العمالة السورية في مصر.. سواعد هاربة من جحيم حرب الإبادة التي يشنها نظام بشار الأسد ضد شعبه جاءت إلى مصر المعروفة بالضيافة والكرم فواجهت متاعب العمل وصعوبات العيش حيث نظر إليها البعض بعين الريبة وشكك فيها آخرون وأستغلها أصحاب النفوس الضعيفة أسوء استغلال. والبعض الأخر أكرمها وأفسح لها مجال العمل واعترف بمهارتها في العمل وأجزل لها العطاء .. بين هذا وذاك رصدت المصريون أحوال العمالة السورية في مصر مع أصحاب العمل وزملائهم في المهنة وتأثير وجود العمالة السورية علي البطالة في مصر . يقول فارس القهف 22 عاماً من دمشق ويعمل في سوبر ماركت بمنطقة المعادي إنني عندما جئت إلى القاهرة اضطررت للبحث عن عمل بعد ثلاثة أيام من وصولي من سوريا نظراً لاحتياجي الشديد للمال خصوصا أن الوضع في مصر غير مستقر والمعيشة صعبة للغاية ونواجه مشكلات كثيرة وصعوبات متعددة فهناك تفرقة بين العامل المصري والعامل السوري في كل شئ حتى في الرواتب وفى المعاملة فصاحب العمل يكيل بمكيالين ونستطيع أن نقول إن هناك شبه استغلال من بعض الناس وليس جميعهم لظروفنا وأحوالنا ولكن هناك من يتعاطف معنا ويعاملنا بشكل طيب ولكن الكثيرون يستغلون ظروفنا الصعبة واحتياجنا إلى المال. فيما يقول مصطفى لاشين 54 عاما وهو صاحب السوبر ماركت بمنطقة الهرم إن ما دفعني إلى تشغيل أفراد سوريين أمرين الأول هو مساعدة السوريين نظرا لظروفهم ووضعهم الصعب الذين يعيشونه والأمر الثاني أن السوريين يتميزون بالنشاط وجدية العمل وتنفيذ الأوامر دون معارضة إلى جانب أن رواتبهم منخفضة عن العمال المصريين فانا كنت في بداية الأمر أدفع للعامل السوري مبلغ 400 شهريا لكن عندما رأيت جديتهم ونشاطهم ورضاهم ضاعفت الأجر ووصل إلى 1000 جنيه. فيما تقول سلمى يوسف وتعمل في قسم الحسابات بنفس السوبر ماركت إن العمالة السورية تزيد تعداد البطالة في مصر لكن واجبنا نحوهم كأخوة أن نساعدهم حتى وان سبب ذلك ضرر لنا. ويقول احمد توكل 22 عاما من مدينة حمص السورية ويعمل في متجر لملابس الأطفال بمنطقة وسط البلد أنني متواجد في القاهرة منذ خمسة شهور واضطررت إلى للعمل حتى استطيع أن أقاوم غلاء المعيشة في مصر فالأسعار مرتفعة وبحثت عن عمل بمجرد وصولي إلى القاهرة حتى استطعت الحصول عن عمل بعد فترة بحث كبيرة واني أجد معاملة كريمة من زملائي في العمل واطلب من الله في صلاتي أن يوفقني في هذا العمل حتى استطيع أن أوفي بالتزاماتي في الحياة. وتقول نور باسل 25 عاما سورية تعمل في أحدي المستشفيات في مدينة 6 أكتوبر اضطررت للنزول إلى العمل حتى أساعد والدي على نفقات الحياة حيث تواجهنا قلة الرواتب مقابل ما يبذل من جهد على الرغم من إن الحياة في مصر غير متناسبة مع المرتبات فالأسعار مرتفعة على خلاف ما هو معروف عن مصر . ويقول دكتور حسين شعبان صاحب نفس المستشفى بمدينة 6 اكتوبر إن الذي دفعني للاستعانة بالعمالة السورية هو مساعدتهم إضافة إلى احتياجي إلى عمالة فالعمالة المصرية تشترط عدة طلبات للموافقة على العمل هذا على خلاف العامل السوري قليل الطلبات والشروط ولكن لهم بعض السلبيات وهو أنهم بعد إتقان العمل يتركونه دون سابق إنذار لكن بالطبع ليس جميعهم. ويقول احمد جمعة مصري ويعمل في نفس المستشفى إن العمالة السورية هي فيروس انتشر داخل مصر بسبب سوء الأحوال الداخلية من أصحاب الأعمال والشركات الذين لا يعطون العمال المصرين حقوقهم من تعاقد وتأمينات لذلك يلجئون إلى العمالة السورية وأعطي مثال بسيط على ذلك عندما يكون العامل المصري يطالب بحد أدنى لأجره 1200 جنيه وأخر عامل سوري يتقاضى 800 جنيه دون أن يطلب تأمينات أو اى حقوق بالطبع ستكون الأولوية للعامل السوري استغلالا للظروف فهذه العمالة ستضر بشكل كبير ومؤثر جدا على العمالة المصرية وتساهم في زيادة نسبة البطالة في مصر. أما بيان رفاعي 17 سنة سورية و تعمل بمكتبة بحي المقطم فتقول حضرت إلى مصر من حوالي سنة وشهرين وقررت العمل بعد 6 أشهر من وصولي عندما اضطرتني الظروف وصعوبتها إلى ضرورة العمل فالتحقت هنا بالعمل ووجدت معاملة طيبة من العاملين فالشعب المصري شعب ودود وطيب. وتقول غزل فاخوري 17 سنة سورية وتقيم بحي المطرية اضطررت للنزول إلى العمل مربية في حضانة بجانب الدراسة من اجل مساعدة أهلي حتى استطيع أن أوفر جزء من نفقات مصاريف الدراسة وعلى الرغم من الجهد الشديد الذي ابذله وساعات العمل الطويلة التي تصل إلى 12 ساعة يوميا إلا اننى أتقاضى راتب قدره 450 جنية شهريا لا يكفى المعيشة والدراسة ولكني مضطرة لان الحياة في مصر مرتفعة. ويقول محمد الشامي 33 عاما سوري يعمل بأحد محال المأكولات السورية بمدينة الرحاب أن العامل السوري أكثر انضباطا وانجازا في العمل من العامل المصري والسوريين جاءوا إلي مصر وقاموا بفتح محلات يعمل بها سوريون ومصريون وهذا أدي إلي تقليل البطالة علي عكس ما يزعم بعض العمال وأضاف إن السورين لا يستهدفون الأماكن التي بها كثافة سكانية كبيرة وإنما يستهدفون مناطق ومدن قليلة الكثافة السكانية مثل 6 أكتوبر والرحاب والشروق وهذا يؤدي إلي تنشيط عمليه البيع والشراء. ويقول سامي الميداني 40 عاما سوري يعمل بأحدي المحلات السورية بمدينة الشروق إن تواجد السوريين في مصر جاء نتيجة فتح مصر باب السفر إليها مثل لبنان و الأردن وتركيا والقول إن السوريين يضرون بالاقتصاد المصري ويزيدون البطالة عار تماما عن الصحة لأننا في البداية كنا نأخذ اقل من اجر العامل المصري ولكن انضباطنا في العمل هو الذي جعل العامل السوري يتفوق علي العامل المصري . ويضيف الميداني لا أشعر بغربة في مصر لتقارب العادات والتقاليد بين البلدين ونحن لا نريد البطالة للعمال المصريين والعامل الجيد هو الذي يفرض نفسه في سوق العمل وفي الحقيقة نحن نساهم في نمو الاقتصاد المصري عن طريق البيع والشراء والمعاملات التجارية المختلفة. و أننا سوف نعود إلى بلدنا في حال استقرار الأوضاع هناك. من ناحية أخري يقول سعيد عرفات 55 عاما مصري صاحب أحد محال المأكولات بمدينه 6 أكتوبر علي السورين أن يعودوا إلي بلادهم حيث أن انتشار محلات السورين في مصر أدي إلي الإضرار بمصالح المصريين بوجه عام وبالأخص علي أصحاب المحلات المصرية ،وهذا أدي إلي زيادة نسبة البطالة بين المصريين وبالرغم من ذلك لا يمنع أنهم عمالة جيدة وأكثر إنتاجا وإخلاصا في عملهم علي عكس العامل المصري الذي لا يحترم مواعيد العمل وغير منتظم وأضاف انه حان الوقت لكي يفيق الشباب المصري من سباته العميق. شاهد الصور