تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة على قيام ثورة 25 يناير المجيدة التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك وحاشيته التى طغت فى الأرض فسادا وإفسادا . ولأنها ثورة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانى التضحية والبطولة أقول إنه يؤلمنى جدا ما يتردد هذه الأيام فى وسائل الإعلام المختلفة من تساؤلات منها : هل 25 يناير ثورة أم نكسة ومؤامرة ؟ . ورداُ على من يطرحون هذا السؤال أقول إن 25 يناير ثورة حقيقية بكل المقاييس وبطلها الأول والاخير هو الشعب المصرى الذى ثار ضد الفساد .. وكذلك كان للجيش دور بارز فى نجاحها عندما أجبر مبارك على التخلى عن الحكم فى 11 فبراير 2011, وأكد أنه جيش وطنى ينحاز للشعب . وبهذه المناسبة إسمحوا لى أن أعلق على جزئية مهمة فى هذا الملف تتعلق بقيام البعض بمحاولة تصوير 25 يناير على أنها ثورة النشطاء السياسيين فقط وأنهم هم أبطالها الوحيدون ..ولهؤلاء أقول : لا ننكر أن هناك أدوار بطولية حدثت فى الأيام ال 18 لثورة يناير وما قبلها وما بعدها من جانب عدد ليس بالقليل من الثوار والنشطاء الشرفاء ولكن هؤلاء ليسوا هم المنتمون فقط لحركات مثل كفاية و6 إبريل وغيرها ..فهناك آلاف الأبطال من الشباب الذين آمنوا بضرورة التغيير بعدما فاض بهم الكيل وآمنوا بالقضية ونزلوا للشوارع والميادين لا لأهداف شخصية أو الحصول على تمويل خارجى أو البحث عن اضواء إعلامية .الخ ولكنهم خرجوا لتحرير مصر من الفساد والفاسدين وآملين أن تتحقق لهم ولأجيالنا القادمة الشعارات التى رفعتها الثورة ومنها 0عيش ..حرية ..عدالة إجتماعية.. كرامة إنسانية . وإذا كانت ( 25 يناير ) لم تحقق أهدافها بشكل كامل حتى الآن فهذا لا يعنى على الإطلاق أنها ليست ثورة ..وإذا كانت الحقيقة والإنصاف يستدعيان التأكيد على أن هناك ثوارا وأبطالا حقيقيون لتلك الثورة ومنهم عدد من مؤسسى وأعضاء حركة 6 أبريل وغيرها من الحركات الشبابية ..فإنه من الخطأ الجسيم الإدعاء بأن الهجوم على بعض – أقول بعض - قيادات تلك الحركات والذين أثبتت التسريبات التليفونية التى اذيعت مؤخرا أنهم تلقوا تمويلات ونفذوا خطط وأجندات خارجية لبعض الدول والأجهزة المخابراتية يعنى أن ثورة يناير كانت مؤامرة خارجية حيث أنه من الخطأ الإدعاء بذلك لأنها كانت ثورة شعبية كاملة قام بها الشعب بعدما فاض به الكيل . فى هذا السياق اشير إلى أننى كنت من أوائل الكتاب والصحفيين الذين إهتموا بهذه القضية عبر صفحات( المصريون ) وكتبت حولها عدة مقالات فى نفس هذا المكان , ولم يكن الهدف منها هو تشويه الثورة - كما قد يتصور بعض ضعاف العقول والنفوس - ولكن هدفها تطهير تلك الثورة من أى شخصيات تكون قد تلقت تمويلا أو نفذت مخططات أو شاركت فيها بحثا عن مكاسب مادية وسياسية على عكس ما يحاولون الظهور به أمام الراى العام . ولذلك أقول وأكرر أنه حتى اذا كانت هناك إتهامات بحق بعض هؤلاء النشطاء وكشفت التحقيقات والتسجيلات أنهم خونة وعملاء فهذا لا ينتقص على الإطلاق من الثورة وعظمتها وأهميتها لأن هؤلاء عدد قليل جدا مقارنة بالملايين التى خرجت ضد مبارك وفساده هو وحاشيته . وفى النهاية أقول إننى أتمنى أن تكون إحتفالاتنا بثوراتنا خاصة 25 يناير و30 يونيو بشكل يتناسب وعظمتها وليس بالحشد والحشد المضاد والصراعات وإستعداء بعض القوى السياسية ضد مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش والشرطة بهدف تحقيق مكاسب سياسية لبعض الفصائل والجماعات ..ولنتذكر جميعا أن مصر أهم وأبقى من أى شخص ويجب علينا جميعا أن ننهى حالة الإحتقان السياسى الحالية بكل الطرق إذا أردنا حقا بناء مصر التى تحاول بعض القوى والأجهزة والفصائل فى الداخل والخارج هدمها وتخريبها والقضاء على أى أمل لتحقيق حلم الشعب فى التنمية والديمقراطية .