أستاذة أميمة..ترددت كثيراً وأنا فى منتهى الخجل أن أراسلك..فأنا دكتورة كيميائية بإحدى الجامعات المصرية،عمرى 39 لم أتزوج إلى الأن رغم حلمى منذ زمن أن يكون لى بيت وأطفال وزوج يحبنى،فأنا جميلة جداً كما يرونى الأخرين، كما أننى غنية مادياً جداً.. ولكن مأساتى أن جدى لأبى رحمه الله وسامحة كان من كبار تجار المخدرات ،وللأسف الجميع يعلم هذا الأمر حيث أنه قبض عليه منذ أكثر من 22 عام ،وتوفى فى السجن من 15 عام .. ورغم وفاته إلا أن وصمة عاره ظلت تلاحقنى إلى الآن،فيما عدا الغالبية من المحيطين لى من زملاء وطلبة الجامعة..فأنا الإبنة الوحيدة لإبنه الكبير وشكوك الجميع كانت تحوم حول أبى أيضاً فى أنه كان يتاجر مع جدى بالمخدرات.. أستاذة..أشعر أنى منبوذة من المجتمع ،وأن أبسط حقوقى كإنسانة لم أحصل عليها بسبب تاريخ جدى الأسود ..لكِ أن تتخيلى مدى ما أعانيه نفسياً، وكيف أشعر بفارق كبير بينى وبين من لهن أهل بسطاء ولكنهم شرفاء،رغم أنى بعيدة تماماً عن أى معاملات محرمة وأحاول الالتزام قدر الإمكان .. سامحينى على الإزعاج وأنا أعلم أن ما يؤلمنى لايحتاج لحل بعينه،ولكنى من متابعتى لك وما أسمعه عنكِ أحببتك كثيراً وتمنيت أن أبوح لكِ بما أعانيه، فربما فى الفضفضة معك أجد الراحة المبتغاه. (الرد) حبيبتى..هونى على نفسك ما أنتِ فيه من كل ذلك الهم والضعط النفسى ،فأنتِ ليس لكِ أى ذنب فى كل ما حدث من حولك..فليس لأى إنسان منا يد فى إختيار أهله ولا مهنتهم ولا أسمائهم،ولكن يستطيع كل شخص أن يغير من مصير نفسه إلى الأفضل قدر الإمكان،مثلما أنتِ سلكت طريقك واختارتى أن يكون مستقبلك نافع ومفيد للمجتمع وليس هادم ومؤذى لأفراده كما فعل جدك سامحه الله.. وربما مارس جدك هذه التجارة عن جهل فأراد الله يخرج من صلبه من تبنى ولا تهدم.. أختى.. لذلك أتمنى ألا تحملين نفسك فوق طاقتها وأن تحاولى الخروج من بوتقة الماضى إلى مستقبلك الطيب ..وبالنسبة للزواج فبالطبع تاريخ جدك له تأثير فى إبتعاد بعض من حاولوا التقدم لكِ ، ولكنه لن يكون مع كل الرجال،فبعض الرجال لايفرق معه سوى الإنسانة التى سيختارها شريكة لحياته، وأنتى كإنسانة رائعة ولا ينقصك شىء لتكونى شريكة حياة أفضل الرجال،ثم من يدريكِ أن تأخير زواجك هذا يحمل لكِ الخير الكثير!! فالله تعالى يختار لكل منا كل الخير فكما قال :"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌلكم" ..وكم من فتيات جميلات وربيبات عائلات كبيرة ومحترمة وتأخر بهن أيضاً سن الزواج ،فإن كتب الله لشخص الزواج فلن تعوقه أى أسباب.. فعليكِ حبيبتى أن تتقربى أكثر من الله تعالى بالدعاء بالزوج الصالح.. وأتمنى أن تنظرين حبيبتى إلى الحياة بنظرة مختلفة أكثر تفاؤلاً وإقبالاً عليها مع ممارسة حياتك بشكل طبيعى، وأن تنظرين إلى من هم أقل منكِ فى نعم الله من صحة ومال ومؤهل دراسى ومكانة علمية،وقتها ستشعرين بمدى نعمة الله تعالى عليكِ وستنعمين بواقعك الأفضل بالتأكيد من أى خيال وحلم أو توقع.. وعندما يأتيكِ من يكون جدير بكِ سيكون وقتها تفكيرك وقرارك عن عقل أكثر نضوجاً ووعياً للإختيار الأنسب لشريك حياتك.. ولى لفتة هامة حبيبتى ،وأعلم أن قرارها يصعب عليكِ ولكن قدر الإمكان أتمنى أن تنفذينه.. فأنتِ تعلمين أن تجارة المخدرات أموالها مشبوهة ومحرمة ،فقدر الإمكان طهرى مالك الذى ورثتينه عن جدك،فوضعك حالياً كأستاذة جامعية أعتقد أنه يكفى دخله لتتعايشين منه عيشة كريمة.. فربما تغيرت حياتك للأفضل إذا قمتِ بتطهير أموالك وتطييب مطعمك .. أسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته وأن يوفقك لكل خير وينفع بك . ........................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الإثنين من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل إثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .