حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفارقات من الحج ومقارنات
نشر في المصريون يوم 18 - 10 - 2013

مفارقات تظهر جليا في موسم الحج، نداء الحج بين القديم والحديث ، طلاب الدنيا وطلاب الآخرة ، يوم الحج الأكبر ويوم الحشر الأكبر ، تكريم الإنسان ورجم الشيطان ، ابن إبراهيم وبن نوح عليهما السلام ، وحدة الأمة في الحج وفرقتها في الواقع ، ذكر الله وذكر ما عداه ...!!
أولا : نداء الحج قديم جديد ...!! قديم لان أول من صدح به هو إبراهيم عليه السلام " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "(الحج:27) ، تتردد أصداءه عبر الليل والنهار ، وتتوالي أسفاره عبر الزمان والمكان ، وتتردد خواطره عبر الأجيال جيلا بعد جيل ، وتتردد مشاعره عبر القرون قرنا بعد قرن...!! وهو نداء جديد فإذا كان للسابق فهو أيضا للحالي واللاحق، و النبي محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي قاد قوافله ، ووضع مناسكه ، واجلي منافعه ، ووضح جوائزه وكان آخر عهد له بالمسلمين ، يلقي علي مسامعهم آخر وصاياه ، يدعوهم إلي توحيد الله في الأرض ، يدعوهم إلي تحرير النفس من الأوهام والضلال ، ورفعها من التدني والسقوط ، وإلزام لها بالحق تعترف به وتقوم عليه ،يدعوهم إلي انتشال الإنسان من الخضوع لمخلوق أو الذلة لمملوك ،او الخنوع لمرزوق إنما الذلة والخضوع والخنوع لا تكن إلا لله ..
ثانيا : الحج يجمع بين الدنيا والآخرة ..!! كيف ؟ ! جاء في معرض الحديث عن الحج في كتاب الله عز وجل، أن هناك طلاب للدنيا فحسب ، وهناك من يجعل دنياه مزرعة أخرته فيجمع نعيمهما معا ، الذي يريد الدنيا لا ( نصيب ) له في الآخرة " فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ "(البقرة200) ... والذي يريدهما معا - يجعل دنياه مزرعة لأخرته – يحوزهما معا " وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(البقرة:201-202) ... .
ثالثا : في يوم النحر وضح رسول الله قيمة الإنسان عند الله ، قيمة المؤمن في الحياة ، مكانة المسلم في شريعته مولاه ..!
قال جابر رضي الله عنه : خطبنا صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : أي يوم أعظم حرمة ؟ فقالوا : يومنا هذا قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا : شهرنا قال : أي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا : بلدنا هذا قال : فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا هل بلغت ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد صحيح....
وللحفاظ علي هذه القيمة أعلن من هناك بنود لذلك ..!! كيف ؟ عن أبي إمامة قال : عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولي فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل فسكت عنه فلما رأى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة وضع رجله في الغرز ليركب قال أين السائل قال أنا يا رسول الله قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر قال الشيخ الألباني : حسن صحيح .. أين نحن من هذا ؟! الدماء مسكوبة ، والأعراض مسلوبة ، والأموال منهوبة ، إلا ما رحم ربي ..!! هل من عودة ؟! هل من تصحيح ؟!، هل من تضحية وفداء من اجل نصرة الإسلام ، وعودة الحقوق........ ؟!
بينما يؤسس المصطفي لتكريم الإنسان يوجه لرجم الشيطان في صورة رمزية لتؤكد أعمال الحج عداوة الشيطان للرحمن وبغضه للإنسان ، وما يقوم به من وساوس ليوقع العداوة والبغضاء " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ " ( المائدة :91)

رابعا : انظر إلي الفرق بين الأمومة والتربية والطاعة ..!! في مشهد رهيب ، يقول الله تعالي : " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ونادي نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ "(نوح:42-43) في هذه اللحظة الرهيبة ، وفي هذه الشدة المريبة ، وفي هذه الساعة الحاسمة يبصر نوح، فإذا أحد أبنائه في معزل عنهم وليس معهم، وتستيقظ في كيانه الأبوة الملهوفة، ويروح يهتف بالولد الشارد: " يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين" .
ولكن البنوة العاقة لا تحفل بالأبوة الملهوفة، والفتوة المغرورة لا تقدر مدى الهول الشامل:
"قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" ثم ها هي ذي الأبوة المدركة لحقيقة الهول وحقيقة الأمر ترسل النداء الأخير: " قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" ، لا جبال ولا أموال ولا مخابئ ولا حامٍ ولا حافظ ولا واقٍ، إلا من رحم الله، وفي لحظة تتغير صفحة المشهد . فها هو ذا الموج الغامر والطوفان الغادر يبتلع كل شيء: " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" .
( و بعد آلاف السنين، نمسك أنفاسنا ونحن نتابع السياق والهول يأخذنا كأننا نشهد المشهد، وهي تجري بهم في موج كالجبال، ونوح الوالد الملهوف يبعث بالنداء، وابنه الفتى المغرور يأبى إجابة الدعاء، والموجة الغامرة تحسم الموقف في سرعة خاطفة راجفة وينتهي كل شيء، وكأن لم يكن دعاء ولا جواب!) (في ظلال القرآن، سيد قطب)
انظر إلي دور الأب مع أولاده في هدايتهم إلى طريق الله، وتعليمهم الأخلاق والعبادات، فيتضح لنا أن نوحًا ظل متمسكًا بابنه إلى آخر لحظة حتى أثناء الطوفان، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حرص نوح عليه السلام على نجاة ولده، وأنه يريده ألا يدخل النار، إلا أن هناك أم خائنة ، والخيانة هنا دعوية تربوية ، فالطفل يحتاج إلى أن ينشئ في جو أسري يسوده الروح الإيمانية بالله تعالى.وعندما يغيب الدور الإيماني في البيت عن طريق الأم - التي يجب أن تكون مدرسة - يغيب غذاء الروح وبالتالي يختل التوازن الإنساني، فيكون الخلل والسقوط المدوي ...!!

و في مشهد آخر بليغ ..!!" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " الصافات :102) رؤية فيها ذبح الابن طاعة لله ، ويبلغ الابن من الوالد ذاته ..!! " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " ليعي دعاة اليوم وعلماء التربية هذا الأسلوب الرائع، من الحب التبادل ، والأدب المتبادل، في أحلك الظروف، واشد المحن ، وأصعب المواقف ...!! فيرد الغلام بنفس المستوي من الشجاعة والإخلاص ، من التضحية والفداء من الأدب الرفيع ، والذوق العالي ، وتقديم المشيئة لان الموقف موقف فتنة ، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلي إلا بإذن الله..! وعون الله..! و فضل الله..! " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) وجاءت لحظة الحسم ...!! فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ " ( الصافات :103) فكان الاستسلام من النبيين لأمر الله ، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بنفس المستوي، وذات الأداء " اسلما :" وهنا تدخلت السماء ، الله شهد الموقف ، وصدق عليه ..فنادي..! وجازي.!! " وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "( الصافات : 105) .. امتحان ما أشده ..! اختبار ما أصعبه..! ابتلاء ما أعظمه ..!! "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ " الصافات :106 ) فكان الفداء للبائع الطائع من السماء في يوم الفداء " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"(الصافات :107) ليت الأمة تتعلم الطاعة والفداء ، فالإسلام تكاثر عليه الأعداء، تكالبت عليه الأكلة من الأمم ، حرق كتابه ، واستهزئ بنبيه ، تعطلت الحدود وازداد الصدود ، سلبت المقدسات وانتهكت الأعراض ، سفكت الدماء واضطهد العلماء...!! أصبح الإسلام غريبا في وطنه..!1 ، وأمسي الدين طريدا بين أهله ..!! من له ؟ من يفديه ؟! من يضحي من اجله.. ؟! الا من إبراهيم جديد في الأمة يترك رضيعه وزوجه في الصحراء وينطلق.. وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99)
ألا من هاجر جديدة تفدي الإسلام وتعلم المسلمين حقيقة التوكل وروعة اليقين في الله رب العالمين ، ( إذن لن يضيعنا ) ..!! وكذلك جمال السعي إلي يوم الدين ..!!
ألا من إسماعيل جديد يقدم روحه ونفسه وحياته طاعة لربه ، وتنفيذا لا مره ، وطلبا لرضاه " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) ..!!
الإسلام أحوج ما يكون الآن إلي مضحين من أوقاتهم ومن أموالهم ومن أبنائهم ، ومن كل ما أعطاه الله لهم ، حتى يسمو الفرد وتعلو الأمة ،، حتى ينتصر الدين ويعلو الحق المبين ، فمن يطع ومن يعصي ؟! من يمضي ومن يفدي ؟! من يرغب ومن يهزي ""وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) بينما قال الله عن بن نوح " قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح إني أعظك أن تكون من الجاهلين "( نوح : 46) قال عن إسماعيل "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " (مريم:54) لتذكره الأجيال جيلا بعد جيل بالطاعة والفداء ، بالقناعة والعطاء بالهداية والبقاء إلي أن يرث الله الأرض والسماء ...!!
خامسا : يوم وحدة المسلمين العظمي ، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر ، مؤتمر سنوي يجتمع فيه المسلمون من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، علي اختلاف لغاتهم وأوطانهم ، اجتمعوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، إنهم يصنعون وحدة الهدف، ويبنون وحدة العمل ، إنهم جميعا مسلمون ، لرب واجد يعبدون ،ولرسول واحد يتبعون ، ولقبلة واحدة يتجهون ، و لكتاب واحد يقرؤون ، ولإعمال واحدة ويؤدون...!! هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة ؟! ليكن ذلك سبيلا إلي سلامة العبادة وصحة العقيدة " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء:92) ..!! ليكن ذلك طريقا لبلوغ التقوى وزيادة الإيمان " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " (المؤمنون:52) ،الإسلام يوحد الأمة فلماذا تتفرق ؟! ، الإسلام يعز الأمة فلماذا تذل ؟! ، الإسلام يغني الأمة فلماذا تفتقر، الإسلام يهدي الأمة فلماذا تضل ؟! " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (آل عمران:101)
سادسا : ذكر الله وترك ما عداه : فعندما يَتفاخَر الناس بالأنساب، ويتنابَذُوا بالألقاب، ويَتذاكَروا بالأحساب، فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يُوجِّههم إلى غير ذلك، وهذا ما حدَث في أعقاب فريضة الحج؛ عندما فرَغ الناس من أعمال الحج تَفاخَروا بأنسابهم وألقابهم؛ هذا يقول: أنا ابن فلان، وهذا يقول: أنا من قبيلة فلان، وهذا يقول: عشيرتي فلان، وهذا ما يمقتُه الدِّين ويبغَضُه الإيمان، يجب أنْ يَتفاخَر الناس بإسلامهم، ويَتذاكَرُوا بعقيدتهم، رَحِم الله من قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواهم إن افتخروا بقيس أو تميم
وصدَق الله العظيم: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [فصلت: 33]، والعبد الذاكر لربِّه، المسبِّح بحمده، المتوجِّه إليه، المتوكِّل عليه - يكون عند ربِّه مذكورًا، ويكون سعيُه مشكورًا، ويكون عملُه مبرورًا، وكلَّما زاد في ذِكرِه زاد الله في أجره، وشدَّ من أزره، وكان إليه بكلِّ خيرٍ أسرع، كيف؟ قال الله - تعالى -: "إذا تقرَّب إلَيَّ العبد شبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا، وإذا تقرَّب إلَيَّ ذراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيتُه هرولةً"؛ تخريج السيوطي: عن أنس، تحقيق الألباني: (صحيح)، انظر: حديث رقم: 4304 في "صحيح الجامع"... أنزَل الله - تعالى - في أعقاب الحج: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 200].
دَعُوكم من هذه المُفاخَرات، اترُكوا هذه المُنابَذات، تجنَّبوا هذه المُناوَشات، وعُودُوا إلى ربِّكم فاذكُروه واعبُدوه، وادعوه وترسَّموا طريقَه من جديدٍ ولا تحيدوا عنه؛ ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200]. .نعم لا تطيب الدنيا إلا بذكر الله ، ولا تطيب الحياة إلا بشكر الله ، ولا تطيب الآخرة إلا برؤياه
يقول النبي صلي الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً الترمذي وابن ماجه ، المسلم يجبُ أنْ يكون دائمَ الذكر لله - تعالى - حتى يستظلَّ بظلِّ الله يومَ لا ظلَّ إلاَّ ظله؛ عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سبعةٌ يُظلُّهم الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشَأ في عِبادة الله - عزَّ وجلَّ - ورجلٌ ذكَر الله في خلاء ففاضَتْ عَيْناه...))؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.
المسلم يجبُ أنْ يكون دائمَ الذِّكر لله، ليس ساعة دون ساعة، أو يومًا دون يوم، أو أسبوعًا دون أسبوع، أو شهرًا دون شهر، أو عامًا دون عام، كلاَّ، وإنَّما يقول الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، يجب أنْ يَجعَل المسلم لسانَه دائمًا رطبًا بذكر الله؛ ((لا يَزال لسانُك رطبًا من ذكر الله))؛ حديث رقم: 7700 في "صحيح الجامع".


خميس النقيب
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.