أعلنت الحكومة ممثلة في 5 وزارات خدمية هى "الزراعة والدفاع والإسكان والري والنقل" عن البدء في تنفيذ 3 مشروعات قومية لتنمية شبه جزيرة سيناء زراعيًا وتوطين نحو مليون نسمة فى شمال ووسط وجنوب سيناء، وذلك بمشاركة القطاع الخاص، وتعتمد خطة الحكومة علي إعادة تشغيل ميناء طابا البحرى وتحويله إلى أكبر موانئ العالم تصديرًا للحاصلات الزراعية، مستفيدًا من الميزة النسبية للميناء في مدخل خليج العقبة للربط التجاري بين مصر ودول الشام بالإضافة إلي توسيع التجارة بين مصر ودول الخليج المستورد الرئيسي للمنتجات الزراعية المصرية، وضخ استثمارات عربية لإنشاء صوامع للتخزين في الميناء، لزيادة طاقة التخزين من الحبوب، بالإضافة إلي إنشاء ساحات "مبردة " في الميناء لاستيعاب حركة تجارة المنتجات الزراعية . وأكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فى بيان رسمى لها اليوم "الأحد"، أن الخطة تعتمد علي التوسع الزراعي في شمال ووسط سيناء، من خلال استصلاح نحو 240 ألف فدان جديدة واستغلال 62 بئرًا للمياه الجوفية بمنطقتى الحسنة ونخل اعتمادا علي خزانات حصاد الأمطار والسيول التي تقيمها وزارة الري، لإقامة مجتمعات زراعية على مساحة 6 آلاف فدان لأبناء قبائل سيناء، فيما قالت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة و استصلاح الأراضى إن مجلس الوزراء سيناقش خلال أيام المشروعات الجديدة لإقرارها والبدء فى تنفيذها فورا وخاصة بعد إعلان القوات المسلحة قريبًا أن سيناء خالية من الإرهاب والعناصر المتطرفة. وتستهدف الحكومة من إطلاق هذه المشروعات التأكيد علي سيطرة الدولة علي سيناء وقدرتها علي منع وصول الجماعات الإرهابية إلي أراضيها، حيث ستكون البداية بمشروع إعادة تأهيل ميناء طابا البحرى المهمل منذ عام 2003، رغم أهميته الاستراتيجية . من جانبه، قال الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى, إن استغلال ميناء طابا على البحر الأحمر فى تصدير الحاصلات الزراعية المصرية إلى مختلف دول العالم يساعد فى زيادة كميات المنتجات الزراعية المصدرة إلى الخارج زيادة قدرتها التنافسية فى الأسواق الخارجية وخاصة مع خفض تكلفتها بتقليل زمن وصولها إلى الأسواق العالمية وتراجع نسبة الهالك من المحاصيل المصدرة، لافتًا إلى أن نقل المنتجات الزراعية إلى ميناء العقبة الأردنى يستغرق فى الوقت الحالى إجمالى عدد ساعات يتراوح بين 24 و 36 ساعة، بينما فى حالة تشغيل ميناء طابا فإن الأمر لن يستغرق سوى 6 ساعات على الأكثر. وأشار وزير الزراعة إلى أنه تم وضع مخطط مشروع إمداد منطقة وسط سيناء ب 1.2 مليون متر مكعب من المياه يوميًا من مصرف "المحيط" بأنبوب مياه مغطى لضمان الحفاظ على المياه من عوامل التبخر و التسرب إلى باطن التربة وبما يساعد على استصلاح وزراعة نحو 240 ألف فدان جديدة من الأراضى المصنفة درجة الأولى وبما يعنى توطين مليون نسمة على الأقل ويتكامل مع المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس.
وأضاف، أن هناك 62 بئر مياه غير مستغلة فى منطقتى الحسنة ونخل بوسط سيناء، لافتًا إلى أنه من المقرر التعاون مع هولندا فى إقامة مجتمعات زراعية مستقرة وتجمعات للثروة الحيوانية المملوكة لأبناء سيناء على مساحة تقترب من 6 آلاف فدان، على أن تخصص لزراعة التقاوى العالية الإنتاجية والقيمة لمختلف المحاصيل باعتبارها منطقة زراعية بكر وخالية من التلوث وبما يمثل أفضل استغلال لمياه الآبار .