حذرت شبكة الانباء الانسانية " إيرين " التابعة للامم المتحدة الحكومة المصرية من الاثار الصحية الخطيرة الناجمة عن حرق نحو 4 ملايين طن من قش الارز فى عدد من المحافظات المصرية خلال شهرى اكتوبر ونوفمبر . ونقل تقرير الشبكة عن وزارة البيئة تاكيدها بأن حرق قش الأرز يتسبب في 42% من مجموع التلوث الذي تعاني منه مصر خلال شهرى اكتوبر ونوفمبر ، ومؤكدة ايضا بان التلوث الصناعي المتمثل في حرق النفايات وانبعاثات المركبات أكبر تهديد على مدار السنة لنوعية الهواء الذي يستنشقه 80 مليون شخص في البلاد. واضاف التقرير ان الوزارة قالت أنها تمكنت من تقليل التلوث الناجم عن حرق القش، مشيرة إلى انخفاض مساحة الأراضي المزروعة بالأرز ووجود تسعة مصانع تشتري القش من المزارعين. واشار الى ما أفاد أحمد أبو السعود، المسؤول عن نوعية الهواء في وزارة البيئة، أنه "مقارنة بالسنوات السابقة، فإن حجم الحرق هذا العام أقل بكثير. فقد كانت السحابة تظهر لمدة 15 يوماً ولكنها الآن تظهر لفترة قصيرة فقط". غير أن التوقعات بحرق أربعة ملايين طن من القش هذا الموسم يجعل النقاد يشككون كثيراً في صدق انخفاض التأثير السلبي لذلك واستشهد التقرير ، بما قاله د. محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة السابق للتلفزيون المصرى: "صحيح أن الحكومة تبذل قصارى جهدها للحد من عملية الحرق، ولكن في الواقع تستمر السحابة في نشر الأمراض التي كانت نادرة في الماضي". و أنه "على المزارعين أن يدركوا أن حرق القش يعرضهم ومواطنيهم للخطر الشديد وقال التقرير " في كل عام، تخيم سحابة من الدخان الأسود الضار على مصر معلنة بداية موسم حرق قش الأرز الذي يجلب معه زيادة في أمراض الحساسية والتهابات الرئة ، وتستمر هذه السحابة في تلويث سماء مصر خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من كل سنة، وهو الوقت الذي تشهد فيه المستشفيات زيادة في أعداد المرضى ويختار الآباء الإبقاء على أطفالهم خارج المدارس لتجنب أسوأ مراحل هذا الضباب الدخاني الحارق للحلق . ونقل على لسان محمود عبد المجيد، رئيس مستشفى الأمراض الصدرية الحكومي بالعباسية قوله أن "التلوث الناجم عن حرق القش يسبب مشاكل صحية حادة. فهو يؤدي إلى قائمة طويلة من الأمراض بدءاً من الانسداد الرئوي المزمن وحساسية الصدر في أحسن الحالات إلى فشل الجهاز التنفسي في أسوئها. وهذا يولد ضغطاً كبيراً على المستشفى. ففي بعض الأحيان لا نجد لدينا ما يكفي من أقنعة التنفس لسد احتياجات المرضى". واوضح التقرير ان المزارعون في مصر منذ 12 عاماً يحرقون القش بعد حصاد الأرز. ومع تخصيص مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لهذا المحصول تتجاوز ال 486,000 هكتار، لا يجد المزارعون خياراً أسهل للتخلص من كميات القش الكبيرة سوى إضرام النيران فيها. ويضيف " وعلى الرغم من إمكانية تحويل القش إلى علف للحيوانات أو إلى وقود حيوي، إلا أن المزارع جمال الصعيدي يقول أنه لا يجد في منطقته بالشرقية، التي تقع على بعد حوالي 150 كلم من القاهرة، من يشتري منه القش فيصبح حرقه هو "الحل الطبيعي" بالنسبة له " . كما اشار التقرير الى معاناة عدد من الفلاحيين من محافظة الشرقية من الامراض الصدرية التى اصاباتهم بسبب السحابة السوداء الناجمة عن حرق قش الارز .