هناك ظاهرة حدثت خلال الفترة الماضية و لم افهمها حتى الان وهى ظاهرة الكتابة الابداعية والصحفية للحكام والمسئولين الذين لم تقتصر كتاباتهم على كتابة المقالات او الفكر السياسي بل وصل الامر الى كتابة الشعر والقصة والرواية . ويبدو ان بعضهم يتصور فى لحظات معينه انهم حققوا كل ما يتمنوه ولم يبق امامهم الا ان يصبحوا كتابا وشعراء ومثقفين وكأنهم استكتروا على اهل المهنه مهنتهم وقرروا ان يزاحموهم على قلوب وعقول الجماهير . ومؤخرا تعد الامر القادة والسياسيين الكبار حتى وصل الى احمد عز الذى ظهرت عليه اعراض الكتابه فجأة وقرر ان يخوض المجال هو الاخر عن طريق سلسلة من المقالات فى جريدة الاهرام يقدم فيها تحليلا وافيا عن خطة انتزاع المعارضة من مجلس الشعب واستبدالها بمعارضة تحت الطلب وقد يكون للسيد احمد عز اسباب وجيهه لكى يتحف قراء الاهرام بتجربته الثرية وتحليلاته التى لا ياتيها الباطل من اى حته , لكن ما ذنب القراء فى ان يحاصرهم السيد عز حتى فى صحفهم . ما استطيع ان افهمه ان عز وبعد الانتقادات الموجهة لادارته للعملية الانتخابية بهذا الشكل الغشيم يحاول ان يبرر ويرسل رسالة مفادها انه كان عبقريا لا يشق له غبار واستطاع ان يتخلص من الصوت العالى فى البرلمان واصبح هناك برلمانا مستأنسا لا يهش ولا ينش مع ان اصغر صول فى الداخلية كان قادرا على اقصاء كل المعارضين بشكل يبدو اكثر احترافا . و الاهم ان عز يبرر البرلمان الدايت الذى شوه صورة الشكل الديمقراطى الذى حرص عليه نظام الرئيس مبارك طوال فترة حكمه وكان يعطى قليلا من المصداقية للنظام الحاكم وهو البرلمان الذى يهدد شرعية رئيس مصر القادم لانه برلمان بلا معارضة ,لان البرلمان الذى دخله الاخ محمد عبد العال ورئيس حزب العدالة على ما اعتقد وممثلو حزب السلام والجيل على ما اتذكر هو برلمان جدير بالسير على خطى المغفور له بأذن الله الشيخ احمد الصباحى . وفى الانتخابات الرئاسية القادمة لن يعدم الامر مرشحين من هذه النوعية يقومون بالدعاية لمرشح الوطنى او دفع اولادهم وزوجاتهم الى انتخاب مرشح الوطنى ضد ابيهم وقد يرفعون دعاوى حجر ضد ابيهم الذى فكر فى ان يترشح اصلا ضد مرشح الوطنى . وللاسف ما اقترفه احمد عز فى الانتخابات الماضية هى جريمة سياسية تاريخية لا تسقط بالتقادم ولاحتى بكتابة مقالات فى جريدة الاهرام .