«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الاضحي فداء وفرحة
نشر في المصريون يوم 13 - 10 - 2013

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله بنعمته تتم الصالحات ، وبعفوه تغفر الذنوب والسيئات ، وبكرمه تقبل العطايا والقربان ،وبلطفه تستر العيوب والزلات ، الحمد الله الذي أمات واحي ، و منع وأعطي ، وارشد وهدي ، و اضحك وابكي "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً " (الإسراء:111) .
الله اكبر (9)
الله اكبر ما لبس الحجيج ملابس الإحرام ، الله اكبر ما رأوا الكعبة فبدءوها بالتحية والسلام ،الله اكبر ما استلموا الحجر وطافوا بالبيت وصلوا عند المقام ، الله اكبر ما اهتدوا بنور القران وفرحوا بهدي الإسلام ، الله اكبر ما وقف الحجيج في صعيد عرفات ، الله اكبر ما تضرعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات ، الله اكبر ما غفر لهم ربهم وتحمل عنهم التبعات ، الله اكبر ما رموا وحلقوا وتحللوا ونحروا فتمت بذلك حجة الإسلام ،الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وكثيرا ،
الحمد لله الذي جعل الأعياد في الإسلام مصدرا للهناء والسرور، ، الحمد لله الذي تفضل في هذه الأيام العشر علي كل عبد شكور، سبحانه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ....

الله اكبر الله اكبر الله اكبر .
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا....
ربنا لك الحمد سراً وجهراً ، و لك الحمد دوماً وكرَّا ، و لك الحمد شعراً ونثرا
لك الحمد يوم أن كفر كثير من الناس وأرشدتنا للإسلام ، لك الحمد يوم أن ضل كثير من وهديتنا للإيمان ، لك الحمد يوم أن جاع كثير من الناس وأطعمنا من رزقك ، لك الحمد يوم أن نام كثير من الناس وأقمتنا بين يديك من فضلك :
و الله لولا الله ما اهتدينا و لا تصَدَّقنا و لا صلينا
فأنزلَن سكينة علينا وثبتِ الأقدامَ إن لا قينا
فلك الحمد ربنا عدد الحجر .. لك عدد الحمد عدد الشجر .. لك الحمد عدد البشر .
أيها المسلمون عباد الله : الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير ، وتعلن للفرحة النفير ،ليعيشها الرجل والمرأة ، ويحيا ها الكبير والصغير ، أعيادنا تهليل وتكبير
إذا أذنا كبرنا الله ، وإذا أقمنا كبرنا الله ،وإذا دخلنا في الصلاة كبرنا الله ، وإذا ذبحنا كبرنا الله ، وإذا ولد المولود كبرنا الله ، وإذا خضنا المعارك كبرنا الله ، وإذا جاء العيد بالتكبير استقبلناه ، قلنا الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا الاه إلا الله ، الله اكر الله اكبر ولله الحمد
انه تنفيذ لتوجيهات الله " وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (البقرة :185 )
كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قبة في مني ، فإذا جاء العيد كبر عمر ، فكبرت مني ، فكبرت الأرض ، وكأنك أمام امة تعلن أن الخنوع و الخضوع لا يكونا إلا لله ، وان الذلة والانكسار لا يكونا إلا لذات لله ، وان الاستمداد والاستلهام لا يكونا إلا من الله ، وان العون والتوكل لا يكونا إلا علي الله ، وان الحفظ والاستعانة لا يكونا إلا بالله سبحانه وتعالي .
العيد كلمة ذات معني :العيد: هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، قال ابن الأعرابي: سُمِّيَ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد. (لسان العرب). العيد في الإسلام كلمة رقيقة عذبة تملا النفس أنسا وبهجة، وتملا القلب صفاء و نشوة ، وتملا الوجه نضارة وفرحة ،كلمة تذكر الوحيد بأسرته ، والمريض بصحته ،والفقير بحاجته ، والضعيف بقوته ، والبعيد ببلده وعشيرته ،واليتيم بابيه، والمسكين بأقدس ضرورات الحياة ، وتذكر كل هؤلاء بالله ، فهو سبحانه اقوي من كل قوي" كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" (المجادلة:21) ، واغني من كل غني" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ " (فاطر:15 ) ، واعز من كل عزيز " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (آل عمران:26) . الأعياد في الإسلام ليست انطلاقا وراء الشهوات ، وليست سباقا إلي النزوات ، وليست انتهاكا للمحرمات ، أو سطوا علي الحدود أو الحرمات .
الأعياد في الإسلام طاعة تأتي بعد الطاعة : عيد الفطر ارتبط بشهر رمضان الذي نزل فيه القران ، وفيه الصوم الذي يذكر بهدي القران ..!! موسم يختم بالشكر والتكبير "وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "(البقرة:185) وعيد الاضحي ارتبط بفريضة الحج ، موسم يختم بالذكر والتكبير "وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ .."(البقرة:203) ذكريات تتجدد عبر الزمان والمكان ، وتحيياها الأجيال جيلا يعد جيل ، فتتعمق إيمانا ، وتتألق يقينا ، وتزداد صفاء ولمعانا ، عشرة أيام ،، كل يوم بليلته يهب علي قلبك المكدود ، يضخ فيه الدماء ، وينبت فيه الحياء ، ويجدد فيه الروح ، ويزيد فيه الإيمان ،كل يوم بليلته يناديك ، يا باغي الشر اقصر ويا باغي الخير اقبل ، يا نفوس الصالحين افرحي ، ويا قلوب المتقين امرحي ، يا عشاق الجنة تأهبوا ، ويا عباد الرحمن ارغبوا ، ارغبوا في طاعة الله وفي حب الله وفي جنة الله ...فطوبي للذين صاموا وقاموا ، طوبي للذين ضحوا وأعطوا ، طوبي للذين كانوا مستغفرين بالأسحار، منفقين بالليل والنهار ...ما أعظم هذا الدين ، وما أجمل هذا الإسلام ، يدعو الله عز وجل عباده لزيارة بيته الحرام ، الذي جعله مثابة للناس وأمنا ليجمعوا أمرهم ، وليوحدوا صفهم ، ويشحذوا هممهم ، وليقضوا تفثهم ، وليطوفوا بالبيت العتيق ، نفحات الله ، ورحمات الله ، ونظرات الله ، كانت بالأمس القريب في أفضل يوم ، عرفات الله، يوم المناجاة ، يوم المباهاة ، يوم الذكر والدعاء ، يوم الشكر والثناء ، يوم النقاء والصفاء ...!! يوم إذلال الشيطان المريد واندحاره ، يوم غيظ إبليس الملعون وانكساره ...!! يوم وحدة المسلمين العظمي ، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر ، مؤتمر سنوي يجتمع فيه المسلمون من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، علي اختلاف لغاتهم وأوطانهم ، اجتمعوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، إنهم يصنعون وحدة الهدف، ويبنون وحدة العمل ، إنهم جميعا مسلمون ، لرب واجد يعبدون ، ولرسول واحد يتبعون ، ولقبلة واحدة يتجهون ، و لكتاب واحد يقرؤون ، ولإعمال واحدة ويؤدون...!! هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة ؟! ليكن ذلك سبيلا إلي سلامة العبادة وصحة العقيدة " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء:92) ..!! ليكن ذلك طريقا لبلوغ التقوى وزيادة الإيمان " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " (المؤمنون:52)، الإسلام يوحد الأمة فلماذا تتشتت؟! ، الإسلام يعز الأمة فلماذا تذل ؟! ، الإسلام يغني الأمة فلماذا تفتقر، الإسلام يهدي الأمة فلماذا تضل ؟! " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (آل عمران:101) ...!نعم انه يوم عرفة ..!!"... فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ "(البقرة:198)
إنها مشاعر لا توصف ، وأحاسيس لا تكتب ، إنما يتذوقها الذي يؤديها، ويستشعرها الذي يحضرها ، ويحسها الذي يلبي نداءها ، فينظر الكعبة ، و يعانق الحجر ، ويصلي عند المقام ، يسعي كما سعت هاجر عليها السلام ، ويضحي كما ضحي إبراهيم عليه السلام ، ويطع كما أطاع إسماعيل عليه السلام ، ويطوف كما طاف محمد عليه الصلاة والسلام ، ويقبل الحجر كما قبل عمر رضي الله عنه ، فقط عن حب ورغبة وإخلاص ، لعل قدم تأتي مكان قدم ، وطواف يأتي مكان طواف ، وسعي يأتي مكان سعي ، فيزداد الإيمان و يكون الغفران ، وينتشر الأمن ويأتي الأمان .......!!!
العيد يوم الفداء:
عيد الاضحي يوم التضحية والفداء ، يوم الفرح والصفاء ، يوم المكافأة من رب السماء ، للنبيين الكريمين إبراهيم وإسماعيل صاحبي الفضل والعطاء ، أراد الأعداء بإبراهيم سوء لكن الله لطمهم وأبعدهم وجعلهم من الأسفلين ، كما يجعل كل أعداء الدين إلي يوم الدين "فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ "( الصافات :98) أما إبراهيم عليه السلام فله شأن أخر وطريق آخر ، وهدف آخر " وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99) ..! رجاء مشروع ، يريد فقط الصالحين لإصلاح الأرض، وبناء التوحيد " رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"(الصافات : 100) و دعاء المخلصين مسموع ومجاب في التو واللحظة" فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ " ( الصافات :101) طريق الأنبياء هكذا ، والتابعين من الموحدين هكذا ، السماء تتعاون مع المصلحين ، مع الموحدين ، مع المخلصين ، العاملين للدين ، تمهد طريقهم ، وتزلل عقباتهم ، تجبر كسرهم ، وتحقق رغباتهم ، وتنصر أهدافهم ...!! إبراهيم عليه السلام يمتحن ليمنح ، ويختبر ليعلو ، ويبتلي ليسموا " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ "( الصافات : 102) بدأ يمشي وهنا أعظم مرحلة الحب من الوالد لولده ..!! لكن الله أراد إخلاص قلبه وتمحيص فؤاده ، واصطفاء نفسه ، واجتباء وجهته ..!!" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " الصافات :102) رؤية فيها ذبح الابن طاعة لله ، ويبلغ الابن من الوالد ذاته ..!! " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " ليعي دعاة اليوم وعلماء التربية هذا الأسلوب الرائع، من الحب التبادل ، والأدب المتبادل، في أحلك الظروف، واشد المحن ، وأصعب المواقف ...!! فيرد الغلام بنفس المستوي من الشجاعة والإخلاص ، من التضحية والفداء من الأدب الرفيع ، والذوق العالي ، وتقديم المشيئة لان الموقف موقف فتنة ، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلي إلا بإذن الله..! وعون الله..! و فضل الله..! " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) وجاءت لحظة الحسم ...!! فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ " ( الصافات :103) فكان الاستسلام من النبيين لأمر الله ، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بنفس المستوي، وذات الأداء " اسلما :" وهنا تدخلت السماء ، الله شهد الموقف ، وصدق عليه ..فنادي..! وجازي.!! " وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "( الصافات : 105) .. امتحان ما أشده ..! اختبار ما أصعبه..! ابتلاء ما أعظمه ..!! "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ " الصافات :106) لكن إبراهيم عليه السلام اجتازه بامتياز مع مراتب الشرف، بتوفيق الله له مع منازل الإخلاص ، وبعون الله له مع مقامات اليقين ..!! فكان الفداء من السماء في يوم الفداء " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"(الصافات :107) ..!! ليعلو ذكر آل إبراهيم في العالمين " وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ " ( الصافات :108-109) وهذا المنح لا يقتصر علي آل إبراهيم فقط وهذا الاصطفاء " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " (آل عمران:33) لا يقتصر علي هؤلاء فقط و وإنما لكل المحسنين والمخلصين العاملين لله إلي يوم الدين من الناس أجمعين " كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" ( الصافات : 110) " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " (الحج:75) ....!! ثم خاتم الإيمان لإبراهيم في شهادة تقدير من رب العالمين " إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ " ( الصافات : 111) ..!! هذا التقدير وهذا الاصطفاء في الدنيا والآخرة له ولمن لا يسفه نفسه بالرغبة في طريق آخر ...!! "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) ليت الأمة تتعلم الفداء ، فالإسلام تكاثر عليه الأعداء، تكالبت عليه الأكلة من الأمم ، حرق كتابه ، واستهزئ بنبيه ، تعطلت الحدود وازداد الصدود ، سلبت المقدسات وانتهكت الأعراض ، سفكت الدماء واضطهد العلماء...!! أصبح الإسلام غريبا في وطنه..!1 ، وأمسي الدين طريدا بين أهله ..!! من له ؟ من يفديه ؟! من يضحي من اجله.. ؟! ألا من إبراهيم جديد في الأمة يترك رضيعه وزوجه في الصحراء وينطلق.. " إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99) ..مهاجر إلي ربه " ..إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "(العنكبوت:26) ..ليس لإبراهيم فحسب " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً "(النساء:100) ..! أسرة ثابتة قدمت للإسلام ، وعاشت الإيمان واليقين ، ألا من هاجر جديدة تفدي الإسلام وتعلم المسلمين حقيقة التوكل وروعة اليقين في الله رب العالمين ، ( إذن لن يضيعنا ) ..!! وكذلك جمال السعي إلي يوم الدين ..!! ألا من إسماعيل جديد يقدم روحه ونفسه وحياته طاعة لربه ، وتنفيذا لا مره ، وطلبا لرضاه " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) ..!! الإسلام أحوج ما يكون الآن إلي مضحين ومفدين ، من أوقاتهم ومن أموالهم ومن أبنائهم ، ومن كل ما أعطاه الله لهم ، حتى يسمو الفرد وتعلو الأمة ،، حتى ينتصر الدين وتعلو راية الحق المبين ، ؟! من يسمو ومن يفر ويجري ؟! من يمسك و من يعطي و يفدي ؟! فمن يطع ومن يرغبو يعصي ""وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) العاملون للدين يضاعف الله أجرهم ، ويسهل الله طريقهم ، ويرفع شانهم ، و يعلي الله ذكرهم " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً "( مريم:41) .. "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " (مريم:54) فتذكرهم الأجيال جيلا بعد جيل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها
العيد في الإسلام فرح الأفراح :
لكن لمن هذه الأفراح ؟!
هل للذين جاءهم موسم الحج فوجدهم يسرقون وينهبون ؟! ،أو يرتشون و يستغلون ؟! هل للذين ينافقون ويكذبون ؟! أو يغشون ويداهنون ؟! هل الذين يظلمون ويستبدون ؟! أو يأكلون أموال اليتامى ظلما ؟! أو يتعدون حدود الله بغيا ؟! أو يرفضون قوانين السماء عنادا وكفرا؟! هل الذين يقضون ليلهم في مشاهدة المسلسلات الهابطة ،والأفلام الخليعة ، هل الذين يقطعون نهارهم في غفلة ساهون ، وفي غيهم سادرون ؟! ثم لا يتوبون ..! كلا ..!! إلا من رحم ربي .!
فليفرح هؤلاء فرحا زائلا ، فرحا زائفا ، فرحا غير مشروع ...!!! لأنه فرح بغير الحق" ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ "(غافر75 )
فرحهم زائف كفرح قارون الملعون " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ "(القصص :76 )
فرحهم مؤقت كفرح هؤلاء "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ "(الأنعام :44 )
فرحهم مكذوب غير صحيح ، ومنقوص غير كامل ، لأنه فقط مرتبط بالدنيا وشهواتها ونزواتها ومتاعها " وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ "(الرعد 26
أما لو تابوا ، واقلعوا ، وندموا ، ولم يصروا علي العودة إلي المعاصي ، وحققوا شروط التوبة ، فان الله يقبلهم ويسامحهم ،ويعفو عنهم ، مهما كانت ذنوبهم عظيمة فالله أعظم ، ومهما كانت سيئاتهم كبيرة فالله اكبر ،ومهما كانت آثامهم كثيرة فعفو الله أكثر" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "(الزمر : 53 )
فرحة العيد لمن ؟!
للذي جعل يديه ممرا لعطاء الله ، راح ينفق بالليل والنهار سرا وعلانية ، بكرة وعشية....!! الذي يهتم بأمر المسلمين ، فيصلح بين المتخاصمين ، ويضع عن كاهل المستضعفين ،ويدعوا للمحاصرين ،للذي كان وقافا عند حدود الله لا يتعداها ، ولا ينساها ، إنما يحفظها ويرعاها .
للذي هو لينا في طاعة الله ، مطواعا لأمر الله ، محبا لرسول الله ، عاملا بمنهج الله ، إذا قرئ عليه القران سمع وأنصت ، وإذا نودي بالإيمان ، أمن ولبي " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا " ( أل عمران 193).
للذي أحسن إلي والديه ، طائعا لهما في غير معصية ، بارا و رحيما بهما
للذي يقرا القران بتدبر وتفكر ، ويصلي بخشوع وخضوع ، ويعمل لدينه بفهم صحيح .
للذي يحافظ علي صلاة الجماعة ، وخاصة صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة و تصغرها الدنيا وما فيها .. (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) صححه الألباني .
‌ ( يفرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضيا ) صحيح ابن خزيمة
هؤلاء فرحوا بطاعة ربهم يؤدون هذه الأعمال لا يملون ولا يكلون ، وهم علي عهدهم ووعدهم وأعمالهم لا ينقطعون ولا يفرطون وإنما علي أعمالهم يستقيمون ...!! لا يعبدون..!! أحجار ولا أشجار وإنما يعبدون رب الأحجار ورب الأشجار ورب كل شيء لذلك هم أصحاب الفرح وملوكه ، يفرحون فرحا محمودا ، يفرحون فرحا مشروعا ، يفرحون بطاعة الله ، يفرحون بفضل الله، و يفرحون برحمة الله "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " (يونس:58 ) ..كما يفرحون ببذلهم أرواحهم في سبيل الله "فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " (ل عمران :170) . عمير بن الحمام الأنصاري ، اخرج ثمرات من قرنه ،شرع يأكلها ،ثم طوح بها يقول :لان أنا حييت حتى أكل ثمراتي هذه ،إنها حياة طويلة وانشد :
ركضا إلي الله بغير زاد إلا التقي وعمل المعاد
والصبر في الله علي الجهاد وكل زاد عرضه للنفاذ
غير التقي والبر والرشاد
وكما يفرحون بلقاء رسول الله :كان بلال رضي الله عنه يقول وهو يجود بنفسه لله : وأفرحتاه غدا القي الأحبة محمدا وصحبه .
فطوبي لشاب نشأ في طاعة لله ،وطوبي لرجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، وطوبي لفتاة أمرت بالحجاب فقالت لبيك يا الله ،وطوبي لامرأة أطاعت زوجها وصامت شهرها وصلت خمسها حبا في الله ،وطوبي لمن أطعم أفواها ،وكسي أجسادا ،ورحم أيتاما ، ووصل أرحاما
جهاد مستمر :
احفظوا الله في فروضه وحدوده وعهوده ، يحفظكم في دينكم وأموالكم وأنفسكم ،كونوا مع الله يكن الله معكم ،في حلكم وترحالكم ، في حركاتكم وسكناتكم ،في يسركم وعسركم ، في قوتكم
وضعفكم ، في غناكم وفقركم ، جاهدوا أنفسكم ، وجاهدوا الخلوف المترددة ، الملتوية المتقلبة ، بالنصيحة ، و بالحكمة والموعظة الحسنة ،ففي ذلك دليل الإيمان:عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل . رواه مسلم
يقول ذو النون : إنما تنال الجنة بأربع ،استقامة ليس فيها زوغان ،وجهاد لا سهو معه ، ومراقبة لله في السر والعلن ، ومحاسبة للنفس قبل آن تحاسب ، والاستعداد للموت بالتأهب له
غدا توفي النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
أيها المسلمون :أعيادنا يوم تحرير الأرض والعرض ، يوم تحرير البلاد والعباد، يوم أن تتحررا لنفوس من الشهوات والملذات ، ويوم أن تتحرر القلوب من الكذب والنفاق ، ويوم أن تتحرر الصدور من الشحناء والبغضاء ، ويوم أن تتحرر الحقوق من قيود الفساد والاستبداد ،فيبذل كل ذي واجب واجبه غير مقصر ، و فيأخذ كل ذي حق حقه لا يزيد .أعيادنا يوم يتحرر المحاصرون ، من الظلم القائم ، والحصار الظالم ،والعداء المتراكم ، من الصديق قبل العدو ، ومن القريب قبل البعيد ،ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالي .أعيادنا يوم أن يتحرر الاقصي المبارك من براثن اليهود ، ومن بطش اليهود، ومن ظلم اليهود وغير اليهود .
أيها المسلمون :انتم مأمورون بالفرحة في هذا اليوم كنتم في طاعة ، وتنتقلون إلي أخري ،افرحوا ولكم الأجر "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " (يونس:58 ) .فاجعلوا هذه الأيام ، أيام العيد فرح لا ترح ، أيام اتفاق لا اختلاف ، أيام سعادة لا شقاء، أيام حب وصفاء ،لا بغضاء ولا شحناء ، تسامحوا وتصافحوا ، توادوا وتحابوا تعاونوا علي البر والتقوى لا علي الإثم والعدوان ، صلوا الأرحام ، وارحموا الأيتام ، تخلقوا بأخلاق الإسلام ، اللهم تقبل من واقبلنا واجعلنا من المقبولين ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، وصلي الله علي محمد وعلي أهله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
خميس النقيب
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.