كشفت مصادر إخوانية عن قرب إصدار جماعة الإخوان المسلمين لوثيقة الأقباط والمواطنة والتي تؤكد موقف الجماعة من الأقباط من حيث حقوقهم وواجباتهم وتبني الجماعة لمبدأ المواطنة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" وذلك لمواجهة الجدل الذي أثاره حصول الإخوان المسلمين على 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب الماضية ووجود مخاوف لدى الأقباط من تهميش الجماعة لهم حال وصولها إلى السلطة. وأرجعت المصادر تأخر الجماعة في إصدار هذه الوثيقة إلى انشغالها بعديد من الكوارث التي أصيبت بها مصر في الفترة الأخيرة بداية من كارثة العبارة السلام 98 وأنفلونزا الطيور والحمى القلاعية وكذلك تعثر جلسات الحوار التي نظمتها الجماعة مع الأقباط بمدينة الإسكندرية. ونبهت المصادر إلى أن الجماعة ستحاول بهذه الوثيقة كبح جماح الانتقادات التي وجهت للاخوان على خلفية حوار "الطظ" التي ورطت فيه جريدة روزاليوسف مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف وهو ما أثار استياءا شديدا ضد الجماعة. وتهدف الجماعة من وراء هذه الوثيقة أيضا الرد على الاتهامات بعدم وجود موقف قوي للاخوان إزاء الأحداث الدامية التي شهدتها كنائس الإسكندرية الأسبوع الماضي واكتفائها بإصدار بيانات تشجب الاعتداء على الكنائس وعدم اتخاذها أي موقف إيجابي حيال الأقباط كما تسعى الجماعة أيضا إلى توجيه رسالة إلى الغرب بأنها تتبنى مبدأ المواطنة وتتعامل مع الأقباط من منظور متطور لا تحكمه أي مواقف متشددة وهو ما يحسن صورة الجماعة أمام الرأي العام الدولي ويجهض مخططات البعض للإيحاء بأن الإخوان يتبنون مفهوم الدولة الدينية. من جانبه اكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة أن الإخوان يعدون حاليا الوثيقة وستصدر خلال الأسابيع القادمة وتستند الوثيقة في الأساس إلى مبدأ لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات مضيفا أن سبب تأخر الجماعة في إصدار الوثيقة هي أنشغالها بعدد من الكوارث التي ألمت بمصر خلال المرحلة السابقة وعلى رأسها كارثة غرق العبارة وانتشار مرض إنفلونزا الطيور والخسائر الاقتصادية الفادحة التي خلفتها والملاحقات الأمنية وحملة الاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية ضد أعضاء الجماعة. ونفي د. حبيب وجود أي علاقة بين تأخر إصدار الوثيقة وبين توقف جلسات الحوار بين الجماعة وعدد من القيادات القبطية نافيا في الوقت نفسه علمه بأسباب توقف جلسات هذا الحوار.