أ/ أميمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أعرف من أين أبدأ؟! فأنا شاب عمري 27 سنة كنت أبحث عن عروسة، والحمد لله وجدتها.. عندما ذهبت إلى بيتها أول مرة ارتحت لها وإلى أهلها، وكانت والدتي معي وهي مثلي ارتاحت لهم وتمنيت وأنا جالس معهم أن اتفق على كل شيء، مع أنها كانت أول مرة أراها، وبعد ذلك ذهبت وتركتها لكي تصلي صلاة استخاره وكذلك أنا، وكنت أريد سرعة الرد فتم الرد بالموافقة والحمد لله، وعقدت النية أن نتفق على كل شيء، كالشبكة وميعاد الفرح، فذهبت أنا وأهلي، وحضر أيضا أقاربها، وبعد الاتفاق قرئنا الفاتحة وتمت الخطبة.. العروس على قدر من الجمال ولكن المشكلة أنها نحيفة نوعا ما، تحفظ القرآن الكريم وكانت تعطي دروساً في المسجد.. وكل مشكلتي أنني أشعر بضيق شديد لا أعرف لماذا؟!!!!
وسألت نفسي..هل لأنهم عائلة بسيطة؟ أو لأن أباها نفسه رجل بسيط؟ أو لأنها نحيفة؟ وهذه ليست أول مرة، فأنا كلما أذهب إلى عروسة أشعر بسعادة، وبعد ذلك أشعر بضيق، ولكن عندما ذهبت إلى هذه العائلة كان هناك شعور مغاير، فلقد كنت على قدر كبير من السعادة، كنت معجب بها والآن لا أريد أن أكلمها، مع أن الخطبة تمت بالفعل، ووجدت أن الفتاة قد تعلقت بي وكذلك أهلها..والحمد لله معروف عني الصلاح والمواظبة على الصلوات وصلاة الفجر في جماعة، ولكن لا أعرف من أين آتانى هذا الضيق؟! لدرجة أنني أريد أن أنهي الموضوع وأفسخ الخطبة، رغم وضع يدي علي السبب الحقيقي! أو أن أكون أصلاً خائف من الزواج نفسه، لا أدري !!!ولكن إذا فعلت ذلك، فماذا سيكون موقف الفتاة وأهلها ؟ ثم ما موقف والدتي ووالدي؟ أنهم يريدونني أن أتزوج، وأنهم لا يرون عيباً في الفتاة وأهلها.. مع العلم أني أعيش في قرية ولي جيران أتمنى من الله ألا يبتليك بمثلهم، ينظرون لنا في كل شيء، يقولون كلام عن منزلنا لا يحدث وأحس منهم الحقد والحسد، والله أعلم، وكثير من معارفنا يقولون لنا ارقوا أنفسكم، يوجد هناك ناس ينظرون إليكم! أتمنى أن تكوني عرفتِ ما أحس به، أنا مش عارف أوصلك الموضوع إزاي؟! هو أنا محسود أو أي شي من هذا القبيل ماذا أفعل؟!!! (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أولا: بالفعل العين حق، والحسد مذكور في القرآن الكريم، وجميعنا يؤمن به، ولكني لا أفضل أن نربط دائما كل مشاكلنا وأخطائنا بل ومصائرنا بالحسد يا أخي، فلابد من التوكل علي الله ثم الأخذ بالأسباب، واستخدام عقولنا في التحليلات المنطقية، حتى لا يحاسبنا الله علي كل ما وهبنا من إمكانيات عقلية ومادية تساعدنا في الاستنباط واتجاهات الحياة! ويمكنك تحصين نفسك بالفعل من الحسد بالرقية الشرعية وقراءة سورة البقرة، ثم بعد ذلك تترك الأمور كلها علي الله بعد سعيك واجتهادك، وقس علي ذلك كل أمورك في جميع مناحي الحياة.. ثانياً: بالنسبة لردود أفعالك من الخطبات ومن الزواج نفسه، فهذا سببه الرئيسي، أن قرار أن تتزوج من البداية هو ليس قرارك أنت، ولكنك تعتبره أمراً حتمياً ناتج من رغبة والديك لإتاحة إمكانية حدوثه، فمنذ أن صرت شاباً، ووالداك كمعظم الأسر القروية بمصر تقرر زواج أبنائها في سن صغيرة بل وغالباً توفر لهم منزل الزوجية وتدبر لهم إمكانيات المعيشة.. وهنا كان عليك أن تختار وحتما من بين الفتيات المطروح عليك الاختيار من بينهن، ورغم أن مشاركة الأهل في اختيار شريك الحياة هامة جداً وغالبا ما تؤسس لعلاقات أسرية أكثر استقراراً مع زوج أو زوجة من أصولا طيبة، إلا أنني أفضل أن تكون مشاركتهم بحدود عامة، أما الخصوصيات لكل طرف، هو وحده من يبنيها ليكون مقتنعاً تماماً حين الارتباط بالطرف الأخر.. ولكن بالنسبة لخطيبتك.. فمن رأيي المتواضع.. أن كل ما ذكرته عنها لهي أسس وصفات رائعة يتمناها معظم الشباب عند اختياره زوجة المستقبل.. وأطمئنك أخي الكريم.. فما "تحظي" به عروسك من نحافة حاليا لهو أمل الكثيرات الآن بعد الزواج هن وأزواجهن، ويشهد علي ذلك معظم أطباء الريجيم وصالات الجيم وأجهزة التخسيس بها التي أرهقها البدينات ! وليت عروسك أصلا تستطيع المحافظة علي قوامها بعد الزواج والإنجاب من البدانة والسمنة.. فاطمئن، هذه كلها أموراً شكلية متغيرة وبكثرة بعد الزواج.. أما بالنسبة لوالدها البسيط الذي لا يرتقي لمكانتكم الاجتماعية، فربما كان أفضل بكثير من ذوي أملاك ومراكز اجتماعية مرموقة ولكنهم فشلوا في تربية بناتهم وأبنائهم علي الأخلاق والفضيلة وحفظ كتاب الله، الذي إن عاملتك زوجتك بآياته ستصبح من أسعد الأزواج، وتكون فزت بخير متاع الدنيا "الزوجة الصالحة" إن شاء الله، استعن بالله وتوكل عليه، وتحرر من كل هذه التعقيدات التي تؤرقك،وبعد الاستخارة أتمم زواجك من هذه الجوهرة ولا تكسر قلبها، وتحبط أمل والديك فيك بعد موافقتك عليها وفرحتك بها، وادعوا الله أن يتمم فرحتكم علي خير. .............................................................. *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله.
*وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ...............................................................................
تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.