حمل تجدد العنف في أوكرانيا الأوروبيين على تشديد اللهجة فتحدثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للمرة الأولى، اليوم، عن إمكانية فرض عقوبات على حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ومن المرتقب أن يلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد ظهر الغد، في اجتماع طارىء في بروكسل للبحث في أزمة أوكرانيا. وقبل ذلك، دعي إلى عقد اجتماع طارىء لسفراء الاتحاد الأوروبي المكلفين مسائل الأمن صباح اليوم في بروكسل. وقالت آشتون: "كل الخيارات ستدرس بما في ذلك فرض عقوبات على المسؤولين عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان". ومن بين التدابير المحتملة حظر الحصول على تأشيرات وتجميد الأرصدة للمسؤولين الأوكرانيين الضالعين في القمع كما صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي المار بروك. لكن فكرة فرض عقوبات على أوكرانيا لا تحظى حتى الآن بإجماع الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، علما بأن اتخاذ قرار بفرض عقوبات يتطلب الإجماع. وقال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز المؤيد بصفته الشخصية للعقوبات: "لا يوجد إجماع لأن بعض الدول المجاورة لأوكرانيا لا ترغب في سلوك طريق العقوبات لاعتقادها بأن ذلك ينطوي على مجازفة، مجازفة في رؤية النظام يشدد موقفه بشكل أكبر تجاه المعارضة". وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، الذي يفترض أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، عن أمله في أن تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "من التوصل بسرعة إلى اتفاق بشأن تدابير محددة تستهدف المسؤولين عن العنف والاستخدام المفرط للقوة". وقال الرئيس الفرنسي من جهته اليوم، إنه ينبغي التفكير بفرض عقوبات على المسؤولين الأوكرانيين. واعتبرت برلين من ناحيتها أن رفض السلطات الأوكرانية الحوار مع المعارضة يشكل "خطأ كبيرا من يانوكوفيتش". وقد اندلعت مواجهات عنيفة أمس في كييف بين متظاهرين من المعارضة وعناصر الشرطة. وأشارت وزارة الصحة إلى سقوط 25 قتيلا. ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي، اليوم، إلى إجراء "تحقيق عاجل ومستقل لتحديد الوقائع والمسؤوليات"، وناشدت الحكومة والمتظاهرين المعارضين على العمل من أجل نزع فتيل التوتر والتوصل بسرعة إلى حل سلمي للأزمة. وأعلنت بولندا التي تتقاسم على غرار ثلاث دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي حدودا مشتركة مع أوكرانيا، تأييدها لفرض عقوبات على كييف. وأعلن وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي على "تويتر"، اليوم، أنه سيتوجه "قريبا" في مهمة إلى كييف بطلب من كاثرين آشتون. أما رومانيا وهي بلد آخر مجاور لأوكرانيا، فلم تبد تأييدها لموقف متشدد. وقال وزير الخارجية الروماني تيتوس كورلاتين: "في هذه اللحظة التي بلغ فيها التوتر حده الأقصى وحده الحوار يمكن أن يحل الأزمة". إلا أن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت المؤيد بقوة للعقوبات، فرأى من ناحيته أن وقت الحوار انقضى لأن يانوكوفيتش "تلطخت أيديه بالدماء". ورأت الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايت أن أوكرانيا باتت "على شفير الحرب الأهلية"، و"علينا الآن التحدث عن عقوبات دولية". واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أن "العنف ضد المتظاهرين المسالمين غير مقبول ويجب محاسبة الحكومة الأوكرانية". وحتى الساعة لم يفكر أي بلد أوروبي، ولا الولاياتالمتحدة في سحب الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية في مدينة سوتشي بروسيا أقرب حلفاء فيكتور يانوكوفيتش. وقد نددت روسيا بالتظاهرات في أوكرانيا، معتبرة إياها "محاولة انقلاب"، معلنة أنها "طلبت" من قادة المعارضة في هذا البلد العمل على وقف العنف و"أن يستأنفوا بسرعة الحوار مع السلطة الشرعية بدون تهديدات ولا إنذارات".