يوم أمس 16/6/2013، أجرى الرئيس مرسي، تعديلًا على المحافظين، وعين 17 محافظًا جديدًا. تحليل فحوى الأرقام، يقول إن ثمة قسمة تستهدف تعيين 7 محافظين من الإخوان.. مقابل ترضية المؤسسة العسكرية، بتعيين 7 عسكريين في ذات المنصب.. ويبدو أن الجماعة، كانت تعتقد بأن الصعوبات في تمرير الإخوان السبعة، تحتاج ردع الغضب الشعبي المتوقع، من خلال استمالة الجيش، بمقاعد مساوية. والحال أن هذه القسمة، التي شاء الإخوان بها، "مجاملة" الجيش، ربما ترسل رسالة خاطئة إلى الرأي العام.. إذ لا يعرف الناس، ما إذا كانت عملية التوزيع، تمت ب"التراضي" بين الطرفين.. أم بمبادرة إخوانية من طرف واحد.. ما يغري على إعادة إنتاج الكلام في "جلسات النميمة" بشأن المسافة التي تفصل المؤسسة العسكرية عن جميع أطراف اللعبة السياسية في مصر. على أية حال كان تمرير سبع محافظين تنظيميين، يقتضي بحسب الإخوان تمرير سبع محافظين عسكريين.. وهو سلوك يعكس وعيًا لا نعرف حدوده، بشأن رهان الجماعة، وما إذا كان رهانًا على "الجماعة الوطنية" أم على "مؤسسات القوة" في الدولة.. ولاحظ هنا أيضًا ارتفاع رواتب ضباط الشرطة، بشكل غير مسبوق، دون كل العاملين بالدولة، منذ أحداث الاتحادية يومي 4،5 ديسمبر الماضي. غير أن المشكلة الأكبر، ربما تتعلق بمدى حساسية "مكتب الإرشاد" لخطورة مستقبل الجماعة السياسي.. فلا يُعقل أن تقرر أعلى سلطة بالتنظيم، اتخاذ إجراءات تعزز من مشاعر الكراهية للجماعة من جهة، وتمد مظلة الاستفزاز إلى مناطق لم تكن قد مسها حظ منه ضد الحركة من جهة أخرى. ففيما تتجه البلاد نحو ما يشبه زلزال 25 يناير، لإزاحة الجماعة من الحكم، وفي حين لا يفصلنا عن يوم "الكارت الأحمر" إلا أقل من أسبوعين، يقرر الإخوان استفزاز الرأي العام، بإجراء المزيد من عمليات "الأخونة".. بتعيين 7 محافظين في أعناقهم بيعة لفضيلة المرشد العام. ولا أدري من هذا "العبقري" الذي اقترح على الجماعة، أن تدوس على رؤوس الناس، ولا تعبأ بالحرائق من حولها ولا بالحريق الأكبر.. ولا ب"يوم القيامة" السياسي، والذي ظهرت علاماته الصغرى والكبرى.. ولم تعد أمام الحركة فرصة ل"التوبة.. حال جفت الأقلام وطويت الصحف يوم 30 يونيه الحالي. الرئيس مرسي، اتخذ يوم أمس الأول قرارًا 15/6/2013 كان منتظرًا بقطع علاقات مصر، مع النظام الدموي الطائفي في دمشق.. وهو القرار الذي ربما أثلج الصدور الغاضبة، وأذهب غيظ قلوب المصريين.. وربما هز ثقة المعارضة، في قدرتها على إيذائه نهاية الشهر الجاري.. غير أن "الفرحة ما تمت".. وألقى الإخوان على "تورتة" سوريا التراب.. وعاد الغضب الشعبي سيرته الأولى. فمن ذا الذي يسيء للإخوان: الجماعة؟ أم المعارضة؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.