عقد الكابتن حسن حمدى مؤتمرًا صحفيًا يتحدث فيه عن أزمة النادى الأهلى مع وزارة الرياضة واتحاد الكرة، وبدا عليه الاندهاش من الحروب التى تشن على النادى خاصة فى الفترة الأخيرة، وكان من ضمن تعليقاته على الواقع الجديد كيف لنا أن نكرم من الخارج ونحارب فى بلادنا، والمقصود بالتكريم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضى التى منحها لهم، وأيضًا حصولهم على جائزة أحسن نادٍ فى أفريقيا عام 2013، وليست مقولة الكابتن بغريبة عن واقعنا فى كل المجالات سواء الرياضية أو العلمية أو السياسية وغيرها، فالإنسان المصرى دائمًا لا يأخذ حقه فدولتنا لا تقدر النابغين، فالكل يرفع شعار الفساد والمجاملات والمصالح الشخصية إلا من رحم ربك، فالاستقامة والعدل والحق أصبحت من المثل التى ولى زمانها، وليست لها وجود فى مجتمعنا المصرى، ولا عجب فى ذلك فما كنا فيه ينبئ بما وصلنا إليه، فهل كل هذه الابتلاءات التى أصابتنا جريرة لتلك التجاوزات والسياسات التى تسلكها كل المؤسسات على المستوى الجماعى والفردى. كابتن حسن من حقه أن يندهش، فكيف يحارب وهو الناجح، وهو المنظومة الاستثنائية الوحيدة التى تحقق العدل على الأقل بين من يعمل معه، فجميع العاملين بالنادى عاشقون لتراب هذه القلعة، لدرجة أنهم محبون للمكان أكثر من منازلهم وأبنائهم ومن هنا جاء النجاح، وهذا يؤكد مقولة كابتن سيد عبد الحفيظ معلقًا على نجاحهم فى الحصول على دورى أبطال أفريقيا فى ظل هذه الظروف شديدة القسوة بأننا كمصريين إن ركز كل منا فى عمله وأعطاه جزءًا كبيرًا من تفكيره وجهده بإخلاص فسنحقق نتائج متقدمة ونجاحات مبهرة، وكفانا كلامًا وصياحًا فلابد من العمل فى صمت قليلاً كى يتحقق ما نريد وبالمناسبة عبد الحفيظ هو الجندى المجهول فى كتيبة النادى الأهلى.
ليتنا نتعلم النجاح ونبحث عن سبله، فالطريق إليه سهل وميسر، ولكن شريطة الإخلاص الذى هو ركن أساسى لقبول العمل عند الله سبحانه وتعالى، ولكن فى واقعنا كيف لنا تعلم الإخلاص، وكل منا يرى على رأس المنظومة قدوة سيئة فاسدة تعمل للمصلحة الشخصية أولاً والكثير يرفع شعار أنا ومن بعدى الطوفان، والحروب على أشدها ومستعرة على كل من يحاول أن يقف فى وجه هذا الطوفان الفاسد فكيف يتعلم النشء النجاح وهم يحبطون لهم كل محاولة للإبداع فمن يخترع منهم اختراعًا مهمًا كانت قيمته لا يجد من يتبناه ومن يبتكر فيلمًا إبداعيًا هادفًا يقيم فى أدنى المراكز وأقل الترتيب وأنا شخصيًا حضرت فى إحدى الكليات الإعلامية مشروع التخرج للسنة النهائية وتقدم الطلاب بأفلامهم ولاحظت ملاحظة غريبة أن اللجنة اختارت المراكز الثلاثة الأولى بناءً على الفكرة غير العميقة والسطحية فكلما كانت الفكرة تافهة نالت استحسانًا أكثر وكلما بعدت عن الإسلاميات والسياسة كانت الأجود والأفضل والأفلام صاحبة الجهد والتى تبعث إلى المجتمع برسائل هادفة تحتل المراكز الأخيرة، حتى أننى سمعت تعليقًا لأحد الطلبة الذين شاركوا بفيلم بذل فيه جهدًا كبيرًا قائلاً: "لقد حاولت أن أقدم فيكى يا مصر شيئًا يقدر ولكنهم رفضوا فأنا علمت من خلال التقييم أن اللجنة شعارها "ادينى فى الهايف أحبك يا ننس" الله يسامحك يا أستاذ محمود عبد العزيز هى البلد ناقصة".
هذا هو الحال يا كابتن حمدى فليس بمستغرب محاربة الأهلى صاحب الإنجازات أو غير الأهلى فلا يهم النجاح المهم أن العجلة تمضى بما هى عليه والمتضرر يلجأ للقضاء المصرى طبعا!!! أو يخبط رأسه فى الحائط وقلبى معكى يا مصر.
وأخيرًا أختم بمقولة لأحد النوابغ المصرية الذى وجد التقدير خارج بلاده وحصل على جائزة نوبل إنه الدكتور أحمد زويل الذى قال "الغرب ليسوا أذكياء ونحن لسنا أغبياء ولكنهم يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل".