السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أستاذة أميمة.. أنا زوجة شابة 28 عامًا متزوجة زواج تقليدي منذ 3 أعوام .. وعلى الرغم من أن زوجي شاب وسيم ويعمل مذيع بإحدى القنوات إلا أنني اكتشفت أنه يختلف عنى في كل شيء، فأنا تربيت على النظام والنظافة في كل شيء, في حين هو مهمل جدًا في كل شيء، بالإضافة إلى أنه قذر جدًا ولا يعتني بنظافته الشخصية، في كل شيء بما فيها الأماكن الحساسة التي تستلزم النظافة. فمهما رويت لك سيدتي من أشكال إهماله وقذارته فلن أستطيع أن أصف لكِ مدى هذه القذارة.. فالجميع يراه في صورة جميلة ولا يشتم منه الزملاء غير روائح البرفان المميزة، إلا أنهم لو عاشروه مثلي ورأوا منه ما أرى فلن يطيقوه. فقذارته وصلت لدرجة البصق في أي مكان بالمنزل حتى وقت الطعام بجوار السفرة.. رغم أنه إنسان طيب وكريم إلا أنه في نفس الوقت شخص همجي بمعنى الكلمة، ولم يترب على النظافة والنظام، لدرجة أيضًا أنه لا يتطهر من نجاسته وملابسه الداخلية دائمًا متسخة ورائحتها كريهة جدًا كأنه طفل لا يتحكم في نفسه.. لا يهتم بالاستحمام كثيرًا فرائحة العرق والالتهابات في جسده لا تحركه ليبادر بالاستحمام.. حتى إذا تلوثت يديه من أى شيء مقزز لا يهتم بغسيلها قبل الأكل، ولا يغسل يديه بعد الأكل مهما إن كانت متسخة ورائحتها زفرة وبالتالي كلما أمسك بشيء أصبح متسخًا، ويكتفي بوضع العطور بيديه.. نبهته كثيرًا وأعلمته بضرورة النظافة وما يضايقني ولكن دون جدوى فمن شب على شيء شاب عليه. أصبحت لا أطيق عيشتي معه لدرجة أنني كرهته.. طلبت الطلاق أكثر من مرة وهو يرفض، فكرت أن أخلعه حتى لا أصاب بأمراض نفسية وعضوية بسببه.. وأحمد الله أنني لم أرزق بأطفال منه.. أبي يرفض تمامًا فكرة الطلاق ويقول لي اصبري من وقت زواجنا وأنا لا أتحمل أن أكمل معه أكثر من ذلك.. فهل لي أن أخلعه بدون تدخل أبي؟ أم لابد لي أن يكون معي ولي؟ أم أظل زوجة له وأنا أكرهه وأكره نفسي لهذه الدرجة؟.. ماذا أفعل؟؟؟
(الرد)
أختي.. أقدر تمامًا مدى معاناتك النفسية مع زوجك.. وسيتعجب القارئ لمشكلتك حينما يكتشف أن البشر مظاهر وربما خدعتنا كثيرًا منها، فالجميع يعتقد أن زوجك على حد قولك وسيم وشيك ولكن ما خفي على مشاهديه هو حاله السيئ مع النظافة والنظام.. وربما هناك الكثير مثله من الشخصيات العامة والفنية التي ننخدع فيها، "وأنا أرى أنه ربما كانت عدم نظافته الشخصية أهون بكثير من أن تكون قذارته هذه بالقلب والضمير!".. ولكن حبيبتي تعلمين بالتأكيد أنه لا يوجد الإنسان الكامل فالكمال لله تعالى وحده..وعلى كل زوج وزوجة تقبل بعض العيوب المقبولة في الآخر قدر الإمكان طالما لا تؤثر جذريًا في عصب الحياة الزوجية.. فأتمنى أن تتريثي وتعيدي التفكير مرارًا قبل الإقدام على فكرة الطلاق أو الخلع من زوجك.. فأنتِ تقرين بأنه إنسان طيب وكريم، فحاولي أن تنظري دائمًا لمميزاته مع محاولة وإصرار على تغيير ما به من عيوب، فمهما كان للإنسان عيوب نشأ عليها بسبب خطأ في التربية إلا أنها عيوب مكتسبة يمكن تغييرها حتى لو كان ذلك أمرًا عسيرًا علينا. استخيري الله غاليتي وحاولي أن تعطي لنفسك فرصة مرة أخرى.. وابدئي في ترويضه من جديد كأنه طفلك الذي تربينه.. فربما كانت تربيتك أساسها النظافة الزائدة عن الحد وهو الأمر الذي صدمك بشدة في زوجك المهمل. ولكن إن حاولتِ قدر الإمكان إصلاحه دون جدوى.. وأصبح قرارك هو استحالة العشرة معه والضرر يزداد عليكِ، فلكِ أن تخلعينه إن رفض الطلاق.. وعن أسألتك عن كيفية الخلع.. فنظرًا لعدم تخصصي بالنواحي القانونية.. فقد استعنت بعد الله تعالى للإجابة على هذا الشق القانوني بأحد كبار المتخصصين القانونيين وهو.. الأستاذ ثروت رحومة المحامي بالنقض... حيث أفاد مشكورًا بالآتي: "قضايا الخلع من أسهل قضايا الأسرة، حيث إن المدة التي تتخلل القضية منذ رفعها إلى الحكم فيها تكون نحو 6 أشهر بأقصى حد.. وعلى الزوجة إن أخذت القرار بالانفصال وأبي الزوج أن يقوم بتطليقها.. فمن حقها شرعًا وقانونًا إن كرهت العيش معه أن تقوم برفع دعوى خلع من الزوج، مستشهدًا بحديث الرسول صل الله عليه وسلم " أن امرأة ثابت بن قيس: أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردّين عليه حديقته؟، قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة". وعلى الزوجة قبل أن تتقدم للمحكمة برفع دعوى الخلع أن تسبقه بإنذار عرض مقدم الصداق والتنازل عنه، وعن مؤخر الصداق أيضًا، أما عن ضرورة وحتمية ما إذا كانت لابد وأن توكل الأب عنها فى رفع دوى الخلع.. فأجاب رحومة بأن وصاية والدها انقطعت عنها بعد الزواج.. وعليه فليس من الحتمية أن يقوم والدها كولى برفع دعوى الخلع من زوجها.. وأضاف رحومة أنه لا داعي أيضًا في قضايا الخلع أن تقوم الزوجة بتوكيل محامٍ لرفع القضية.. كما أكد مشكورًا على أنه على أتم استعداد لمساعدتها إن لم تكن تستطيع أن تحسن التصرف في الأمر لعدم الخبرة. ...........................................................................
تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع من جريدة "المصريون" الورقية, لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة, ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بي ثم يرسلها لي عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية, لنشرها في صفحة باب "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة "المصريون" الورقية كل اثنين ملحق "افتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعًا بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394) .