د يحيى الجمل يحيرنا كثيرا فعندما تستمع اليه يشعرنا بالبساطة ، ولكن بعد دخوله حكومة د/ شفيق كنائب رئيس وزراء وكممثل للتيار الليبرالى ، تحمل مسئولية اعادة ترتيب البيت الاعلامى عامة والصحافة خاصة (السلطة الرابعة) ، وبعد استقالة حكومة شفيق بساعات أخبرنا تليفزيونيا بأن خطة تغيير المنظومة والقيادات الصحفية كانت مكتملة وان تطبيقها كان اليوم التالى و اشعرنا بالندم لفوات الفرصة . وعندما عاد كنائب لرئيس الوزراء أيضا فى حكومة د شرف تجاهل الملف الاعلامى والصحفى تماما بل حاول تسويق قبول الوضع الحالى لصعوبة التغيير الا بعد الضبط المالى للمؤسسات الصحفية ثم بعد ذلك ينظر فى تغيير القبادات ،فهل تعنى بالمثل أنه لم يكن هناك داعى لثورة 25 يناير لانها افقدت الدولة مليارات الجنيهات. فيا استاذنا الليبرالى هل كنت صادقا فى جهوزية ملف التغيير الصحفى ليلة استقالة حكومة شفيق ام لا، ام انك وجدت الشارع سكن بعض الشيى فبدات لعبة المصالح والضغوط عليك، وخصوصا انك كنت تكتب مقالات عديدة بالاهرام من خلال عبد المنعم السعيد رئيس مجلس ادارة الاهرام فى عهد مبارك ، والصحف الاخرى (وانت ترد لهم الجميل الان بالمماطلة لازاحتهم من صحفهم ومن ثم يخسروا الملايين التى يقبضونها). كنت تنتقد الجيش لبطئه فى اتخاذ اجراءات يطلبها الثوار ، وعندما تحملت مسئولية الملف الاعلامى فعلت نفس الشىء ، وعليه فقد تم استغلال تلك الصحف والقنوات التليفزيونية العديدة لزرع شرخ فى صميم الامة المصرية ومازالت بالتركيز على المادة الثانية للدستور وفزاعة الاخوان بما احدث فتنة طائفية (واطفيح خير شاهد على ذلك) حيث ان هولاء "الصحفيين" لايستطيعون الكتابة والابداع فى غير ذلك من تدمير ثوابت المجتمع . أيضا هم الذين يسببون الارتباك بين عموم الشعب بكتباتهم المغرضة مع السماح لاشخاص معينة بالكتابة لرفض التعديلات والاستفتاء من اساسه ومن بعد نتيجته، برغم ان حكومة د شرف وبوجودك فيها مسئولين عن اقناع الشعب بقبول التعديلات ومعكم الصحف والقنوات التليفزيونية القومية حتى تدور عجلة الانتاج ويستقر الامن فكيف اذا يمكن الجمع بين اشاعة العداء وأمن المجتمع. فياسيدى الكريم لماذا تترك للاخرين مساحة بان يضعوك موضع شبهة لعدم تطابق اقوالك مع افعالك، او لشبهة انك اردت التواجد على الساحة اعلاميا فقبلت منصب نائب د شرف ومن قبله نائب د شفيق ومسئولية تنفيذ مالا تقتنع به او غير متحمس له ، ام شبهة مصالح متبادلة مع الكثير والكثير من القيادات الصحفية الان وفيما سبق ، وخاصة انك تردد دائما ان لم تختلف او تعادى اى من التيارات على الساحة فى الماضى والحاضر متجاهلا مصلحة مصر ورغبة شباب الثورة. ياسيدى السلطات الرئيسة بالدولة تم تغييرها وهى الرئاسة ،ومجلسى الشعب والشورى ، والقضاء رتب نفسه واستقل عن رئس الجمهورية ووزير العدل فلماذا لاتتطهر السلطة الرابعة من الفساد الادارى والمالى للان ؟ وحتى لايضطر الشارع لفعل ذلك بيده أسوة بمقرات امن الدولة. هذه الامانة والمسئولية هل انت قادر عليها ام لا ، فهل تكون الاجابة بالفعل وليس بالكلام السياسى فارغ المضمون حتى تحافظ على اسمكم للتاريخ الذى سوف يحكم علينا جميعا وعليكم فى تطهير السلطة الرابعة (الاعلام والصحافة القومية والخاصة ايضا) والتى سرقت ومازالت تسرق قوت وكرامة واستقرار شعب مصر ، كما حكم التاريخ لاامثال طلعت حرب الذى بنى مصر اقتصاديا وفنيا وصحفيا ، فما زلنا جميعا نكن له الكثير والكثير من الاحترام والتقدير ، فمصر تصبر كثيرا ولكنها لاتغفر ولاترحم عند خداعها واللعب بقداراتها وثوابتها، فالتاريخ أخبرنا بذلك وأكدته ثورة 25 يناير (ثورة شباب مصر).