مذكرات رجل الأعمال محمد منصور تظهر بعد عامين من صدور النسخة الإنجليزية    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    من بيتك في دقائق.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل (الرسوم والأوراق المطلوبة)    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    «النصر للسيارات والصافي» يعلنان عن طرح 9 سيارات جديدة في مصر... (قائمة الأسعار)    إيرادات أزور تتجاوز 75 مليار دولار ومايكروسوفت تحقق أرباحا قياسية رغم تسريح الآلاف    الطعام فقط ومكافأة حماس.. هل يعترف ترامب بدولة فلسطين؟    بمليارات الدولارات.. ترامب يكشف تفاصيل اتفاقية تجارية جديدة وشاملة مع كوريا الجنوبية    الانقسام العربي لن يفيد إلا إسرائيل    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    الزمالك يتلقى ضربة قوية قبل بداية الدوري (تفاصيل)    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    دنيا سمير غانم تخطف الأنظار خلال احتفالها بالعرض الخاص ل«روكي الغلابة» ( فيديو)    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    يعشقون الراحة والسرير ملاذهم المقدس.. 4 أبراج «بيحبوا النوم زيادة عن اللزوم»    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    مدير أمن سوهاج يقود لجنة مرورية بمحيط مديرية التربية والتعليم    روسيا: اعتراض وتدمير 13 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي روستوف وبيلجورود    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    الوضع في الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان محور مباحثات مسؤول روسي وأمين الأمم المتحدة    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    3 مصابين فى تصادم «توكتوك» بطريق السادات في أسوان    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    نشرة التوك شو| انخفاض سعر الصرف.. والغرف التجارية تكشف موعد مبادرة خفض الأسعار..    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    لطفي لبيب.. جندي مصري في حرب أكتوبر رفض تكريم سفارة عدو جسّده سينمائيا    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    المصري يواجه هلال مساكن فى ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    بعد 20 سنة غيبوبة.. والد الأمير النائم يكشف تفاصيل لأول مرة (فيديو)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 31 يوليو 2025    هل تتأثر مصر بزلزال روسيا العنيف، البحوث الفلكية تحسمها وتوجه رسالة إلى المواطنين    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. الاتحاد الأوروبى وإيطاليا يدعمان السلطة الفلسطينية ب23 مليون يورو.. وفلسطين تدعو استونيا وليتوانيا وكرواتيا للاعتراف بها.. ومباحثات روسية سورية غدا بموسكو    حدث ليلًا| مصر تسقط أطنانا من المساعدات على غزة وتوضيح حكومي بشأن الآثار المنهوبة    مدير أمن القليوبية يعتمد حركة تنقلات داخلية لضباط المديرية    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    «أمطار في عز الحر» : بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «توخوا الحذر»    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. لماذا يجب على الطلاب تسجيل 75 رغبة؟    25 صورة من تكريم "الجبهة الوطنية" أوائل الثانوية العامة    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 720 للجنيه اليوم الخميس بالصاغة    ب 3 أغنيات.. حمزة نمرة يطلق الدفعة الثانية من أغنيات ألبومه الجديد «قرار شخصي» (فيديو)    مونيكا حنا: علم المصريات نشأ فى سياق استعمارى    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    محمد أسامة: تلقيت عرضا من الأهلي.. وثنائي الزمالك لا يعاني إصابات مزمنة    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    وزير الرياضة يتفقد نادي السيارات والرحلات المصري بالعلمين    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عز رجل العام الجديد
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 12 - 2009

«دا آخر حساب ختامى نناقشه»، قالها أحمد عز، أمين التنظيم، فى اجتماع لجنة الخطة والموازنة التى يرأسها بمجلس الشعب، قبل أن يضيف «السنة الجاية هايكون فى رئيس لجنة تانى ونواب تانيين هايعرفوا إن توصياتنا لم تنفذ على مدار 10 سنوات».
الذين استمعوا إلى هذه العبارة، والمحيطون بالرجل الحديدى اتفقوا على أن هذه الجملة هى إشارة، «نعم، الرجل مقبل على منعطف مهم فى مساره السياسى».
فماذا يخطط رجل الوطنى لمستقبله، إذا كان سيترك لجنة الخطة والموازنة التى يرأسها منذ أن وضع قدميه داخل مجلس الشعب قبل 9 سنوات؟ هل يترك مجلس الشعب طواعية؟.
التكهنات المحيطة به ترسم ثلاثة سيناريوهات لمستقبل رجل العام الجديد، فهو «مدير» الانتخابات البرلمانية المقبلة، التى تشكل الحدث السياسى الأهم فى 2010، وتمهد للانتخابات الرئاسية فى 2011.
سمر الجمل تكتب عن منعطف العام الجديد فى السيرة السياسية للرجل الحديدى.
رئيس وزراء : القيادة من المقعد الخلفى
أول سيناريوهات المستقبل أمام أحمد عز وأقلها احتمالا أن يتولى حقيبة وزارية قد لا تقل عن منصب رئيس الحكومة.
عمليا، يمتد نفوذ أحمد عز، البالغ من العمر 50 عاما، إلى الوزارات المختلفة، يتدخل فى أدق التفاصيل إذا اقتضت الضرورة. «علاقته بالوزراء قوية جدا طالما هم فى السلطة»، هكذا يقول المحيطون به. وهو «لا يتردد فى الدخول فى خلاف معلن مع أحد الوزراء إذا تعارضت الرؤى».
حدث هذا مع وزير الصناعة محمد رشيد فى ملف الاحتكار، وتكرر مع بطرس غالى وزير المالية فى قانون الضرائب العقارية.
فى المرة الأولى كان الأمر يتعلق بمشروع قانون منع الاحتكار، «ونجح عز فى تخفيض الغرامة على جريمة الاحتكار من 10% سنويا إلى غرامة تسدد دفعة واحدة بقيمة 300 ألف جنيه»، والكلام على لسان محمد العمدة النائب عن الحزب الدستورى.
وفى المرة الثانية لم يتردد رجل الحديد والسيراميك فى اتهام وزارة المالية «بالتحايل على المواطنين بعدم إرسالها إقرارات الضرائب العقارية إليهم».
عمليا أيضا، يقود عز أحيانا الحكومة من المقعد الخلفى، ويلعب أدوارا من المفترض أن يقوم بها رئيس الوزراء.
أحد زملاء عز بالحزب الوطنى، يفضل عدم ذكر اسمه «علشان عز ما يزعلش»، يعدد الكثير من الأحداث التى كان لأحمد عز الكلمة الحاسمة فيها. «عز أقنع صناديق التأمين بالتنازل عن دين الحكومة، وطالب بإلغاء الدعم عن المصانع كبيرة الاستهلاك للطاقة بحجة البحث عن موارد وسد عجز الموازنة، وشارك فى وضع نظام ضريبى لمصر، وقامت لجنة الخطة التى يرأسها بإعداد مشروع الضريبة العامة والضريبة العقارية والضريبة على المبيعات».
إلى ذلك يعرف المتابعون لمجلس الشعب أن عز أوقف ظاهرة «تأشيرة الوزير»، أى عرائض النواب وطلباتهم من الوزراء.
الذين يرشحون عز لمنصب رئيس الحكومة يعتقدون أن ذلك «ربما يبدو ممكنا فى حالة تمرير سيناريو التوريث».
لكن «أحمد عز رئيسا للوزراء» هو أضعف الاحتمالات للمنعطف القادم فى المسيرة السياسية للرجل، لأن شخصيته لن تسمح له بمخاطرة من هذا الحجم، أن يغامر بتولى منصب تنفيذى كبير، قد يفقده فى «غمضة عين»، كما يشرح مقربون منه، فالخروج من منصب رئيس الحكومة، طبقا للتقاليد السياسية المصرية، يعنى الخروج النهائى من الساحة السياسية.
بتعبير آخر على لسان قيادى بالحزب الوطنى فإن عز «لن يحرق نفسه بالوزارة».
يضيف محمد العمدة، نائب مجلس الشعب عن الحزب الدستورى سببا آخر لابتعاد عز عن رئاسة الحكومة مستقبلا، وهو سبب يخص الدولة نفسها. «لا أعتقد انه يسعى لمنصب رسمى بمعنى وزير أو رئيس حكومة، فالنظام لن يغامر بمنحه مناصب رسمية فى الدولة، أو مزيدا من السلطة». ويقول المراقبون إن النظام السياسى فى مصر اعتاد أن يبتعد فى ترشيحاته لرئاسة الحكومة، عن «شخصيات تتمتع بالبريق أو الكاريزما»، وهو ما يمتلكه عز منذ ظهوره الأول على ساحة السياسة.
رئيس مجلس الشعب : المايسترو بعد 9 سنوات فقط
المزيد من السلطة قد يصل إلى أحمد عز عبر بوابة السيناريو الثانى، الذى يرشحه رئيسا لمجلس الشعب، وهو احتمال قد يثير دهشة الكثيرين، لكن هناك الكثير من المؤشرات والأحداث التى تدعمه، منذ دخل عز إلى البرلمان للمرة الأولى عام 2000، رئيسا للجنة الخطة والموازنة.
نجح عز عبر سنواته البرلمانية التسع فى أن يصبح «المايسترو» لنواب الحزب الحاكم، فهو يقرر «مصائر» النواب من كل الأجيال، ويحدد لكل منهم «النغمة والدور» خلال الجلسات وأثبت أنه يملك «الخبرة لإدارة المجلس».
المشوار الطويل الذى قطعه أحمد عز للسيطرة على مجلس الشعب بدأ باستبدال موظفى لجنة الموازنة، التى يرأسها، وجاء عز بموظفين من مكتبه بحجة أن الآخرين «روتينيون ولا يتواكبون مع فكره».
بالنسبة لنواب الوطنى يمثل أحمد عز «ملاذا ومرشدا» فى الأحداث والجلسات العاصفة، ويحكى نائب الوطنى إبراهيم الجوجرى أن عز «يصر على مناقشة كل الموضوعات ومشروعات القوانين داخل الحزب، قبل مناقشتها فى المجلس».
لا يتوقف عز عند «البروفات» التى يتحدث عنها الجوجرى، وكيل اللجنة التشريعية، بل يتعلق الأمر برجل «متابع ومثابر جدا، يدير الأمور بصورة حازمة وعلمية، أعطت العمل الحزبى دفعة كبيرة»، بتعبير الجوجرى.
عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة، «من القلائل اللى فاهمين الموازنة كويس جدا»، كما يقول النائب الإخوانى أشرف بدر الدين، عضو لجنة الخطة والموازنة، فهو «محاط بجهاز من المساعدين، ولديه مركز يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمستشارين».
وعز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، يعرف النواب ويناديهم بأسمائهم. وإذا تواجد فى اجتماع يحضره أشخاص لا يعرفهم، يطلب من السكرتارية تمرير ورقة أمام الجميع، ليكتبوا أسماءهم. ويستعين عز بفريق من المساعدين يتابع الجلسات من شرفة المجلس، لتسجيل الحضور والغياب.
«نواب الشعب يخافون منه لأن مستقبلهم بيده»، فى تقدير النائب أشرف بدرالدين، «إنه يتعامل مع النواب على طريقة المعلم والصبيان، الأستاذ والتلميذ. وقد يحرجهم أحيانا بطريقة لا يستخدمها مع أشد خصومه من المعارضة».
يلاحظ النائب الإخوانى أيضا أن «الصلاحيات شبه المطلقة، التى تعطيها له لائحة البرلمان، تجعله يتصرف بصورة تبدو ديكتاتورية، إلا إنه يستجيب للنقاش أحيانا، ويستمع للرأى الآخر، كما حدث فى موافقته على إعفاء المدارس والجامعات ودور المناسبات من الضريبة العقارية».
وعز، عضو الأمانة العامة وهيئة المكتب بالحزب الحاكم، «طغى كثيرا على دور رئيس المجلس فتحى سرور»، كما يقول النائب محمد العمدة، الشاهد على أزمة النائب سعد عبود بعد استجوابه لوزير الداخلية بشأن الحج بالقرعة. «كشفت الأزمة أسرارا فى علاقة عز بسرور. سرور قال لنا إن فكرة تجميد عضوية عبود كانت من بنات أفكار عز، وإنه حاول التصدى لها لكن عز صمم على موقفه».
مواقف الصدام بين عز وسرور أصبحت «حديث المجلس» بعد أن انتقلت من الخفاء إلى العلن.
«حادث استقالة النائب عماد الجلدة فى يونيو 2007 مثال آخر» فى رأى النائب أشرف بدرالدين. «أصر أحمد عز على قبول استقالة الجلدة وليس إسقاط العضوية عنه، رغم معارضة سرور، الذى اعتبر الأمر غير دستورى وغير قانونى، لكن الأغلبية وافقت على هذا القرار، بعد عبارة عز الشهيرة: «بغض النظر عن الدستور والقانون».
ولم يستغرق أحمد عز كثيرا من الوقت قبل أن ينجح فى «تحييد» زعيم الأغلبية عبدالأحد جمال الدين، الذى وجد نفسه يبتعد عن مقعد القيادة، ويتحول إلى نائب عادى، كل ما يميزه عن الباقين هو أن يتحدث قبل باقى نواب الوطنى، باعتباره الممثل «الرسمى» للأغلبية.
ولا يبدو عز فى حاجة إلى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، لتولى هذا المنصب. فقد يصل إلى مجلس الشعب بالتعيين كما حدث مع د. فتحى سرور أو مع رفعت المحجوب فى أول ظهور لهما بمجلس الشعب، لكن تبقى المشكلة الأساسية أنه رجل «يغض النظر عن الدستور والقانون».
أمين عام الحزب : مهندس التطوير
أمين التنظيم بالحزب الوطنى، وعضو الأمانة العامة، وعضو هيئة المكتب، وعضو المكتب السياسى، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، ورئيس لجنة الحفاظ على الأراضى الزراعية بالحزب، هل يرصع أحمد عز هذه القائمة الذهبية بمنصب جديد، هو أمين عام الحزب الوطنى؟
إنه السيناريو الثالث والأكثر احتمالا.
انتسب أحمد عز للحزب الوطنى فى نهايات الثمانينيات، وقبل أن يخوض أية انتخابات، عينه الحزب عضوا بمجلس الشورى.
وفى عام 2000 بدأ عز صعوده السياسى الكبير بنجاحه فى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة منوف، بالتزامن مع صعود نجم جمال مبارك.
وفور عبوره البهو الفرعونى إلى داخل المجلس، كان عز يتقلد منصب رئيس لجنة الخطة والموازنة، فى حالة نادرة بالنسبة لنائب جديد لم يتجاوز عمره الحادية والأربعين.
وفى حين استحدث الوطنى أمانات جديدة فى الحزب «للجيل الجديد»: السياسات لنجل الرئيس، وقطاع الأعمال لحسام بدراوى، امتلك عز مفاتيح لجنة العضوية، مستندا إلى 10 سنوات سابقة من العمل الحزبى.
بعدها بعام واحد سيطر عز على أمانة التنظيم بعد خروج أحد الصقور التاريخيين بالوطنى، وهو كمال الشاذلى، الذى تم تحميله «خسائر الانتخابات البرلمانية فى 2005، ففعليا حصل نواب الوطنى 30 % فقط من مقاعد البرلمان قبل أن يضموا إلى صفوفهم بعض المستقلين».
بعد توليه مهام أمانة التنظيم، التزم أحمد عز أن يكرر كثيرا عبارة «هكذا تعلمنا من أستاذنا كمال الشاذلى».
يكرر أيضا وصفه لجمال مبارك بأنه «مفجر ثورة التحديث والتطوير فى الحزب»، رغم أن فضلا كبيرا فى هذه الثورة يعود للرجل الحديدى نفسه.
أول خطوات التطوير بالحزب، كما يتذكر القريبون منه، بدأها أحمد عز بدراسة تجارب الأحزاب فى دول أخرى، وتطبيق ما يصلح منها لدعم الحزب. «قام بإدارة أمانة التنظيم بفكر جديد، وأسس للاتصال التنظيمى بين المستويات المختلفة، وأعطى دفعة للعمل الحزبى، وشجعنا على المشاركة فى كل الانتخابات، من المحليات إلى النقابات»، كما ورد فى شهادة النائب إبراهيم الجوجرى.
وعز هو أول من أدخل استطلاعات الرأى على الحزب الوطنى. وهو من أهم ممولى الحزب.
وهو الذى غير «قواعد ثابتة» التزمها الحزب فى اختيار مرشحى الحزب، فقرر، مثلا، أن تكون كل مناصب الأمانات والقواعد الحزبية بالانتخاب، بعد أن كانت بالتعيين لسنوات طويلة.
وعز هو الذى وضع قواعد التقييم والمتابعة لكل أعضاء الحزب، فى كل المستويات.
يعمل معه أكثر من ألف شاب يصفهم بأنهم «متطوعون»، لكنهم يحصلون على مكافآت من مجموعته ويطلق عليهم فى بعض الأحيان «كتائب التنظيم»، رغم نفى د. زكريا عزمى الأمين العام المساعد، أى الرئيس المباشر لأحمد عز وجود مثل هذه «التشكيلات التنظيمية التى تعمل لحساب أمانة على حساب الأمانات الأخرى».
«ثورة التطوير» داخل الحزب خرجت عمليا من أصابع عز، «الرجل الذى يعشق العمل فى إطار مؤسسى وتنظيمى، سيستم يعنى»، كما يقول د. جمال السعيد أمين مساعد التنظيم بالحزب، وأستاذ الهندسة بجامعة القاهرة. «عز يمتلك أسس التفكير العلمى والمنهجى أيضا، فهو خريج كلية الهندسة، بالإضافة إلى قدراته الشخصية».«هكذا تعلمنا من أستاذنا كمال الشاذلى»، فماذا عن الأمين العام والرجل الثانى فى الحزب بعد الرئيس مبارك، ماذا عن علاقة أحمد عز بصفوت الشريف؟
فى طريقه للصعود، تجاوز أحمد عز أكثر من قيادة «تاريخية وراسخة»، مثل يوسف والى وكمال الشاذلى، لكن الأمر اختلف مع صفوت الشريف.
يصف مراقبون محايدون ما يجرى بأنه نموذج «علاقة الحب الكراهية»، التى تحتمل التقدير والإعجاب والتبعية أحيانا، لكن ذلك لا ينفى «المنافسة» على النفوذ.
لكن المنافسة مع وزير الإعلام السابق ورئيس مجلس الشورى الحالى ليست بالأمر اليسير، وهذا ليس تحليلا مبتكرا، فقد نجح الشريف فى الصمود أمام كل الرياح العاتية التى حاولت الإطاحة بكبار الحزب ليثبت أنه «رجل دولة».
فإلى أين تذهب «المنافسة على النفوذ» بالرجل الحديدى؟
فى صياغة متأنية، يصف النائب محمد العمدة أسلوب عز وأدائه بأنه «يسعى دائما لأن يكون الرجل الثانى فى النظام، بصرف النظر عن اسم الموقع الذى سيشغله. يريد أن يكون المدير الخفى فى كل شئون الدولة».
إذا توافرت لدى عز «رغبة» الوصول لموقع الرجل الثانى فى الحزب، أى منصب الأمين العام، سيجد نفسه مدعوما بعدة حقائق على الأرض.
أول الحقائق ما يتوافر لديه من «إمكانات مادية مرتفعة»، فى رأى النائب العمدة، أما الحقيقة الثانية فهى علاقته الخاصة بالسيد جمال مبارك، أمين السياسات.
فى العام الماضى خرج عز أمام الإعلام ليقول إن «جمال ليس صديقى، نحن مجرد زميلان فى الحزب».
كان أحمد عز وقتها فى خضم أزمة شخصية، بعد حملة إعلامية تهاجم دوره فى أسواق الحديد، التى يسيطر على 70 بالمائة منها، ورأى البعض أن قرب عز من جمال مبارك يضر بالمستقبل السياسى لنجل الرئيس، وهو ما دفعه للتصريح السابق.
لكن المعروف أن الصداقة تجمع بين الرجلين خارج أروقة الحزب أيضا، منذ بدأت بالزمالة فى مجلس إدارة البنك المصرى الأمريكى، وربما قبل ذلك على عهده كثيرون، يقولون إن بداية المعرفة تمتد إلى الفترة التى أمضاها جمال مبارك فى لندن.
هل يستطيع عز الصعود لموقع الرجل الثانى فى الحزب؟
«القدرة المادية المرتفعة، والعلاقة بنجل الرئيس»، قد تشكلان جزءا من الإجابة عن السؤال، يضاف إليهما كل الملفات المسكوت عنها فى أروقة الحزب، ومنها الخلافات الداخلية، والحرب بين جيل المؤسسين للحزب، مثل صفوت الشريف، وجيل الألفية الثانية، مثل أحمد عز. هل يصلح؟
رغم أن قيادات الحزب الوطنى وحدها تملك الرد الحاسم، فإن المؤشرات الإيجابية كثيرة فى رأى المحيطين بالرجل، يشهد بها أداؤه التنظيمى والحزبى، فلديه «رؤية واضحة لأهدافه. عارف الهدف الذى يسعى إليه وكيفية الوصول اليه. لديه ملكة التواصل وقدرة على العمل المستمر وبذل الجهد وحضور اجتماعات مطولة دون إرهاق»، كما يلخص جمال السعيد، أمين مساعد التنظيم، المواصفات الفريدة لرئيسه فى أمانة التنظيم.
هل يريد؟
يتوقف عز فى تصريحاته عند طموح واضح الحدود، وهو «أن يكون ضمن ال10 قيادات حزبية التى تسعى لتطوير مصر».
لكن هناك تصريحا أخطر، ورد فى الحوار نفسه مع برنامج «العاشرة مساء»، عندما قال إنه سيفضل السياسة على البيزنس، إذا تعارضت مع أعماله ومصالحه المالية.
والطموح؟
«كلنا طموحون»، يرد ابراهيم الجوجرى، نائب البرلمان عن الحزب الوطنى، مضيفا أن «الطموح لا بد أن يكون موضوعيا».
**
انتهت السيناريوهات الثلاثة التى تحوم حول مستقبل أحمد عز السياسى، لكن هناك احتمالا رابعا، ليس مستبعدا فى نظر رجال السياسة، وهو أن «النظام عوّدنا على إخراج البطاقة الحمراء لأى لاعب أثناء المباراة، فى أى لحظة، ودون إبداء الأسباب».
من الهندسة إلى الوطني
ولد فى 12 يناير عام 1959
عائلته تنتمى إلى محافظة المنوفية.
والده لواء بالجيش ثم اتجه إلى مجال الأعمال واستيراد الحديد.
تخرج فى كلية الهنددسة عام 1982
سافر فترة إلى ألمانيا للدراسة.
رياضى، يستيقظ فى السادسة صباحا ويتمرن يوميا فى منزله.
كان فى الماضى يلعب كرة القدم
كان عازف درامز فى فرقة موسيقية صغيرة.
تزوج 6 مرات، الزيجة الأخيرة من النائبة المستقيلة شاهيناز النجار.
لديه ثلاثة أبناء: ملك وعائشة وأحمد.
يمتلك 3 مصانع للحديد ومصنعين للسيراميك
لديه استثمارات فى الحديد فى الجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.