سجل تصاعد حدة السحابة السوداء والدخان الناجم عن حرق قش الأرز حالات اختناق في عدد من المحافظات، وفي محافظة الغربية اضطر مدير مستشفي المحلة إلي الاستعانة بقوات من الشرطة والدفاع المدني للتخلص من إحدي حرائق القش في حقل مجاور للمستشفي بعد أن تسبب في حالات اختناق شديد لدي عدد من مرضي المستشفي.وأعلن عبد الحميد الشناوي -محافظ الغربية - عن توفير22 مركزًا لجمع وتدوير القش ومنح المزارعين 45 جنيهًا لكل طن يجري نقله لتلك المراكز لتشجيعهم علي تلافي عمليات الحرق هذا العام.وقال جمال الصعيدي -رئيس جهاز شئون البيئة بطنطا- إنه تم جمع نحو 5 ألاف و276 طنًا من القش حتي الآن، إضافة إلي تحرير 70 محضر مخالفة لمزارعين تم ضبطهم وهم يحرقون القش. في حين نفي عدد من الفلاحين وجود مراكز لتشوين القش وقالوا ل «الدستور»: لا يوجد مسئول واحد أبدي اهتمامًا بطلب تسليم القش، مؤكدين أنهم أول المتضررين من عمليات حرق القش التي تسبب بوار أجزاء من الأرض كما تصيبهم بالاختناق. من جهته نفي عصام عبد الحليم- مدير شبكة رصد نوعية الهواء بجهاز شئون البيئة- ل «الدستور» أي ظهور مبكر للسحابة السوداء، وأكد أن ما ظهر في الأيام القليلة الماضية مجرد سحابة عابرة ربما نجمت عن حريق فردي لا علاقة له بحرق قش الأرز. وقال «عبد الحليم» : إن قياسات تلوث الهواء التي تم رصدها مؤخرًا تتعدي المسموح به، أي أكثر من 150 ميكروجرامًا لكل متر مكعب، مما يشكل خطورة علي صحة الإنسان في حال استنشاق الهواء، مشيرًا إلي أن السحابة التي تم رصدها لم تستمر أكثر من ساعات قليلة في بعض المحافظات مما يؤكد أنها ليست سحابة سوداء، حيث لم تظهر في كل المحافظات كما يحدث سنويًا ..وأوضح أن طرق رصد الشبكة لملوثات الهواء تشمل رصد العوامل المناخية واتجاة الريح من المداخل الأقرب للقاهرة من منطقة الدلتا. بينما قال ناصر عبد اللطيف- أستاذ تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث والمتخصص في أبحاث قش الأرز- إنه من المتوقع أن تزداد حدة السحابة السوداء هذا العام بسبب ظهورها مبكرًا، وبسبب تزايد أعداد السيارات في شوارع القاهره الكبري وعوادمها وبالتالي ساهم ذلك في زيادة الأتربة العالقة في الجو، فضلاً عن زيادة كميات قش الأرز المحترقة، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات كافية لمواجهة عمليات الحرق وتلافي بعض الأخطاء التي وقعت فيها الأجهزة المعنية لمواجهة هذه الظاهرة خلال الأعوام الماضية، ومنها الالتزام بتشغيل مكابس القش لتشجيع المزارعين علي تقليل عمليات حرق القش. وقد رصد بعض خبراء تلوث الهواء ظهورًا مبكرًا للسحابة السوداء خلال الأيام الماضية في محافظة القاهره الكبري للعام الثاني عشر علي التوالي، حيث ظهرت لأول مرة في خريف عام 1999 وأرجعت الحكومة ظهورها إلي عمليات حرق قش الأرز التي يقوم بها الفلاحون بعد جني المحصول في شهري سبتمبر وأكتوبر من كل عام.