دراسة حديثة: «الثغر» ليست بمأمن من تأثير السحابة السوداء.. وحرق قش الأرز يساهم ب«42%» فقط من «الظاهرة»

حذرت دراسة علمية حديثة من أن محافظة الإسكندرية ليست فى مأمن من السحابة السوداء، شأنها شأن بقية المحافظات الزراعية الأخرى، وإن كانت تعانى بنسبة أقل من غيرها فى المحافظات التى تمارس الأنشطة الزراعية بنسبة أكبر.
وذكرت الدراسة– التى أعدها الدكتور حسن إسماعيل، أستاذ الأراضى والمياه فى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، أن أسبابا تراكمية كثيرة تقف وراء تكوين السحابة السوداء، من بينها زيادة زراعة مساحات الأرز على حساب القطن، وعدم استخدام قش الأرز كوقود بسبب توفر الغاز للفلاحين، وعدم استخدامه كعلف للحيوانات، وترتب على ذلك ان أصبح التخلص منه يتم بالحرق.
وأكدت الدراسة أن قش الأرز أصبح أحد أهم أسباب السحابة السوداء، فضلا عن تراكم الملوثات فى الهواء، بسبب السيارات التى تتكدس بها شوارع المحافظة، والتى تصل إلى قرابة مليون ونصف المليون سيارة يومياً، إضافة إلى السيارات القادمة إليها من المحافظات المختلفة، إلى جانب انتشار بعض الورش الصناعية والمسابك الخاصة بصب الزهر فى منطقة الجمرك، فضلا عن الحرق المكشوف للقمامة فى الشوارع.
وطالبت الدراسة بتفعيل قانون البيئة، وصرف المنح التى حصلت عليها مصر من بعض الدول الأجنبية لمعالجة المشاكل المؤدية إلى هذا التلوث، وتحويل البنزين الذى تستخدمه السيارات إلى بنزين خال من الرصاص أو الغاز الطبيعى، ونقل «المسابك» من المناطق السكانية المكتظة إلى المناطق الصناعية، وإنشاء محطات لضبط معدلات الحرق داخل مواتير السيارات والكشف على عوادم السيارات أثناء تجديد الترخيص وضعف أداء الجهات التنفيذية لوزارة البيئة . وأوضحت الدراسة أن حرق قش الأرز يساهم بحوالى 42% فقط من تكوين السحابة السوداء وأن حرق المخلفات البلدية والانبعاثات الصناعية وعوادم المركبات وحرق المخلفات الزراعية تساهم بالنسب المتبقية على مستوى المحافظات.
وذكرت أن السحابة السوداء تظهر تحديدا فى شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام، أى بعد موسم حصاد الأرز، وتعتبر من أكبر المشاكل البيئية الناتجة عن التخلص من المخلفات الزراعية بالحرق، وعلى الأخص قش الأرز، فضلا عن التلوث الناتج عن أسباب أخرى.