رابط نتيجة وظائف البريد المصري لعام 2025    هل يقود حسن عبد الله اجتماع البنك المركزي القادم؟    أسعار الذهب في مصر اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025    ارتفاع سعر اليورو اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    11 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم    قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا من محافظة بيت لحم    الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار أستراليا منع عضو بالكنيست من دخول أراضيها 3 سنوات    استشهاد 4 فلسطينيين فى غزة.. واعتقال ما لا يقل عن 49 من الضفة الغربية    موعد مباراة النصر والاتحاد في كأس السوبر السعودي    النيابة تأمر بضبط وإحضار المتهمين بقتل سائق توك توك في السلام    المصابتان في حادث مطاردة الفتيات بطريق الواحات يحضران أولى جلسات محاكمة المتهمين    محافظ المنوفية يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية الدور الثانى بنسبة نجاح 87.75%    إخماد حريق داخل منزل فى البدرشين دون إصابات    انطلاق الموسم الخامس من مسابقة «مئذنة الأزهر للشعر العربي» وتخصيصه لدعم القضية الفلسطينية    نشأت الديهي: شباب مصر الوطني تصدى بكل شجاعة لمظاهرة الإخوان فى هولندا    نشأت الديهى: أنس حبيب طلب اللجوء لهولندا ب"الشذوذ الجنسي" وإلإخوان رخصوا قضية غزة    مجرد أساطير بلا أساس علمي.. متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم (فيديو)    طب قصر العيني تبحث استراتيجية زراعة الأعضاء وتضع توصيات شاملة    نصائح لحمايتك من ارتفاع درجات الحرارة داخل السيارة    للأسبوع الثالث .. تخفيضات الأوكازيون الصيفي 2025 تنتشر فى الأسواق    بكم العدس والفاصوليا؟.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    حكيم يشعل أجواء الساحل الشمالي الجمعة المقبلة بأجمل أغانيه    "2 إخوات أحدهما لاعب كرة".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة إمام عاشور نجم الأهلي    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    كل ما تريد معرفته عن مسابقة توظيف بريد الجزائر 2025.. الموعد والشروط وطريقة التسجيل    مصرع سيدة في حادث سير ب شمال سيناء    مراد مكرم عن رحيل تيمور تيمور: «مات بطل وهو بينقذ ابنه»    مصرع مواطن صدمه قطار أثناء مساعدته لسائق ميكروباص مصاب في أسوان    رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط احتلال غزة: معركة طويلة متعددة الجبهات    إساءات للذات الإلهية.. جامعة الأزهر فرع أسيوط ترد على شكوى أستاذة عن توقف راتبها    أرتفاع الحديد.. أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    ترامب يهاجم وسائل الإعلام الكاذبة بشأن اختيار مكان انعقاد قمته مع بوتين    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    قد يكون مؤشر على مشكلة صحية.. أبرز أسباب تورم القدمين    الرئيس اللبناني: واشنطن طرحت تعاونًا اقتصاديًا بين لبنان وسوريا    "لا يصلح"... رضا عبدالعال يوجه انتقادات قوية ليانيك فيريرا    أحمد شوبير يكشف موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في المباريات مع الأهلي    رئيس "حماية المستهلك": وفرة السلع في الأسواق الضامن لتنظيم الأسعار تلقائيًا    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    تعليم الإسكندرية يتابع المنهج المطور لمادة العلوم للصف الأول الإعدادي    احتجاجات غاضبة أمام مقر نتنياهو تتحول إلى مواجهات عنيفة    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    أوسيم تضيء بذكراه، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس مويسيس الأسقف الزاهد    بدء اختبارات كشف الهيئة لطلاب مدارس التمريض بالإسكندرية    التحقيق في مقتل لاعبة جودو برصاص زوجها داخل شقتهما بالإسكندرية    أمير هشام: الأهلي سيقوم بتحويل قيمة جلب حكام اجانب إلى الجبلاية    حضريها في المنزل بمكونات اقتصادية، الوافل حلوى لذيذة تباع بأسعار عالية    السكة الحديد: تشغيل القطار الخامس لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    أشرف صبحي يجتمع باللجنة الأولمبية لبحث الاستعدادات لأولمبياد لوس أنجلوس    أمسية دينية بلمسة ياسين التهامى فى حفل مهرجان القلعة    وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان الملتقى القومي الثالث للسمسمية    مواجهة مع شخص متعالي.. حظ برج القوس اليوم 18 أغسطس    بداية متواضعة.. ماذا قدم مصطفى محمد في مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان؟    رضا عبد العال: فيريرا لا يصلح للزمالك.. وعلامة استفهام حول استبعاد شيكو بانزا    تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الثالثة.. كليات التربية ب أنواعها المتاحة علمي علوم ورياضة وأدبي    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفارقات من الحج ومقارنات
نشر في المصريون يوم 18 - 10 - 2013

مفارقات تظهر جليا في موسم الحج، نداء الحج بين القديم والحديث ، طلاب الدنيا وطلاب الآخرة ، يوم الحج الأكبر ويوم الحشر الأكبر ، تكريم الإنسان ورجم الشيطان ، ابن إبراهيم وبن نوح عليهما السلام ، وحدة الأمة في الحج وفرقتها في الواقع ، ذكر الله وذكر ما عداه ...!!
أولا : نداء الحج قديم جديد ...!! قديم لان أول من صدح به هو إبراهيم عليه السلام " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "(الحج:27) ، تتردد أصداءه عبر الليل والنهار ، وتتوالي أسفاره عبر الزمان والمكان ، وتتردد خواطره عبر الأجيال جيلا بعد جيل ، وتتردد مشاعره عبر القرون قرنا بعد قرن...!! وهو نداء جديد فإذا كان للسابق فهو أيضا للحالي واللاحق، و النبي محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي قاد قوافله ، ووضع مناسكه ، واجلي منافعه ، ووضح جوائزه وكان آخر عهد له بالمسلمين ، يلقي علي مسامعهم آخر وصاياه ، يدعوهم إلي توحيد الله في الأرض ، يدعوهم إلي تحرير النفس من الأوهام والضلال ، ورفعها من التدني والسقوط ، وإلزام لها بالحق تعترف به وتقوم عليه ،يدعوهم إلي انتشال الإنسان من الخضوع لمخلوق أو الذلة لمملوك ،او الخنوع لمرزوق إنما الذلة والخضوع والخنوع لا تكن إلا لله ..
ثانيا : الحج يجمع بين الدنيا والآخرة ..!! كيف ؟ ! جاء في معرض الحديث عن الحج في كتاب الله عز وجل، أن هناك طلاب للدنيا فحسب ، وهناك من يجعل دنياه مزرعة أخرته فيجمع نعيمهما معا ، الذي يريد الدنيا لا ( نصيب ) له في الآخرة " فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ "(البقرة200) ... والذي يريدهما معا - يجعل دنياه مزرعة لأخرته – يحوزهما معا " وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(البقرة:201-202) ... .
ثالثا : في يوم النحر وضح رسول الله قيمة الإنسان عند الله ، قيمة المؤمن في الحياة ، مكانة المسلم في شريعته مولاه ..!
قال جابر رضي الله عنه : خطبنا صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : أي يوم أعظم حرمة ؟ فقالوا : يومنا هذا قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا : شهرنا قال : أي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا : بلدنا هذا قال : فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا هل بلغت ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد صحيح....
وللحفاظ علي هذه القيمة أعلن من هناك بنود لذلك ..!! كيف ؟ عن أبي إمامة قال : عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولي فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل فسكت عنه فلما رأى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة وضع رجله في الغرز ليركب قال أين السائل قال أنا يا رسول الله قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر قال الشيخ الألباني : حسن صحيح .. أين نحن من هذا ؟! الدماء مسكوبة ، والأعراض مسلوبة ، والأموال منهوبة ، إلا ما رحم ربي ..!! هل من عودة ؟! هل من تصحيح ؟!، هل من تضحية وفداء من اجل نصرة الإسلام ، وعودة الحقوق........ ؟!
بينما يؤسس المصطفي لتكريم الإنسان يوجه لرجم الشيطان في صورة رمزية لتؤكد أعمال الحج عداوة الشيطان للرحمن وبغضه للإنسان ، وما يقوم به من وساوس ليوقع العداوة والبغضاء " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ " ( المائدة :91)

رابعا : انظر إلي الفرق بين الأمومة والتربية والطاعة ..!! في مشهد رهيب ، يقول الله تعالي : " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ونادي نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ "(نوح:42-43) في هذه اللحظة الرهيبة ، وفي هذه الشدة المريبة ، وفي هذه الساعة الحاسمة يبصر نوح، فإذا أحد أبنائه في معزل عنهم وليس معهم، وتستيقظ في كيانه الأبوة الملهوفة، ويروح يهتف بالولد الشارد: " يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين" .
ولكن البنوة العاقة لا تحفل بالأبوة الملهوفة، والفتوة المغرورة لا تقدر مدى الهول الشامل:
"قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" ثم ها هي ذي الأبوة المدركة لحقيقة الهول وحقيقة الأمر ترسل النداء الأخير: " قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" ، لا جبال ولا أموال ولا مخابئ ولا حامٍ ولا حافظ ولا واقٍ، إلا من رحم الله، وفي لحظة تتغير صفحة المشهد . فها هو ذا الموج الغامر والطوفان الغادر يبتلع كل شيء: " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" .
( و بعد آلاف السنين، نمسك أنفاسنا ونحن نتابع السياق والهول يأخذنا كأننا نشهد المشهد، وهي تجري بهم في موج كالجبال، ونوح الوالد الملهوف يبعث بالنداء، وابنه الفتى المغرور يأبى إجابة الدعاء، والموجة الغامرة تحسم الموقف في سرعة خاطفة راجفة وينتهي كل شيء، وكأن لم يكن دعاء ولا جواب!) (في ظلال القرآن، سيد قطب)
انظر إلي دور الأب مع أولاده في هدايتهم إلى طريق الله، وتعليمهم الأخلاق والعبادات، فيتضح لنا أن نوحًا ظل متمسكًا بابنه إلى آخر لحظة حتى أثناء الطوفان، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حرص نوح عليه السلام على نجاة ولده، وأنه يريده ألا يدخل النار، إلا أن هناك أم خائنة ، والخيانة هنا دعوية تربوية ، فالطفل يحتاج إلى أن ينشئ في جو أسري يسوده الروح الإيمانية بالله تعالى.وعندما يغيب الدور الإيماني في البيت عن طريق الأم - التي يجب أن تكون مدرسة - يغيب غذاء الروح وبالتالي يختل التوازن الإنساني، فيكون الخلل والسقوط المدوي ...!!

و في مشهد آخر بليغ ..!!" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " الصافات :102) رؤية فيها ذبح الابن طاعة لله ، ويبلغ الابن من الوالد ذاته ..!! " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " ليعي دعاة اليوم وعلماء التربية هذا الأسلوب الرائع، من الحب التبادل ، والأدب المتبادل، في أحلك الظروف، واشد المحن ، وأصعب المواقف ...!! فيرد الغلام بنفس المستوي من الشجاعة والإخلاص ، من التضحية والفداء من الأدب الرفيع ، والذوق العالي ، وتقديم المشيئة لان الموقف موقف فتنة ، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلي إلا بإذن الله..! وعون الله..! و فضل الله..! " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) وجاءت لحظة الحسم ...!! فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ " ( الصافات :103) فكان الاستسلام من النبيين لأمر الله ، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بنفس المستوي، وذات الأداء " اسلما :" وهنا تدخلت السماء ، الله شهد الموقف ، وصدق عليه ..فنادي..! وجازي.!! " وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "( الصافات : 105) .. امتحان ما أشده ..! اختبار ما أصعبه..! ابتلاء ما أعظمه ..!! "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ " الصافات :106 ) فكان الفداء للبائع الطائع من السماء في يوم الفداء " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"(الصافات :107) ليت الأمة تتعلم الطاعة والفداء ، فالإسلام تكاثر عليه الأعداء، تكالبت عليه الأكلة من الأمم ، حرق كتابه ، واستهزئ بنبيه ، تعطلت الحدود وازداد الصدود ، سلبت المقدسات وانتهكت الأعراض ، سفكت الدماء واضطهد العلماء...!! أصبح الإسلام غريبا في وطنه..!1 ، وأمسي الدين طريدا بين أهله ..!! من له ؟ من يفديه ؟! من يضحي من اجله.. ؟! الا من إبراهيم جديد في الأمة يترك رضيعه وزوجه في الصحراء وينطلق.. وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99)
ألا من هاجر جديدة تفدي الإسلام وتعلم المسلمين حقيقة التوكل وروعة اليقين في الله رب العالمين ، ( إذن لن يضيعنا ) ..!! وكذلك جمال السعي إلي يوم الدين ..!!
ألا من إسماعيل جديد يقدم روحه ونفسه وحياته طاعة لربه ، وتنفيذا لا مره ، وطلبا لرضاه " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) ..!!
الإسلام أحوج ما يكون الآن إلي مضحين من أوقاتهم ومن أموالهم ومن أبنائهم ، ومن كل ما أعطاه الله لهم ، حتى يسمو الفرد وتعلو الأمة ،، حتى ينتصر الدين ويعلو الحق المبين ، فمن يطع ومن يعصي ؟! من يمضي ومن يفدي ؟! من يرغب ومن يهزي ""وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) بينما قال الله عن بن نوح " قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح إني أعظك أن تكون من الجاهلين "( نوح : 46) قال عن إسماعيل "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " (مريم:54) لتذكره الأجيال جيلا بعد جيل بالطاعة والفداء ، بالقناعة والعطاء بالهداية والبقاء إلي أن يرث الله الأرض والسماء ...!!
خامسا : يوم وحدة المسلمين العظمي ، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر ، مؤتمر سنوي يجتمع فيه المسلمون من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، علي اختلاف لغاتهم وأوطانهم ، اجتمعوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، إنهم يصنعون وحدة الهدف، ويبنون وحدة العمل ، إنهم جميعا مسلمون ، لرب واجد يعبدون ،ولرسول واحد يتبعون ، ولقبلة واحدة يتجهون ، و لكتاب واحد يقرؤون ، ولإعمال واحدة ويؤدون...!! هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة ؟! ليكن ذلك سبيلا إلي سلامة العبادة وصحة العقيدة " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء:92) ..!! ليكن ذلك طريقا لبلوغ التقوى وزيادة الإيمان " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " (المؤمنون:52) ،الإسلام يوحد الأمة فلماذا تتفرق ؟! ، الإسلام يعز الأمة فلماذا تذل ؟! ، الإسلام يغني الأمة فلماذا تفتقر، الإسلام يهدي الأمة فلماذا تضل ؟! " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (آل عمران:101)
سادسا : ذكر الله وترك ما عداه : فعندما يَتفاخَر الناس بالأنساب، ويتنابَذُوا بالألقاب، ويَتذاكَروا بالأحساب، فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يُوجِّههم إلى غير ذلك، وهذا ما حدَث في أعقاب فريضة الحج؛ عندما فرَغ الناس من أعمال الحج تَفاخَروا بأنسابهم وألقابهم؛ هذا يقول: أنا ابن فلان، وهذا يقول: أنا من قبيلة فلان، وهذا يقول: عشيرتي فلان، وهذا ما يمقتُه الدِّين ويبغَضُه الإيمان، يجب أنْ يَتفاخَر الناس بإسلامهم، ويَتذاكَرُوا بعقيدتهم، رَحِم الله من قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواهم إن افتخروا بقيس أو تميم
وصدَق الله العظيم: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [فصلت: 33]، والعبد الذاكر لربِّه، المسبِّح بحمده، المتوجِّه إليه، المتوكِّل عليه - يكون عند ربِّه مذكورًا، ويكون سعيُه مشكورًا، ويكون عملُه مبرورًا، وكلَّما زاد في ذِكرِه زاد الله في أجره، وشدَّ من أزره، وكان إليه بكلِّ خيرٍ أسرع، كيف؟ قال الله - تعالى -: "إذا تقرَّب إلَيَّ العبد شبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا، وإذا تقرَّب إلَيَّ ذراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيتُه هرولةً"؛ تخريج السيوطي: عن أنس، تحقيق الألباني: (صحيح)، انظر: حديث رقم: 4304 في "صحيح الجامع"... أنزَل الله - تعالى - في أعقاب الحج: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 200].
دَعُوكم من هذه المُفاخَرات، اترُكوا هذه المُنابَذات، تجنَّبوا هذه المُناوَشات، وعُودُوا إلى ربِّكم فاذكُروه واعبُدوه، وادعوه وترسَّموا طريقَه من جديدٍ ولا تحيدوا عنه؛ ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200]. .نعم لا تطيب الدنيا إلا بذكر الله ، ولا تطيب الحياة إلا بشكر الله ، ولا تطيب الآخرة إلا برؤياه
يقول النبي صلي الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً الترمذي وابن ماجه ، المسلم يجبُ أنْ يكون دائمَ الذكر لله - تعالى - حتى يستظلَّ بظلِّ الله يومَ لا ظلَّ إلاَّ ظله؛ عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سبعةٌ يُظلُّهم الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشَأ في عِبادة الله - عزَّ وجلَّ - ورجلٌ ذكَر الله في خلاء ففاضَتْ عَيْناه...))؛ قال الشيخ الألباني: صحيح.
المسلم يجبُ أنْ يكون دائمَ الذِّكر لله، ليس ساعة دون ساعة، أو يومًا دون يوم، أو أسبوعًا دون أسبوع، أو شهرًا دون شهر، أو عامًا دون عام، كلاَّ، وإنَّما يقول الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، يجب أنْ يَجعَل المسلم لسانَه دائمًا رطبًا بذكر الله؛ ((لا يَزال لسانُك رطبًا من ذكر الله))؛ حديث رقم: 7700 في "صحيح الجامع".


خميس النقيب
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.