لك الله يا عمرو ... لك الله وأنت تخترق الآفاق مثابراً، مجتهداً، صابراً تجوب الآفاق ، تنشر بالحب على خطا النبي رسالة الإسلام الكريمة السمحة بابتسامة الذي يرفض اليأس والعبوس ، ويرتفع بمكانة الدعاة عن أن تكون لباساً خاصاً ، أو أساليب نمطية ، أو أداءً صارخاً ، أو لقباً .. علمياً أو اجتماعياً كهنوتياً ....!! فالدعوة في الإسلام واجب على كل الناس ، وهي كذلك حق لكل الناس .. أو هكذا تفهمها أنت ... وأفهمها أنا ... ويفهمها السائرون على خطى محمد .. ويفهمها الذين يقرءون بقلوبهم وعقولهم قول الله تعالى : {وتواصوا بالحق}.... * لك الله يا عمرو .. وأحدهم تأخذه العزة .. فيطالبك بالعودة إلى الصمت والسكون .. كَأنَّ من حقّه وحده أن يتكلم .. ومن حقّه أن يأذن للناس بالكلام .. مع أنه أيضاً لا يحمل الشارات ولا الشهادات ، ولم يصادر أحد حقّه يوماً في أن يدعو إلى دين الله ، أو أن يدافع عنه بأسلوبه الخاص !! * ولك الله يا عمرو .. وكبير من الكبراء .. يصادر حقّك في الاجتهاد في الوسائل والآليات المشروعة ، وكأنه يطالبك بالاستئذان .. ولا ندري من أين له هذا الفقْه !! ... وعندما كنت أسجّل حديثاً إذاعياً أنا وصديقي الدكتور/ محمد عمارة سألته عن رأيه في هذه الزوبعة (الدنمركية) التي تثار ضد (عمرو خالد) .. وهل لها معنى !! ففاجأني أخي الدكتور/عمارة بتلاوته للآية التي وردت في كتاب الله على لسان نبيّ الله يعقوب عليه السلام عندما قال لأبنائه : {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرقةٍ} .. * فوالله لقد وقعت الآية من نفسي وكأني أقرأها لأول مرة ... إنها دليل لمساحة التنوع الإسلامي المعاصر الذي يجب أن نؤمن به ... فلماذا يريد بعضهم من الدعاة أن يدخلوا من باب واحد؟ وأن يتكلّموا لغة واحدة ؟ وأن يكونوا (قوالب) بلا (قسمات) خاصة ...؟ كلا .. فذلك غير ممكن ... وهو أيضاً غير مفيد .. بل وغير واقعي .. ومع ذلك فنحن نؤمن بأن هذا التنوع يجب أن يكون في إطار الضوابط الشرعية ، والمصلحة الإسلامية العليا .. فهنا لا يجوز الاختلاف !! * ولك الله يا عمرو .. وأحدهم يقول : إنك دخلت الدانمارك من النافذة ؛ لأنه من الدعاة العاملين في الدانمارك ... ولا أدري هل كان يريدك أن تستأذنه أنت والذين معك ... ولا أدري لماذا التركيز عليك وحدك دون زميليك الفاضلين !! * ولك الله يا عمرو ... ولنفترض أنك اجتهدت ، فقمتَ بخلاف الأولى : فهل يستحقُ الأمرُ كل هذه الزوابع ؟ وهل هذا الأسلوب هو منهج الاختلاف بين الدعاة ؟ وهل هكذا كان أئمتنا (رضوان الله عليهم) يتربصون ببعضهم .. فيتجرأ عليهم بالتالي المنافقون، والفساق ... ويضربون بعضهم ببعض ؟ * فلك الله يا عمرو بن خالد..ونصيحة من أخيك: أن تقرأ بقلبك ، وعقلك معاً قوله تعالى: {وتواصوا بالصبر} ... مع دعوات أخيك المحب : مفكر إسلامي مصر