في الأول أكتوبر 2013، أوقف مدعي عام محكمة "أمن الدولة" الأردنية 3 ناشطين أردنيين، لحيازتهم ملصقات تحمل شعار "رابعة العدوية"، الذي يرفعه مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في احتجاجاتهم المطالبة بعودته إلى منصبه، بحسب وسائل إعلام أردنية. والتهمة التي وجهت للنشطاء هي "تعكير صفو العلاقة" مع مصر!!. المدهش أن النائب العام الأردني قرر حبسهم 15 يوما، رافضا الإفراج عنهم بكفالة، وكأنهم ارتكبوا جريمة قتل وليس "حرية رأي". النشطاء الثلاثة وأذكرهم بالاسم، وهم همام قفيشة وأيمن البحراوي وضياء الدين الشلبي.. وذكرهم هنا هو من قبيل "التكريم" و"التضامن" أيضا.. فقد نكون مختلفين مع الإخوان، ولكن لا يعني هذا الخلاف، توظيفه سياسيا لقمع المعارضة من غير المحسوبين على الجماعة.. أو التنكيل بالأصوات التي لم يسمح لها ضميرها أن تسكت على استرخاص الدم، كما حدث يوم 14 أغسطس الماضي والأيام التي التالية عليه. النشطاء الأردنيون لم يحملوا سلاحا، ولم يلق القبض عليهم متلبسين بعمل إرهابي، وإنما مجرد رفع شعار "رابعة".. وهي حرية رأي.. وليس جريمة، غير أن السلطات الأردنية، تعاطت معهم على ضوء ما يشاهدونه في مصر من انتهاكات ومطاردات أمنية، تجاوزت "الاعتقالات" لتنال من "الرزق" و"أكل العيش"بالفصل من الوظيفة كما حدث مع د. محمد الجوادي ود. محمود عزت .. أو ملاحقتهم داخل المؤسسات النقابية التي ترخص لمزاولة المهنة، مثل شطب د. محمد البرادعي من جداول نقابة المحامين، بعد نشره "تويتة" اتهم فيها ما وصفهم ب"مصادر سيادية"، بممارسة "الفاشية الممنهجة" ضد المحتجين على القمع في مصر، والداعين إلى التوافق الوطني.. ولحقه أيضا د.أيمن نور، بسبب عدم ارتياحه لما جرى يوم 330 يونيو، ودفاعه عن "حقوق الإنسان". ما يحدث في مصر، ربما يكون بسبب "الخوف" الذي لا يزال عالقا بمستقبل "الشرعية".. لأن في البلد الآن "شرعية قلقة" وحولها انقسام حاد، ويتعاظم يوما بعد يوم.. على النحو الذي يمكن أن نقول أنها أي مصر على "كف عفريت".. بسبب الصراع على الشرعية..وربما يكون هذا الوعي دافعا، لتوتر السلطة واتخاذ القرارات تحت ضغط "الخوف" من أن تتسع جبهة المعارضة، وتتوهج الشوارع والميادين. أعرف أن بلوغ هذه المرحلة قد يكون في مصلحة الجماعة، ليس بسبب أنها ستعود إلى الحكم مجددا، فهذا بات مستحيلا قبل أربعة عقود على الأقل، ولكنه بوصفه "ثأرا" من النخبة التي أطاحت برئيسهم "المنتخب".. ولكنها محطة تثير القلق داخل المنظومة التي شاركت في صنع 3 يوليو..إذ لا توجد والحال كذلك أية ضمانة تكفل لهم "الخروج الأمن" من المشهد بأكمله..ولعل ذلك ما يحمل صانع القرار، على اتخاذ الإجراءات الخشنة والتي تتجاوز كثيرا بحق المعارضة "الخطرة" على مستقبله السياسي. غير أن العالم العربي من حولنا، يتصرف الآن، وفق تطورات الوضع في مصر، إذ تنتقل عدوى الانتهاكات إليه من القاهرة مباشرة.. بوصفها البلد "القائد" لأي تحولات في المنطقة.. ولعل ذلك ما يكشف حجم المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق مصر، إزاء حقوق الإنسان في العالم العربي. فهلا فهم ذلك تجار "شنطة" حقوق الإنسان.. والساكتون على ما يقدم من "قرابين" كل يوم تزلفا لحامل أختام الدولة الجديد؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.