رغم أننى من المؤمنين بأن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية مصرية دعمها الجيش مثلما حدث فى 25 يناير 2011 .. ورغم تقديرى للدور الوطنى الذى قام به المشير عبدالفتاح السيسى فى تخليص مصر من حكم الإخوان الفاشل والذى رغم أنه لم يستمر سوى عام واحد فقط إلا أنه عاد بمصر للوراء عشرات السنوات وسوف تدفع ثمنه الأجيال الحالية وربما القادمة .. إلا أننى لم أكن وما زلت معارضاً لترشيح السيسى للرئاسة حتى لا يعطى الفرصة للإخوان وغيرهم أن يصفوا ما حدث فى 30 يونيو بأنه إنقلاب عسكرى . وأيضاً لأنه وغيره من قادة الجيش سبق أن أعلنوا مرارا وتكراًرا أنهم ليست لديهم مطامع فى السلطة أو الترشح للرئاسة , ولإعتقادى أيضا أن السيسى لو ظل فى موقعه كوزير للدفاع أو حتى لو أقاله الرئيس القادم لمصر فسوف يظل زعيما شعبيا فى وجدان الكثير من المصريين , وأتصور أن كلمة أو لقب الزعيم الشعبى أهم وأبقى فى ذاكرة المصريين من رئيس جمهورية لن يكون مصيره فى النهاية إلا رئيس سابق أو سوابق . هذا هو رأيى الشخصى الذى لا يمنعنى من الإعتراف بأن السيسى له شعبية كبيرة بل وجارفة فى أوساط قطاعات عريضة من المصريين ..وقد تزايدت بشكل كبير فى الفترة الماضية خاصة فى ظل العمليات الإرهابية والتفجيرات وإغتيال بعض الشخصيات والقيادات الأمنية ذات الصلة بملفات الجماعات الإرهابية مثل المقدم محمد مبروك واللواء محمد السعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية . ولعل السؤال الذى يشغل أذهان الكثيرين وهو : هل ستدعم جماعة الإخوان مرشحا بعينه أو ستدفع بأحد المرشحين فى إنتخابات الرئاسة القادمة ؟ أم أنها ستعلن مقاطعتها لتك الإنتخابات بإعتبارها باطلة وغير شرعية ؟. المعلومات التى كشفتها مصادر مطلعة لى تؤكد أن هناك صفقات وتربيطات تقوم بها الجماعة والأحزاب الموالية لها مثل حزب الوطن لدعم فكرة ترشيح الفريق سامى عنان رئيس أركان حزب لقوات المسلحة السابق رغم علمها بأن إحتمالات نجاحه تعد معدومة أمام شعبية المشير السيسى .. لكنها تراهن على أن مجرد ترشحه سيحقق لها هدفا من نوع آخر وهو – كما تتصور – إحداث فتنة أو صراعات داخل صفوف الجيش ما بين مؤيد ومعارض لترشيح عنان ..وللعلم فإن هذا الرهان يعد غير واقعى لأن عنان ليس بالشعبية الطاغية داخل صفوف الجيش لعدة إعتبارات أهمها أنه ليس قيادة حالية , علاوة على أنه من وجهة نظر الكثيرين كان أحد القادة الذين سلموا السلطة للإخوان فى إنتخابات الرئاسة الماضية ...كما أنه قبل أن يكون مستشاراً – على الورق - للمعزول مرسى وظل معه حتى الأيام الاخيرة لوجود على كرسى الرئيس .. وتنطبق نفس الرؤية أيضا بالنسبة لعنان على الساحة الشعبية فهو لا يمتلك (الكاريزما ) ولا الخبرة السياسية التى تؤهله حتى للمنافسة وليس فى تحقيق الفوز فى الإنتخابات الرئاسية . وفى تصورى الخاص أن الدعم الإخوانى لن يكون لعنان وحده بل سيكون لأكثر من مرشح فى الإنتخابات الرئاسية وبصورة غير معلنة .. وسيكون الهدف هو دعم مؤيدين لمواقف الجماعة ضد السلطة الحالية والمساهمة فى حملاتها التى لا تتوقف لتشويه صورة الجيش والسيسى داخليا وخارجيا . وأتصور أيضا أن الإخوان لو أرادت حقا أن تكون منافسة للسيسى فليس أماهها سوى دعم مرشح للرئاسة تكون له شعبية وجماهيرية وخبرة سابقة ..وأعتقد أن هذه المواصفات تنطبق على حمدين صباحى – رغم إعتقادى الشخصى أنه لا يصلح للرئاسة - إلا أنه وبنظرة واقعية نجح فى الحصول على 4 ملايين و820 ألفًا و273 صوتًا فى إنتخابات الرئاسة الماضية فى جولتها الأولى وإحتل المركز الثالث بعد محمد مرسى وأحمد شفيق .. وأتصور أن نسبة ليست بالقليلة من هؤلاء سوف يمنحونه أصواتهم والتى لو اضيف اليها اصوات الإخوان وتابعيهم فسوف يكون منافسا للسيسى حتى ولو خسر فى النهاية ..وأتصور ومن واقع معرفتى بقيادات جماعة الإخوان وبحمدين صباحى أن الطرفين لن يمانعا فى أن يتم هذا التنسيق لإيمان كليهما بالمبدأ الذى يقول (السياسة لغة المصالح وليس العواطف ) وأن الضرورات تبيح المحظورات !!! .