل يريد؟
يتوقف عز فى تصريحاته عند طموح واضح الحدود، وهو «أن يكون ضمن ال10 قيادات حزبية التى تسعى لتطوير مصر».
لكن هناك تصريحا أخطر، ورد فى الحوار نفسه مع برنامج «العاشرة مساء»، عندما قال إنه سيفضل السياسة على البيزنس، إذا تعارضت مع أعماله ومصالحه المالية.
والطموح؟
«كلنا طموحون»، يرد ابراهيم الجوجرى، نائب البرلمان عن الحزب الوطنى، مضيفا أن «الطموح لا بد أن يكون موضوعيا».
**
انتهت السيناريوهات الثلاثة التى تحوم حول مستقبل أحمد عز السياسى، لكن هناك احتمالا رابعا، ليس مستبعدا فى نظر رجال السياسة، وهو أن «النظام عوّدنا على إخراج البطاقة الحمراء لأى لاعب أثناء المباراة، فى أى لحظة، ودون إبداء الأسباب».
من الهندسة إلى الوطني
ولد فى 12 يناير عام 1959
عائلته تنتمى إلى محافظة المنوفية.
والده لواء بالجيش ثم اتجه إلى مجال الأعمال واستيراد الحديد.
تخرج فى كلية الهنددسة عام 1982
سافر فترة إلى ألمانيا للدراسة.
رياضى، يستيقظ فى السادسة صباحا ويتمرن يوميا فى منزله.
كان فى الماضى يلعب كرة القدم
كان عازف درامز فى فرقة موسيقية صغيرة.
تزوج 6 مرات، الزيجة الأخيرة من النائبة المستقيلة شاهيناز النجار.
لديه ثلاثة أبناء: ملك وعائشة وأحمد.
يمتلك 3 مصانع للحديد ومصنعين للسيراميك
لديه استثمارات فى الحديد فى الجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.