دشن يوم 24/9/2013 نشطاء من التيار المدني، حركة نضالية جديدة، تحت مسمى "ائتلاف طريق الثورة". الحركة أعلنت أنها ضد القوتين المتصارعتين على "الشرعية" الآن: ضد "الإخوان" وضد "العسكر". الائتلاف يتحدث عن ثورة يناير 2011 وحسب، قافزا على حركة 30 يونيو، في إشارة ضمنية، إلى عدم الاعتراف بها. اللافت هنا أن النشطاء المشاركين في الائتلاف الجديد، هم من النوع الثقيل، مثل الروائية والكاتبة أهداف سويف وأحمد ماهر أحد قادة حركة السادس من إبريل والمدون والناشط علاء عبد الفتاح.. وعدد من المنشقين عن جبهة الإنقاذ مثل المتحدث السابق باسمها الصحافي خالد داوود. الكلمات التي ألقيت بمناسبة تدشين الحركة، تشير إلى فكرة "التجاوز" و "القفز" على 30 يونيو.. والقلق من التزييف في المعنى الحقيقي لثورة يناير، بوصفها ثورة ضد انتهاكات الشرطة وقانون الطوارئ والفساد. ولعل هذا المعنى هو الذي أشارت إليه الروائية أهداف سويدان، حين قالت في كلمتها: الدولة الأمنية تحاول العودة محمية بالجيش، وتتخذ الإخوان المسلمين كمسوغ لإغلاق السبل أمام المطالبة بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية". والحال أن ثمة مراجعة لم تعد خجولة، بل تتسع يوما بعد يوم، تحاول فهم وقراءة 30 يونيو، على ضوء سلسلة الإجراءات الرسمية اللاحقة عليها. صحيح أن حركات شبابية شاركت في 25 يناير، لم تبد حماسها لمشاطرة نشطاء 30 يونيو، في صناعة الحدث الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي، بل لم تخف قلقها من مما تردد بشأن "الأصول الأمنية" لقادة "تمرد".. ومع ذلك فإنها في الوقت ذاته أبدت ارتياحها، لإزاحة الإخوان من الحكم، غير أنها استقرت في النهاية إلى قناعة بأن ما حدث كان يستهدف ثورة يناير في الأساس، وأنه إذا كان الإخوان اختطفوا 25 يناير للاستيلاء على الحكم، فإن "الفلول" صنعوا 30 يونيو.. للعودة إليه مرة أخرى. حركة "أئتلاف طريق الثورة".. يبدو أنه ثمرة حراك شعبي سابق، يمكن رصده من خلال، ملاحظة تعدد وتنوع الأنماط الاجتماعية التي تشارك في مظاهرات كل جمعة.. سواء من المحتجين على استرخاص الدم المصري بصفة عامة، أو ضحايا "رابعة" من غير الإخوان، ما عزز من الشروط الموضوعية لتأسيس قوة شعبية متجاوزة الجماعة، وذات فحوى "إنساني" يفوق الانتهازية السياسية التي أديرت بها البلاد في عهد ومرسي من جهة، وفي المرحلة اللاحقة عليه بعد عزله من جهة أخرى. وخلاصة القول هنا إن ثمة تيارا ثالثا، بدأ يتشكل يرفض الفلول والإخوان معا، ويرى أن أنهما الطرفان اللذان أعاقا التحول الديمقراطي، ويبحث عن صيغة محايدة تكون أقرب رحما من ثورة يناير المهددة الآن بالشطب من الذاكرة الوطنية المصرية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.