تذكرت المثل الشعبي العبقري الذي يقول " اسم الله ع الجلة من النجاسة !! " وأنا أقرأ ما نشرته الصحف منذ أيام خاصَّا بانقطاع الكهرباء وخلاصته كما في صحيفة الأهرام يوم 15/8/2010 أن الرئيس مبارك كان يسأل وزير الكهرباء عن سبب انقطاع الكهرباء ، وكان الوزير يجيب بأن هناك فترة من اليوم تسمى ( فترة الذروة) هي الساعات الثلاث الأول من الليل ، ولما أعاد الرئيس السؤال أجاب الوزير بأن الناس يسرفون في استخدام أجهزة التكييف !!! وبالتوازي مع هذا اللقاء ، صدر بيان عن وزارة الكهرباء خلاصته أن الوزارة كانت تعلم أن وزارة البترول هي السبب في انقطاع الكهرباء لعجزها عن توفير الغاز ( نظرا للتوسع في تصديره للصهاينة ابتداء من العام 2004)وعدم توفيرها المازوت لتوليد الطاقة اللازمة . ولكن وزارة الكهرباء لدماثة خلقها لم تشأ إحراج وزارة البترول الغلبانة ( مهيضة الجناح ) لأن اللي ييجي ع الولايا ما يكسبش !! قلت في نفسي: " اسم الله ع الجلة من النجاسة !! " ما هذا الأدب الرفيع الذي حل بحكومتنا الذكية النظيفة ؟ وزارة تخاف على ( مشاعر) أختها ، ونحن – الشعب الهمجي الجاهل الجاحد – لا نخاف على مشاعر حكومتنا ؟ ونصرخ ليل نهار : الكهرباء تنقطع – مياه الشرب اختفت – الخضروات تعفنت بمياه الصرف الصحي – القمح تسرطن – الدقيق به حشرات – الرغيف ( انسخط) – فلوس الكادر أوقفوها – القطارات ساءت أحوالها – المدارس الخاصة توحشت في طلباتها – عقود الحكومة للشباب ضاعت – الزبالة تراكمت – الفضائيات ... الفتاوى.. الكرة.. الغناء السوقي .. الجامعات ... الصحافة الحكومية... التزوير... الفساد في دواوين الحكومة .. التجارة في تأشيرات الحج والعمرة... تلوين عيون الهوانم من أموال علاج مرضى الكبد والكلى والسرطان ... ووسط هذه الشكاوي المتواصلة نغفل عن إنجازات الحكومة التى لا تخفى ولا ينكرها إلا حاقد : مثل محاولتها حل مشكلات ( جدو والحضري)، وعقد مدينتي ، ومليار جنيه مسلسلات للترفيه عن الصائمين ، وعشرات من برامج التسلية ( الشديدة العمق !!) وحسبما نشرت الصحف فقد بررت مصادر داخل وزارة الكهرباء عدم إعلانها تقليل كميات الغاز التى يحصلون عليها إلا بعد أن زادت الانقطاعات الكهربائية، قائلة: «إنها رفضت إحراج وزارة البترول أكثر من مرة إلا أن تزايد الانتقادات التى وجهت إلى الوزارة فى الآونة الأخيرة دفعها إلى الإعلان عنها، خاصة أنها لم تتعرض لمثل تلك الانتقادات من قبل " " اسم الله ع الجلة من النجاسة !! " .... !! وقد ظهر في موازنة الدولة المصرية المعلنة لهذا العام أن هناك مبلغا يسيرا هو( 253مليون) مائتان وثلاثة وخمسون مليونا من الجنيهات تم دفعها لاستيراد أطعمة للكلاب والقطط !! وبالتوازي معها كشفت أدلة بحوث وحدات المرور بوزارة الداخلية عن إحصائية جديدة لحوادث المرور ، حيث رصدت في العام الماضي 2009 وقوع 22 ألفا و920 حادثا مروريا ، نتج عنها مقتل 6487 مواطن ، وإصابة 35 ألفا آخرين ، !! وهو رقم يفوق كل ضحايا فلسطينالمحتلة خلال عشرة أعوام تقريبا . إصلاح الطرق سيئة السمعة- وبخاصة خط الصعيد الزراعي - يحتاج إلى مائة وعشرين مليونا فيما قال خبير هندسي ذات مرة في برنامج العاشرة مساء . أي أقل من نصف ما تم إنفاقه على القطط والكلاب في عام واحد . وفي سياقًٍ موازٍ ، أشار التقرير الأخير للمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان إلى أن عام 2008 شهد شكوى واسعة من الافتقاد لمياه الشرب، فيما تزايدت الشكوى من تلوث مياه الشرب في بعض المحافظات تجددت الشكوى من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي فيما تزال خدمات الصرف الصحي تغطي 35% فقط من البلاد ، وأشار وزير التخطيط في الحكومة الذكية الدكتور عثمان محمد عثمان في عام 2007 إلى افتقاد ألف قرية (ربع قري مصر تقريبا ) لمياه الشرب بشكل عام ، فيما أشارت مصادر رسمية إلي أن 19% من سكان البلاد لا تصلهم مياه الشرب وتغطي الخدمات 90% فقط من سكان الحضر و78% فقط من سكان الريف كما تشير إلي أن حصة الفرد من المياه بصفة عامة قد هبطت إلي مستوى 850متراً مكعباً في السنة بما يقل عن خط الفقر المائي الذي يبلغ 1000متر مكعب في السنة ، فيما تبلغ احتياجات الفرد من الماء وفقاً لخطط التنمية 1800متر مكعب من الماء سنويا . وكانت أنواع الشكاوي هي تسرب مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب أو انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة أو انقطاع يومي . ومن أبرز إنجازات الحكومة الذكية النظيفة السماح بالتوسع في إنشاء المسطحات الخضراء المعروفة باسم ملاعب "الجولف"، والتي تلهث حاليًّا شركات الاستثمار العقاري وراء إنشائها في المدن والمنتجعات السياحية الجديدة، ولِمَ لا وأسعار القصور والفيلات المُطلَّة على ملاعب الجولف تتراوح بين 25 و50 مليون جنيه؟! أما ثمن الشقة فيبدأ بخمسة ملايين فقط ..! ويقول خبراء الري إن تكلفة ري ملعب "جولف" واحد تكفي لري حقل قمح كامل، وإن الملعب الواحد للجولف يحتاج إلى 700 ألف متر مكعب من المياه، وهي الكمية التي يمكن أن تغطِّيَ احتياجات 15 ألف نسمة من مياه الشرب على مدار عام كامل ..!! وأوضحت دراسة علمية نشرها الصندوق العالمي للحياة البرية أن ملعب "جولف" واحدًا به 18 حفرة يستهلك سنويًّا 700 ألف متر مكعب من المياه، وهي الكمية التي يمكن أن تغطِّيَ احتياجات 15 ألف نسمة من مياه الشرب على مدار عام كامل . فمتى تفيق الحكومة المصرية الذكية النظيفة من غيبوبتها العميقة؟ [email protected]