يقول تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً" .. هكذا منَّ الله ، تبارك وتعالى ، على عبده ونبيه داود عليه السلام بفضلٍ من عنده ، وهكذا أوقن أنه ، سبحانه ، فعل مع عبده "محمد عبد العليم داود" بعد أن تفضَّل عليه وسخر له كل تلك القلوب التى أحبها فأحبته وخرجت لتعطيه أصواتها عن رضا وقناعة ، تقتطع ، لفقره ، من قوت عيالها لتساهم فى حملته الانتخابية ببضعة لافتات متواضعة زهيدة لا تبلغ تكلفتها جميعاً قيمة لافتتين أو أكثر قليلاً رفعها كبار المرشحين ، ولتلتف حوله تحميه ، بإذن الله ، قدر استطاعتها بحبات العيون والقلوب من غدر الغادرين وبطش الطغاة اذا ما حاولوا أن يمسونه بسوء ، هكذا فعلت الناس يوم دبر البعض محاولة اغتياله قبل بضعة أيام ، وهكذا فعلت يوم الأحد الماضى عندما خرجت زرافات ووحدانا بطريقة غير مسبوقه لتمنحه أكثر من 70% من اجمالى أصواتها ليتعدى ال 50 الف صوت قبل انتهاء عملية فرز الأصوات بساعات ! تقلصت بطريقة "مفهومة" الى ما يزيد قليلا عن ال 30 الف صوت كما شاءت ارادة البعض وارتأت !!!! ربما جزاء صموده أمام الضغوط ، ورفضه أن يخون الأمانة التى حملها له أهله فى الدائرة عندما انتقاه شيخ الوفديين "حمدى شوالى" وصحبه الكرام فى لجنة الوفد بمطوبس وفرضوه فرضاً على قيادات الحزب فى انتخابات 2002 ثم 2005 وحتى اليوم بعد أن خانه القائمون الآن على "حزب الوفد الجديد جداً جداً" وفصلوه من عضوية حزبهم لتندمج أغلب الدائرة فى شخص داود ، و ليتحول الى اسطورة حُبٍّ داخل كل بيت ، أرادها الله تعالى أن تكون ، فيسَّر سبحانه أن يصنعها الناس وأن يصيغها إخلاص داود . رفض داود أن يساوم يوم الأحد الماضى على مستقبل اطفال الدائرة وحاضر رجالها ، رفض أن يفقد هويته الانتخابية التى عرض بها نفسه على الناس ، رفض أن يُبتَز أو أن يتنازل عن شرفه ، آثر أن يظل انتمائه للبسطاء ، رفض أن يخدعهم ويتحول الى عضو فى كيان آخر مقابل الفوز من الجولة الأولى ، كما فعل غيره انبطاحاً وانتظاراً للغد واشتياقا !!! فكان جزاؤه الذبح دون تكبير ! والاستعداد للسلخ والتشفية فى جولة الاعادة دون رحمة به أو بالبسطاء الذين اختاروه ، والذين بات عليهم ، بعد الله سبحانه ، مهمة الدفاع عن قضيتهم وارادتهم ، فقد رفض داود أن يبيعهم للشيطان ويشرى نفسه ، وما أهون ذلك على من اتبع الهوى وفرط فى عهد الناس وإرادتهم ! يا داود ..."إياك واليأس من نفسك فإنه يسقط الهمة ، وإياك واليأس من وطنك فإنه يهدر الكرامة ، وإياك واليأس من روح الله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" ، هكذا علمنى أبى ، وأباك الروحى ، عبارة "طه حسين" ، وهكذا عهدناك فى نيابتك عن الأمة المصرية لا عن دائرتك فقط .. شامخاً لا تخضع ولا تساوم على حسابنا نحن البسطاء .. فاصمد ولا تفزع "وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ" ، فإنما "يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" . ضمير مستتر: يقول تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) } آل عمران [email protected]