مثل كل الفلسطينيين، انفجر الرئيس الفلسطينى محمود عباس ضاحكا، وهو يشاهد الممثل الكوميدى والسيناريست، عماد فراجين، وهو يقلده خلال الحلقة الجريئة من برنامجه الرمضانى «وطن ع وتر» الذى يحاكى الواقع الفلسطينى فى 30 حلقة لا تستثنى أحداً من انتقاداتها اللاذعة. الرئيس الفلسطينى «أبومازن» لم يفاجأ وهو يشاهد نفسه على شاشة التليفزيون الفلسطينى الرسمى على رأس المؤتمر «السابع» لحركة «فتح»، وأعجب كثيرا بقدرة «فراجين» على تقليده فى الحلقة الافتراضية لمؤتمر «فتح» بعد 500 عام، والتى تسخر من استمرار الاحتلال والمفاوضات والانقسام. وظهر «أبومازن» فى الحلقة يبحث عن بطاقة مروره الإسرائيلية الممغنطة، للتدليل على استمرار الاحتلال، ثم يلقى خطابه فى مؤتمر الحركة قائلا: «نجحنا فى عقد المؤتمر كما وعدنا رغم أنه تأخر 500 عام». وبعد ذلك صعد «أبومازن» لهجته مؤكدا على استمرار سياسة الحركة بقوله «أنا ما فى عندى تكتكة - إطلاق نار - أنا عندى مفاوضات، ثم مفاوضات ثم مفاوضات، واللى بدو يتكتك عندى بتكتكو». المدهش أن أبومازن، بحسب ياسر عبدربه، المشرف العام على التليفزيون الفلسطينى، شاهد الحلقة وأجازها، بل كان «سعيدا جدا بها»، خاصة فيما تعرضت له من انتقادات لإمارة غزة، وجاء على لسانه خلال الخطاب الافتراضى أن «السلطة نجحت فى حفر نفق بين الضفة والقطاع، لإتاحة الفرصة لكوادر الحركة للمشاركة فى المؤتمر». وفى تعليقه على الضجة المثارة حوله، أعرب «فراجين» عن سعادة طاقم المسلسل بردود الفعل، معتبرا أنه خطوة فى الاتجاه الصحيح للرقى بالدراما الفلسطينية، كما أنه لم يخف دهشته من موافقة» أبومازن» لموافقته على عرض الحلقة. البرنامج الذى حطم بعض التابوهات السياسية، أخذ عليه البعض عددا من المشاهد تحمل «إيحاءات جنسية» لم يعتد عليها المشاهد الفلسطينى على شاشته الرسمية، الأمر الذى علق عليه «فراجين» بقوله «إن ما تناوله العمل يتناقله المواطن الفلسطينى فى الشارع، ونحن حريصون كل الحرص على عدم خدش الحياء العام، ونأخذ بالحسبان أننا عرب ومسلمون».