فى الحقيقة أنا متابع جيد لك يا أستاذة أميمة ..وكم تسعدنى أراءك التى عادةً ما تكون مقترنة بالجانب الدينى..وفى الحقيقة أيضا مررت بكثير من المشاكل وكنت قررت أن أكتب لك ولكن سرعان ما أتراجع أحيانا لعدم قدرتى على صياغة مشكلتى ، وأحياناً لأن المشكلة تكون مشكلة مجتمع، و أعلم أنه لا دخل لك بها ..وأيضاً هذه المشكلة لا تخصنى ولكن تخص أقرب أصدقائى لى، ويعلم الله كم أحبه فى الله!..فهو أخ ملتحى وكم حثنى على طاعة الله وله فضل كبير بعد الله فى تقربى من الله.. صديقى هذا يقيم الأن فى السعودية لظروف عمله وهو متزوج من ما يقرب من 6 أشهر.. تزوج من بنت منتقبة،وكما تعرفين فإنه تعرّف عليها من خلال الرؤية الشرعية ،وفى خلال شهر تم كتب الكتاب، ثم قام بفرش شقته (فى مصر) و كما رأيت لم يبخل بأى شىء بل أنفق أكثر من متوسط إنفاقات أى زواج عرفته ..مكث شهر فى مصر ثم ذهب إلى السعودية بمفرده وقام باجراءات الاستقدام لزوجته ثم عاد ليصطحبها معه،وهى الآن معه فى السعودية... صارحنى اليوم بعد ملاحظتى أن هناك ما يعكر صفوه منذ فترة: أنه ربما يطلق زوجته قريباً..فنزل علي الخبر كالصاعقة لأنى كنت أحلم باليوم الذى أتزوج فيه مثل زيجته لما رأيته فيها من إلتزام ورقى ،وعند استفسارى لما هذا ؟ قال: أنه لاحظ أن زوجته تعامله بجفاء ويظن أنها لا تحبه مطلقاً..فلما صارحها منذ فترة قالت له: بالعكس أنا أحبك.. ولكن لم تتغير المعاملة.. فقال لها: اجلسى مع نفسك وحاوريها وصارحينى بما بكِ, وبالفعل وكتبت ما تشعر به..ولما عاد من عمله وجد ما كتبته "أنها حاولت أن تحبه مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى، ولا تعيب عليه شىء فهو يعاملها بأحسن حال ويعمل دائما على راحتها ولكن هى لا تستطيع أن تحبه، فهى منذ صغرها مرت بظروف قاسية جعلتها لا تستطيع أن تحبه وتشعر بالنفور منه.. وكتبت فى أخر كلامها أنت تستحق واحدة أحسن منى"... فأمهلها صديقى فترة لا يتحدثون فيها مع بعضهم البعض حتى تخرج بقرارها النهائى له هل تحبه أم لا ؟ ولا أخفى عليك فقد تأثرت كثيرا بهذه المشكلة، فكم كنت أتمنى أن أتزوج على الطريقة الملتزمة ..ولكن الآن أشعر بالخوف خصوصا عندما طلب منى صديقى المشورة فلم أستطع أن أخبره بما يفعل,وأنه ربما كان اختياره خاطئاً..فأرجو منكِ أن تطلعينى على ما أشور به لصديقى .. وأريد أن أعرف رأيك فى الزواج بعد الرؤية الشرعية فقط فى هذه الأيام . (الرد) أولاً:بالنسبة لمشاكل المجتمع والبلد وأحوالها ،فجميعنا يا أخى فى سفينة واحدة ، وما المسافر ببعيد عنها مطلقاً ،ندعوا الله ألا تغرق بنا وأن يصلح حالها وأن يؤلف بين قلوب أبناءها على قلب رجل واحد للخير وفي الخير. ثانياً: فإن العيب ليس فى الزواج التقليدى أو رؤية الخاطب للخطيبة بشكل شرعى وخاصةً عندما تكون منتقبة، فأرى أنها أسلم طريقة ، بمساعدة الأم والأخت أو إحدى القريبات لرؤية شعرها وغيره من الأجزاء المباحة لهن وغير مباحة للرجل الأجنبى غير الوجه والكفين.. ولكن العيب يا أخى فى التسرع فى إتمام الزواج قبل أن يتعرف الخطيبان على بعضهما جيداً وقبل أن يعطيا لمشاعرهما فرصة للإختبار الدقيق، فالزواج حياة جديدة ربما كانت عشرة الزوجان فيه مدتها أكبر من العمر الذى قضيانه مع أهلهما.. وعليه فإنه لابد على كلا منهما عندما يأخذ قرار الزواج أن يكون عن إقتناع تام وراحة نفسية كبيرة وتعلق كل منهما بالأخر، فالحياة يا عزيزى لاتخلو من منغصات ومشكلات على مر سنوات العمر بها، وحتى يتحمل كلا من الزوجين الأخر فلابد من وجود المودة والحب بينهما والذى لن ينبت وينمو بسهولة بعد الزواج، إلا إن كان الاقتناع بينهما كبير قبل الزواج.. وكما ذكرت لك فإن فترة الخطبة لابد وأن تكون كافية للتعارف والاقتناع من عدمه. ثالثاً: بالنسبة لصديقك.. فربما كانت هناك أبعاداً أخرى للعلاقة بينهما لم يطلعك عليها،ولهذا لن نستطيع أن نحكم عليها أو نقدم لهما النصيحة الكافية،أو المفيدة.. ولكن إن كانت تتلخص مشكلته معها فيما رواه لك فقط، فالأمر هنا بسيط إن شاء الله، وكل ما عليه أن يتعامل معها بنوع من التجاهل البسيط وعدم الاهتمام بها بشكل كبيربها، حتى تشعر بالفارق فى المعاملة ، وعليه أن يغيب عنها بقدر معين ،كأن يخرج بصحبة أصدقائه ويتركها مع مراقبة رد الفعل منها، فبعض النساء إن شعرت بإهتمام أكبر من القدر العادى تدللت واعتقدت أنها تستحق الأكثر منه.. ولكن إن لم تتغير للأفضل معه،فعليه أن يشارك أحداً من أهلها بالأمر على أن يكون ممن يثقان فى رأيه هو وهى ويحبانه.. ثم ليفعل الله ما يشاء. ...................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الإثنين من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معى بكلمات هادفة, فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل إثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .