انتقد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت اليوم الأربعاء بشدة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ، قائلا :"إنه الشخص الوحيد الذي كان يمكنه تجنب إراقة الدماء التي أصبحت يداه ملطخة بها، عن طريق إجراء حوار وطني ديمقراطي شامل مع المعارضة". وقال بيلت في اتصال هاتفي مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) " إنه بدلا من ذلك، فقد اتبع يانوكوفيتش سياسة المواجهة والقمع الذي سبق وأن أقدم على تجربتها وأدت إلى تلك الأزمة، لذا فهو المسؤول الوحيد عن تلك الوفيات منذ بداية الاحتجاجات مرورا باشتعال فتيل الأزمة أمس، وانتهاءا عند الكارثة الحالية داخل بلاده". وتعليقا على جدوى دعوة الاتحاد الأوروبي لفرض بعض العقوبات على أوكرانيا، أشار بيلت إلى أي شخص يسلك منهج العنف والقمع ينبغي فرض العقوبات عليه، ولذا فقد دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون لاجتماع عاجل غدا /الخميس/ في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة وزراء خارجية الاتحاد لتناول مستجدات الأوضاع في أوكرانيا، معربا عن أمله في أن يتمخض عن الاجتماع قرارات تساعد في حل تلك الأزمة. وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة ليانوكوفيتش بقمعه الاحتجاجات عقب لقاءه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، علق وزير الخارجية السويدي قائلا " لا أعلم شيء عن تلك الاتهامات لكن ما أعرفه هو أنه ينبغي توضيح جميع الحقائق حول تلك الأزمة الحالية ومن المسؤولين عنها ، فالأوكرانيون أعربوا عن رغبتهم في التقارب والتعاون التجاري مع الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، وتفاوضنا على اتفاقية تم رفضها لاحقا من قبل حكومة يانوكوفيتش، مما أدى إلى رد الفعل الحالي في الشارع وأوصل الأمور إلى ذلك الوضع المأساوي الذي يطيل أمد الأزمة داخل أوكرانيا وأوروبا قاطبة". وطالب بيلت يانوكوفيتش بالإصغاء إلى المعارضة، فلا يوجد أمامه سبيل آخر للمضي قدما وإنهاء تلك الأزمة، إلا من خلال إيجاد نوع من التسوية تؤلف بين جميع الأطياف، وسواء تم ذلك من خلال إجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة في أسرع وقت ممكن أو بأي إجراء آخر، فينبغي عليه الجلوس مع المعارضة والتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، فلا يوجد طريقة أخرى أمامه غير تلك، إذا رغب فعليا في تجنب أن تسوء الأمور.