ألمح تقرير نشرته وكالة "قدس برس" إلى أن غياب الرئيس المعزول محمد مرسي عن ثاني جلسات محاكمته اليوم في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر "الاتحادية" قد يكون متعلقًا بإجراء "مفاوضات سرية" معه للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة به في الثالث من يوليو. وقال التقرير الذي أعده مراسل الوكالة بالقاهرة محمد جمال عرفة، إن مراقبين سياسيين أعربوا عن اعتقادهم بأن تأجيل المحاكمة قد يحمل وجها آخر غير متداول من المعلومات، وهو أن هناك مفاوضات لا تزال تجري معه داخل سجنه للتنحي والبحث عن صيغة لإنهاء الأزمة الحالية. وأشار إلى أن ذلك يأتي خصوصًا في ضوء المعلومات المتداولة عن أنه محتجز في أحد القصور الرئاسية، وأن محاكمته الآن وإصدار حكم بحقه تعني إنهاء ملف التفاوض بشكل نهائي. من جانبه، قال مجدي حسين، رئيس حزب "الاستقلال"، "إن عدم إحضار الرئيس مرسى للمحكمة اليوم يؤكد أنه مختطف، و أن مصر تحكمها عصابة تفعل ما تريد بالقوة المسلحة بدون مراعاة لأي قوانين أو قواعد أو أعراف"، حسب تعبيره. فيما توقعت مصادر بحزب "الحرية والعدالة" الذي ينتمي له مرسي، أن الأخير رفض حضور المحاكمة لأنه لا يعترف بها، أو أنه قد تم منعه من الحضور خشية "حدوث فضيحة بحق القضاة أو سلطة الانقلاب أو هزيمة معنوية تحرجها"، وفق تقديره. وقالت مصادر قانونية من هيئة الدفاع عن مرسي، "إن تأجيل جلسة اليوم يزيد الشكوك في صحة هذه المحاكمات، لاسيّما في أعقاب تقارير نشرتها وسائل إعلام مقربة من سلطة الانقلاب، وتفيد بوجود معلومات مشبوهة حول مخططات لاغتيال مرسي". ولفتت إلى أن منع عائلة الرئيس المعزول وهيئة الدفاع عنه من لقائه في السجن منذ جلسة محاكمته الأولى يوم 4 نوفمبر الماضي وحتى اليوم، يزيد من حجم القلق على صحة مرسي ومدى سلامته. وقال محمد الدماطي، أحد محامي الدفاع عن الرئيس محمد مرسي و14 متهما آخرين من قادة "الإخوان المسلمين"، "إن السبب الذي أعلنته الجهات الأمنية اليوم الأربعاء لعدم إحضار مرسي غير منطقي وأعتقد أنه مُنع من الحضور". يشار إلى أن نشطاء مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي، نشروا اليوم جدول مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات في مطار "برج العرب" بالإسكندرية، والذي أكد على انتظام الرحلات الجوية، معلّقين بالقول "إن الانقلابيين خافوا من هزيمة جديدة أمام الرئيس، فأجلوا المحاكمة لكن الحجة كانت سخيفة"، بحسب تعبيرهم.