وجهت جماعة الإخوان المسلمين رسالة إلى شبابها فجر اليوم خوفاً من إنجرار بعضهم إلى أعمال عنف ، نتيجة ما يتعرضون له من قوى "الإنقلاب" على حد قولهم ، وذكروهم بالادلة الشرعية والواقعية لاهمية السمية وعدم الإنجرار للعنف او التورط في القتل ولك لحرمته شرعاً، كما أنه يحقق غرض الإنقلابيون في تصوير المعارضين لهم على أنهم ارهابين وتسويق ذلك دولياً لتبرير جرائمهم، كما أستشهدوا بالامثلة على مدى فاعلية المقاومة السلمية، بالاضافة الى إستعانتهم بأحد القصص من الموروث الشعبي في الصين. وقالت الرسالة، التي حصلت المصريون على نسخة منها، في الجانب الشرعي" الدماء في المجتمع المسلم لها حرمة عظيمة جدا لا يجوز الاعتداء عليها بأي حال أيا كان دين الشخص، وليس للأفراد ولا للجماعات أو الهيئات في الدولة والمجتمع المسلم أن تنصب نفسها قضاة يحكمون على هذا أو ذاك بالقتل، وحتى لو عُرف شخص بذاته أنه قتل المعتصمين فلا يصح لأحد من الناس قتله، بل يجب رفعه للقضاء، فإذا أثبت القضاء إدانته وقضى بإعدامه بعد تحقيق سليم قامت الجهات التنفيذية في الدولة بالتنفيذ، مستعنين بالاحاديث النبوية التي تؤكد على ذلك ومنها " إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومِكم هذا في بلدِكم هذا في شهرِكم هذا، وستَلْقَوْن ربَّكم فيسألكم عن أعمالكم، فلا ترجعوا بعدي كفاراً أو ضُلَّالاً يضرب يعضكم رقاب بعض، ألَا لِيُبَلِّغ الشاهدُ الغائب"، مضيفه "أن الوقوع في هذه الجريمة المنكرة سيفضي لا محالة إلى الوقوع في فتنة عظيمة، تُغْرِق الناسَ في دائرة القتل المتبادل بغير حق، وكل ما أدَّى إلى فسادٍ ومحرَّمٍ فهو محرَّمٌ"، وتوجهوا بالحديث الى الشباب قائلين : فكن أيها الأخ الثائر الحر الكريم والأخت الثائرة الحرة الكريم كخير ابني آدم، وكنْ عبدَ الله المقتول ولا تكن عبدَ الله القاتل. وفيما يتعلق بالناحية الواقعية فاشاروا الى أن اي نظام لا يستطيع أن يحكم الا من خلال التوافق ورضى الشعب او من خلال العنف وقهر الشعب وهو ما يمارسه "الإنقلابين" على حد وصفهم ، مضيفين أنهم يحتاجون لتبرير ذلك العنف تصوير أنهم يواجهون مجموعة من الارهابين وأن التخلي عن السلمية والإنجرار للعنف يحقق غرضهم ويوفر لهم المبررات لما يقومون به، وتابعوا "قد يقول قائل: إن هذه السلطة الدكتاتورية تفعل ذلك أصلا مع الحركة السلمية، وتختلق وقائع العنف وتمارس تزييف الوعي من خلال الإعلام. وهذا صحيح، ولكن العالم كله يدرك هذا البهتان، ولا يمكنه الاستمرار في تأييدهم، ومع الجهد الضخم جدا الذي يبذله الانقلابيون لتسويق انقلابهم فإن أكثر دول العالم لا تستجيب لهذه المحاولات الفاشلة، لما يرونه من سلمية الثورة المصرية في مواجهة العنف الانقلابي، مشيرين الى فائدة السلمية فيكسسب تعاطف الجنودوالضباط الين يعلمون كل يوم كذب قاداتهم. وأكدوا على أن تجارب الامم القديمة والحديثة تثبت أن المقاومة السلمية للانقلابات والاستبداد هي الأنجح والأسرع والأقل كلفة بشرية، وهي التي تنتج تحولا ديمقراطيا حقيقيا، وليس ما جرى في دول أوربا الشرقية عنا ببعيد، بل هذا ما أثبتته ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة. كما استشهدوا باسطورة صينية تؤكدعلى ذلك ،(سيد القرود) التي يرويها جين شارب في كتابه (من الديكتاتورية إلى الديمقراطية) وهي أسطورة صينية قديمة من القرن الرابع عشر للمؤلف ليو جي، تحكي عن رجل عجوز كان يعيش في ولاية تشو الإقطاعية، وكان أهالي تشو يسمونه جو غونج أي سيد القرود. وقد استطاع هذا الرجل البقاء على قيد الحياة من خلال احتفاظه بقرود لخدمته، فقد كان يجمع القردة كل صباح ثم يأمر كبيرهم أن يقودهم لجمع الفاكهة من الأشجار وتقديم عُشرها إليه، وكان يعاقب كلَّ قرد لا يلتزم بذلك، يجلده دون رحمة، وكانت معاناة القرود عظيمة، ولكنها لم تجرؤ على الشكوى! حتى كان صعود قرد شاب من بين هذه القرود خاطبهم متسائلا: هل زرع هذا العجوز جميع أشجار الغابة؟ ألا نستطيع أن نأخذ الفاكهة منها دون استئذانه؟ فأجابوه: نعم نستطيع. فأجابهم: لماذا إذا نعتمد على الرجل العجوز ولماذا علينا أن نخدمه؟ يعقب شارب قائلا: فهمت القردة جميعا ما كان يرنو إليه القرد الصغير، حتى قبل أن ينهي جملته، وفي نفس الليلة وعند ذهاب الرجل الهرم إلى فراش النوم، وغط في سبات عميق، مزقت القردة قضبان أقفاصها، واستولت على فاكهة العجوز المخزنة، وأخذتها إلى الغابة ولم تعد إليه أبدا، وتركته حتى مات جوعا! وأختتموا رسالتهم بالتاكيد على ضرورة بذل المزيدمن الجهد في الإطار السلمي ، والإنفتاح على الشعب ونشر الوعي وعدم الإنجرار الى العنف.