استطاعت المطاعم السورية أن تسحب البساط من المصرية في زمن قياسي خاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة كالفلافل والشاورمة والكبيبة والمتبل وفتة الحمص والمناقيش والدجاج المسحب.. نفس الإقبال تلقاه محلات البقالة التي تبيع الجبن الحلوم والشيلان والعكاوي والمكدوس واللبنة والزعتر وزيت الزيتون. أصحاب المطاعم يؤكدون أن إقبال المصريين عليهم سببه حبهم التاريخي للشعب السوري وعشقهم لطعامه وعروبتهم التي تظهر دائماً وقت الشدائد بينما يؤكد المصريون أن المطاعم السورية تمتاز بحسن الاستقبال والضيافة وتقدم قائمة كبيرة من المقبلات الباردة والساخنة رغم أن الأسعار مرتفعة قليلاً. ضياء فليون صاحب مطعم سوري يقول: انتقلت لمصر منذ شهرين فكرت في مشروع مضمون لوجود أكثر من شاب سوري في رقبتي ووجدت أن أسهل مشروع هو مطعم يقدم الأكلات السورية خاصة أنني كنت بمصر منذ 15 عاماً وعملت المشروع بمصر الجديدة ولاقي نجاحاً كبيراً فالشعب المصري يحب الأكل السوري لوجود كثير من المصريين بسوريا والزبائن يحضرون إلينا من كل مكان وزبائن المحل من السوريين لا يتعدون نسبة 5% لأننا نبيع بأسعار معقولة والإقبال علي جميع أصناف الشاورمة. أيمن نديم صاحب محل أجبان سورية الشعب السوري كان يعتقد نفسه أكثر شعوب الوطن العربي عروبة عندما نزح إلينا الشعب العراقي ولكن بعد وصولنا لمصر ومقابلة الشعب المصري لنا بهذه الحفاوة والحب الشديد أيقنا أنه أرقي شعوب العالم ومن حسنات الثورات العربية التلاقي والتلاحم بين الثقافات وبما أن الأكل ثقافة فوجودنا بمصر أدي إلي نشر هذه الثقافة. يرجع انتشار المحلات السورية بمصر إلي قدوم عدد كبير من الشعب السوري إلي مصر أقدم الأجبان المصنوعة بألبان مصرية علي الطريقة السورية مثل الجبن الحلوم والشيلان والعكاوي واللبنة والزيتون والمكدوس والزعتر والزيت وجميعها يستخدمها السوريون صباحاً للترويقة لاعتدال المزاج وفتح الشهية ونأكل من كل الأنواع ولكن بكميات قليلة أيضاً الدراما السورية التي عشقها المصريون وأشهر مسلسل باب الحارة ساعدت علي انتشار هذه الأكلات. وتعلق سيدة مصرية كانت تشتري جبن سوري سبب حبي للأطعمة السورية لأنني عشت فترة طويلة بالأردن كما أن الحلويات السورية وزيت الزيتون والمخللات طعمها شهي ومميز. تقول إيمان خالد لاحظت افتتاح عدد كبير جداً من المحلات السورية واللبنانية بمدينة 6 أكتوبر لوجود عدد كبير من السوريين بها ويوجد مطعم لبناني بمول كبير بالمدينة أحب التوجه إليه ولكن أسعاره مرتفعة وأذهب إليه مع زوجي كل عدة أشهر أو في المناسبات لأن تكلفة غداء فردين يتعدي 200 جنيه ولكنه يقدم أكل شهي جداً خاصة المقبلات الباردة والساخنة والسلطات. منافسة غير متكافئة يتضرر محمود صالح صاحب كافيتريا من افتتاح عدد كبير جداً من المطاعم السورية وتفضيل المصريون لها مما أدي إلي انخفاض المبيعات واضطر بعض أصحاب المطاعم إلي الاستغناء عن العمالة وفساد الكثير من الأطعمة التي يتم إعدادها. أما رضوان طارق مصطفي طالب بجامعة 6 أكتوبر فيقول المطاعم السورية تقدم أكلات بسيطة وسعرها معقول وطالب الجامعة متمرد بطبعه ويعشق التغيير والتجديد والمأكولات طعمها جيد. إبراهيم حمدي عامل دراي كلين يري أن سبب انتشار الأطعمة السورية واللبنانية وجود عيب خطير لدي أصحاب محلات الطعام المصرية فهم يبدأون بتقديم أكلات جيدة وعندما يشتهرون ويصبح لديهم زبون يهملون في إعداد الأطعمة بينما السوريون يهتمون جداً بالتفاصيل ويجيدون صنع أكلات تعتمد علي التوابل والزيوت الجيدة. أما مروة مجدي طالبة بالثانوية العامة جربت الأكل السوري وأعجبها كثيراً ولكنها تشكو من ارتفاع سعره وتخشي من انتشاره حتي لا يؤثر علي المطاعم المصرية ويزيد من وقف حالهم. الدكتور حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي يري أن تعدد المطاعم التي تقدم أكلات غير مصرية كالسوري والتركي واللبناني له تأثير سلبي وإيجابي فالمطعم السوري علي سبيل المثال الأرباح الذي يحققها يحولها لدولته سوريا وهذا يمثل عبئاً علي العملة الأجنبية للدولة أما من حيث المزايا فهو يساعد علي تشغيل عمالة مصرية ويخفف من مشكلة البطالة ويخلق انتعاشاً اقتصادياً لأن وجود مطاعم أجنبية في مصر يساعد علي زيادة بيع الخامات المصرية والحاصلات الزراعية المصرية. بينما يري الدكتور علي مكاوي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة يقول إن تعدد المطاعم التي تقدم أكلات غير مصرية يخترق الخصوصية والهوية المصرية فإقبالنا علي هذه الأكلات السورية والتركية واللبنانية يمثل تنازلنا عن الهوية المصرية. ومصر تشتهر بأفضل الأكلات المصرية طيبة المذاق لا ينبغي أن تجتاحها أكلات أخري أجنبية وتتفوق عليها لأن لدينا الخامات الجيدة والعمالة المتفوقة وبالتالي الخطأ لدينا أننا لا نحسن تقديم بضاعتنا فنحن دائماً نساعد علي نجاح الآخرين.