"إخرس أيها المهرج " " أيها الأراجوز أنت قليل الحياء " جاء هذا فى لقاء مع الأستاذ عادل حموده على لسان المفكر طارق حجى مُوجَهًا الى باسم يوسف . عندما تخرج تلك الكلمات من قامة وقيمة لها تقديرها على الصعيدين المحلى والدولى فلابد لنا من وقفة حقيقية ليس للتأمل وإنما لمراجعة مواقف بُنيت على أساسها أحداث الماضى القريب وقد تكون السبب الأبرز فى تأييد الشعب لحركة تمرد وما تلاها. أعترف بذكاء باسم يوسف بل وأعترف أيضًا بموهبة فذة يمتلكها ويُحسن إستغلالها فقد جاءت الحلقة متفردة وما بين سطورها ينم بالفعل عن ذكاء الرجل؛ وبعيدًا عن الموهبة السابق ذكرها أرى أنه لايملك إلا أن يفعل مافعل ويُخرج لنا حلقة طال انتظارها وزاد اللغط حول مادتها ؛ فالكل يعلم أن محور حلقات البرنامج فى السابق والسبب الرئيس لنجاحه كان كل ما يتعلق بتيار الإسلام السياسى ولكم صرخنا وقتها أن ما يقدمه هذا الباسم لا علاقة له من قريب أو بعيد بحرية الرأى والتعبير واستقلال الإعلام؛ وها هو يقع فى فخ الحيادية فكانت الرسالة التى تحملها الحلقة تقول أن فريق عمل البرنامج معارض وناقد على الحياد ولكن تباينت ردود الأفعال بل وزادت النقمة على البرنامج ومقدمه لا لشئ سوى أنه أقحم السلطة الحالية فى مادته والحق أن ما فعل ليس انتقادًا أو انتقاصًا ولكن ليظهر أمام الجميع أنه ليس "أراجوز" تحركه أصابع خفية وإنما هو ناقد ساخر ولسوء حظه أن تذاع الحلقة فى توقيت إنقلبت فيه الموازين وأصبحت كل الفضاءيات المناهضة للسلطة فى السابق مؤيدة للسلطة الحالية لذلك جاء السخط عليه وبرنامجه على أوسع نطاق وبعيدًا عن المتمسحين والراجين رضاء العسكرى والذين امتلأت بهم الشاشات فقد أصبحت كل ( لا ) فى الماضى هى (نعم) فى الحاضر مهما كان مؤداها. فقد عدنا من حيث بدأنا وأصبح تقديس الجيش من متطلبات المرحلة بل والأخطر أن يصبح تواجد الجيش على الساحة السياسية من أهم ما ينادى به المتنطعون ويطلبونه صراحةً . هل أصبحنا بصدد إنشاء دولة داخل الدولة كما كان يخطط المجلس العسكرى السابق؟ لم يعد خفيًا على أحد أن أعداد المزايدين والمهللين يزداد يومًا بعد يوم خاصة بعد أن بدأت حملة " كمل جميلك" فى الإنتشار وأصبحت الدعوات توجه مباشرةً لوزير الدفاع فى صورة أمنيات أن يتعطف على الشعب أن يكمل الجميل ويقبل أن يكون رئيسًا والعجب أن تأتى هذه الدعوات على لسان كثير من الساسة أصحاب الفكر والرؤى متزامنة مع ما تم طرحه فى لجنة " الخماسين " بتحصين منصب وزير الدفاع فى الدستور الجديد . إن كنا قد عدنا لإنتقالية طنطاوى ومجلسه مرة أخرى فأهلا بالعودة لأجواء يناير 2011 .
فالإصرار على فرض الجيش سيطرته على الشأن السياسى مستغلا حالة "الفراغ السياسى" التى نعيشها فى ظل الأحزاب السياسية المدنية الضعيفة لا يعنى سوى انهيار الدولة المدنية الديمقراطية التى من أجلها قامت ثورة يناير وهذا ما يدعمه جماعات وأحزاب هشة لايجمع بينهم سوى كره الإخوان وقد نجحوا رغم إختلاف التوجهات فى تشكيل الوضع المستجد وكانت وسائل الإعلام هى القوة الضاربة التى أثرت بقوة فى تصنيع موافقة الشعب وتعبئته وتحريضه ضد النظام المنتخب وقد أحسنوا استثمار أخطاء وإخفاقات المعزول .
"أيها الأراجوز أنت قليل الحياء " هذا لمجرد تعرضه لوزير الدفاع " السيسى " أيها المهرج : ما بيننا وبين الجيش لا علاقة له بما بيننا والمجلس العسكرى وسياساته فالجيش هو الحامى الأوحد لظهرنا ونحن فى أمان تام مادام إحترامنا للجيش فى مأمن من الاعيبكم . دعونا وجيشنا أيها المنافقون المتحولون الراجون رضا الحاكم أما المجلس الحاكم فلا أحد فوق مصر ومصر فوق الجميع محمد ماضىcpuram35