تكريم رئيس هيئة النيابة الإدارية خلال احتفالية كلية الحقوق جامعة القاهرة    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    اختيار رئيس جهاز حماية المنافسة لعضوية المجلس المُسير لشبكة المنافسة الدولية    تذبذب أسعار الذهب في منتصف تعاملات الخميس 8 مايو    جيش الاحتلال يواجه صعوبات في إخلاء جنوده من منطقة الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية    والا: اتفاق محتمل لتولي صندوق إغاثة غزة مهمة إدخال وتوزيع المساعدات بعيدا عن حماس    حرب الإبادة    ياسر إدريس رئيسا لبعثة مصر في دورة التضامن الإسلامي بالسعودية    أعمال شغب واعتقال 44 شخصاً خلال احتفالات جماهير باريس سان جيرمان بتأهله لنهائي دوري الأبطال    تشكيل مباراة أفريقيا الوسطى وغانا في أمم أفريقيا للشباب    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    مصرع شخص دهسته سيارة محملة بأسطوانات البوتاجاز بقنا    «رسالة حاسمة قبل دقيقة من وفاتها».. النيابة تكشف تحقيقات واقعة طالبة الزقازيق    النجم العالمى مينا مسعود يزور مدينة الإنتاج الإعلامى ويشيد بإمكانياتها    في عيد الوالدين، قافلة الثقافة الكورية تزور مكتبة مصر العامة ببورسعيد    الجونة السينمائي يعلن عن برنامج مميز بالجناح المصري في مهرجان كان    مدبولي: «أورام طنطا الجديد» يسهم بشكل كبير في تحسين نسب الشفاء    تاج الدين: الربو أحد أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية شيوعا.. ويتسبب في 450 ألف حالة وفاة سنويا    الحكومة: أسعار جلسات الغسيل الكلوى ثابتة دون زيادة وتقدم مجانًا للمرضى    لدخول السوق الرئيسي.. بدء اكتتاب زيادة رأسمال بريمير هيلثكير في البورصة    وزير الاتصالات: إتاحة 180 خدمة حكومية عبر منصة مصر الرقمية    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    «لو صاحبك من الأبراج دي أوعى تحكيله سرك».. أبراج لا تعرف كتم الاسرار    اختتام فعاليات مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالقاهرة    قنا تستعد لجذب المستثمرين بطرح مشروعات سياحية وخدمية وترفيهية قريبًا    موعد بداية ذي الحجة 1446.. متى تحل وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر؟    بيتر ميمي يروج ل"المشروع X" ويعلق: "مختلف جدًا"    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    رفع درجة الاستعداد بمدارس البحيرة استعدادا لاستقبال امتحانات الفصل الدراسي الثاني    أزعجتهم خلال علاقة محرمة.. سيدة وعشيقها يقتلان رضيعة في الهرم    الفنان محمد عبد السيد يعلن وفاة والده    تصاعد دخان أسود من الفاتيكان في اليوم الثاني لمجمع الكرادلة المغلق |فيديو    كرة يد - الاتحاد يكرم باستور علي هامش مواجهة مصر الودية ضد البرازيل    الهلال السعودي يرصد 160 مليون يورو لضم ثنائي ليفربول    الكرملين: الحوار بين روسيا والولايات المتحدة مستمر    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    محافظ الفيوم يتابع أنشطة فرع الثقافة في أبريل    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    بغرض السرقة.. الإعدام شنقًا للمتهمين بقتل شاب في قنا    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    وزير قطاع الأعمال يبحث مع سفير إندونيسيا فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    أشرف عبدالباقي: يجب تقديم بدائل درامية لجذب الجمهور دون التنازل عن القيم أو الرسالة (صور)    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    مراكب وورد ومسيرات طلابية في احتفالات العيد القومي لمحافظة دمياط    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    أسقف المنيا للخارجية الأمريكية: الرئيس السيسي يرعى حرية العبادة (صور)    وزير الصحة يستقبل نقيب التمريض لبحث تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب بهيش داخل أرض فضاء بالصف.. صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    الكرملين: محادثات بوتين وشي جين بينج في موسكو ستكون مطولة ومتعددة الصيغ    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" للكاتب جين شارب

قال الكاتب الأمريكي جين شارب، إن استخدام المواجهة العنيفة يعني استخدام أسلوب يتميز فيه الطغاة دائما بالتوفق بما تملكه، وحتى لو نجحت فإنها تأتي بدكتاتورية جديدة محل الديكتاتورية القائمة .
وأضاف شارب في كتابه "من الديكتاورية إلى الديكقراطية" إن الرهان على انقلاب عسكري على الديكتاتوري أو على الانقلاب القائم رهان خاسر، وربما كان الانقلاب الجديد أكثر دموية وطغيانا من الدكتاتورية أو الانقلاب الحالي، فهو ليس إلا استبدال طاغية بطاغية .
وأكد أن الانتخابات والاستفتاءات التي يقوم بها الطغاة إجراءات شكلية لتجميل صورة الدكتاتورية، ولو حدث أن جاءت بنتائج على خلاف هوى الطغاة فإنهم يتجاهلون أو ينقلبون عليها بأي حجة .
وشدد على أن الاعتماد على الخارج أو الآخر لإسقاط الدكتاتورية له انعكاساته الخطرة، لأن الخارج يبحث عن مصالحه أولا، وقد تبيع الشعوب من أجل ذلك، بل قد تتدخل لحماية النظام الديكتاتوري الذي يملك الثورة والقوة، وغاية ما يمكن الاستفادة منه في ذلك ممارسة بعض الضغوط الاقتصادية أو الدبلوماسية أو الطرد من المؤسسات الدولية ونحو ذلك مما لا يعود بالفائدة إلا في ظل حركة مقاومة داخلية قوية (عليكم الاعتماد على عزيمتكم .. ساعدوا أنفسكم بتوحدكم .. امنحوا ضعفاءكم القوة .. توحدوا ونظموا صفوفكم لكي تنتصروا) .
ولمزيد من التوضيح نعرض أهم ما جاء في هذا الكتاب:
أولا: المهام المطلوبة وفق رؤية الكاتب:
- تعزيز تصميم الشعب وعزيمته وثقته بنفسه وبمهاراته وقدرته على المقاومة .
- إيجاد وتعزيز جماعات ومؤسسات اجتماعية مستقلة للشعب المضطهد .
- خلق قوة مقاومة داخلية قوية .
- وضع خطة تحرر استراتيجية حكيمة وكبيرة، وتنفيذها بمهارة .
المفاوضات .. المزايا .. والمخاطر
تكون المفاوضات مناسبة في النزاعات الصغيرة كرفع الأجور لإنهاء الإضراب، ولكن في قضايا التحرر أو التطور المستقبلي أو حيث يتعلق الأمر ببقاء نظام دكتاتوري غاشم، فالمفاوضات مخاطرة، لأن الدكتاتوريين لا يقبلون مطلقا وجود معارضة قوية لهم، ولدى شعورهم بالأمان يرفضون التفاوض معها، أو يعملون على إخفاء رموزها من الوجود، وإذا تقدم الديكتاتوريين بعروض للتفاوض فهي من باب الخداع، وجر المعارضة نحو الاستسلام، وإذا أحسوا بضعفهم وقوة المعارضة فإنهم يعرضون التفاوض لإنقاد أكبر جزء من السيطرة والثورة التي لا زالت بين أيديهم، ولذلك يجب عدم الاستسلام لعروضهم إلا عندما يضعفون ويكون همهم البحث عن مخرج آمن لأنفسهم بعد انهيار قوتهم ومؤسساتهم، فضلا عن أن المفاوضات تعطي شرعية للانقلاب والدكتاتورية .
الوصول إلى تسوية عبر التفاوض ينبني على أوضاع القوة على الأرض لدى كل طرف، وليس على عدالة القضية المطروحة للتفاوض، والسؤال الذين يجب أن يطرح لدى التفاوض: هل ستصبح الحياة أفضل أم أسوأ مما سيكون عليه الأمر لو استمرت الحركة النضالية؟ وما الضمانات التي ستلزم الدكتاتوريين بما يتم الاتفاق عليه ؟
إذا توقفت المقاومة من أجل التخلص من المؤقت من القمع والاضطهاد فسينتهي المطاف بالمقاومين إلى الشعور بخيبة الأمل، لأنه لدى زوال الضغوط الداخلية والدولية عن الطغاة فإنهم يندفعون لممارسة قمع أكثر وعنف أشد، (لابد من بقاء التوازن بين قوة المقاومة الشعبية وبين قوة القمع الديكتاتوري الهمجي، فالدكتاتور يمتلك القوة ليضرب فقط حيث تنقصنا القوة للمقاومة)
الخلاصة : المقاومة وليس المفاوضات هى الأكثر تأثيرا في التغيير وإزالة الديكتاتورية، على أن تكون مقاومة سلمية غير عنيفة، والتاريخ يؤكد أن الأنظمة الديكتاتورية لا تستمر طويلا، خصوصا مع فقدها للشرعية، وإصرار قوى المقاومة على عدم الاعتراف بشرعيتها .
أسطورة "سيد القرود" الصنينة تعني : "يحكم بعض الرجال شعوبهم باتباع الخداع لا المبادئ الأخلاقية، وفي اللحظة التي يدرك الناس أمرهم ينتهي مفعول خداعهم"
مصادرة القوة السياسية هي :
- السلطة : حين يؤمن الناس بشرعية النظام وبأن طاعته واجب أخلاقي .
- الموارد البشرية : الأشخاص والجماعات التي تطيع أو تتعاون أو تقدم العون للحكام .
- المهارات والمعرفة التي يحتاجها النظام لأداء أعمال محددة ويوفرها الأشخاص والجماعات المتعانون .
- العوامل غير الملموسة : النفسية والفكرية التي تحث الناس على طاعة ومساعدة الحكام .
- المصادر المالية، ومدى تحكم الحكام فيها وفي النظام الاقتصادي ووسائل الاتصال والمواصلات .
- العقوبات : التي يطبقها النظام أو يهدد بتطبيقها في حالة عدم التعاون معه أو عصيانه وعدم الخضوع له .
كلما حصل تعاون من الشعب أكثر للنظام ومساندة له استعت قوته وقوة حكومته، وكلما تقلص هذا التعاون ضعفت مصادر القوة وضعفت الحكومة وتحلل النظام، ولذلك فالدكتاتوريون لا يكفون عن تهديد ومعاقبة كل من لا يطيعهم ويتعاون معهم، وربما أدت وحشيتهم في ذلك إلى ازيداد النفرة من الخضوع لهم والتعاون معهم .
كلما أمكن التشديد على مصادر القوة أو قطعها برغم القمع كلما أدى ذلك إلى اضطراب وإرباك يضعف النظام، ويؤدي إلى شلله وعجزه، ومع الاستمرار في ذلك يؤدى إلى تفكيكه .
فائض القوة لدى الديكتاتوريين لا يكون له معنى إذا أمكن مواجهتهم بوسائل لا تتطلب منهم استخدام تلك القوة، وكثرة استخدام هذه القوة بدون مبرر يجعلها ضعيفة، وكلما زادت قسوة الديكتاتور كلما ضعف نظام حكمه .
أهم العوامل التي تحدد درجة السيطرة أو عدم السيطرة على قوة الحكومة هي :
1- أن الرغبة النسبية للعوام في فرض حدود على قوة الحكومة .
2- القدرة النسبية للمنظمات والمؤسسات المستقلة في عمل حجب جماعي لمصادر القوة .
3- إمكانية المواطنين على عدم التعاون والمساندة للحكومة .
مراكز القوة المجتمعية المهمة : المؤسسات المستقلة، العائلات، المنظمات الاجتماعية، المنظمات الدينية، المؤسسات الثقافية، الأندية الرياضية، النقابات، اتحادات الطلاب، الاتحادات العمالية، الأحزاب السياسية، منظمات حقوق الإنسان، التجمعات الأدبية، وغير ذلك من التجمعات التي تعمل على توفير حماية لمنتسبيها والتأثير في الرأي العام ومقاومة التعدي الحكومي على المجتمع، وكلما أمكننا تقوية هذه التجمعات وتوجيهها إلى الاستقلال عن الحكومة الديكتاتورية كلما تعاظم دورها في إنشاء المجتمع الحر القادر على المقاومة السلمية للديكتاتورية .
-----
نقاط الضعف في الديكتاتوريات :
تحديدها مهم للغاية – قصة كعب أخيل (الأسطورة الإغريقية) ومعرفتها لتسهيل هزيمة الديكتاتورية بأقل كلفة :
- أهم نقاط ضعف الديكتاتورية :
1) إمكانية تحديد أو سحب التعاون الشعبي من عامة الناس أو المجموعات والمؤسسات للسلطة الديكتاتورية .
2) إمكانية تحول أعمال النظام الديكتاتوري إلى روتين غير قادر على التكيف مع الأوضاع .
3) الاختيار السئ للأشخاص الذين توزع عليهم المسئوليات والمهام .
4) إمكانية حجب المعلومات الصحيحة عن الحكام الديكتاتوريين من قبل الموظفين العموميين بسبب خوفهم من بطشهم مما يؤدي لاتخاذ قرارات خاطئة .
5) عدم وجود أيديولوجية واضحة للنظام الديكتاتوري مقبولة من الشعب أو تآكل كل هذه الأيديولوجية .
6) تصلب الديكتاتوريين وإغفالهم لكثير من الأوضاع الواقعية .
7) كثرة القوانين والإجراءات التي تؤدى إلى تدهور فعاليتها وكثرة أخطائها .
النزاعات الداخلية والتشاحن بين أفراد ومؤسسات النظامن الديكتاتوري .
9) قلق الطلاب والمفكرين من القيود العقائدية والفكرية ومن الاضطهاد .
10) تزايد حالات الشك والعدوانية لدى أفراد المجتمع تجاه النظام الحاكم .
11) توجه بعض الأفراد والمؤسسات إلى العمل لتحقيق أهدافها الخاصة حتى لو كانت تضر بالحكم الدكتاتوري (كبعض رجال الجيش والشرطة) .
12) تآكل أدوات القوة المركزية حين تضطر إلى اللامركزية في السيطرة واتخاذ القرار لتجنب بعض المشاكل .
13) من أهم نقاط ضعفها الحالية : أنها لم تترسخ بعد وتحتاج إلى وقت لتصبح راسخة التأسيس .
الاستفادة من نقاط الضعف هذه يساعد على تفكيك النظام الديكتاتوري بسرعة وبكلفة أقل من مواجهته في نقاط قوته .
مميزات المقاومة السلمية واللاعنيفة للدكتاتورية :
- المواجهة العنيفة تعني القبول بالظروف والشروط التس حددتها الدكتاتورية وتملك أسباب التفوق الكبير جدا فيها وهى بالتالي من تحدد النتيجة .
- المواجهة السلمية تصعب على النظام الديكتاتوري مواجهتها، وتساعد على فصل بعض مصادر قوته عنه .
- المواجهة السلمية يمكن توزيعها على مجال واسع، ويمكن تركيزها في هدف محدد حسب الحالة .
- المواجهة السلمية تؤدي إلى وقوع الحكام الديكتاتوريين بأعمال وأحكام خاطئة .
- المواجهة السلمية تساعد على الانتفاع من المواطنين جميعا في النضال .
- المواجهة السلمية تساعد على توزيع القوة المؤثرة في المجتمع .
- المواجهة السلمية تستخدم أساليب أكثر تنويعا، نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا للمواطنين وللمؤسسات وتساعد على قطع بعض مصادر القوة عن النظام الديكتاتوري .
- المواجهة السلمية تعني تطبيق وسائل أسهل لإنكار شرعية الحكم الديكتاتوري : كعدم التفاوض معه، وإعاقته، والمماطلة بهدوء وسرية، وممارسة العصيان، إضافة إلى المظاهرات الجماهيرية المنحدية، والإضرابات العامة .
- المواجهة السلمية تساعد على نحديد الوسيلة الأنسب في كل مرحلة لمواجهة الديكتاتوريين والأشكال التي تساعد على حسن استخدام هذه الوسيلة، طالضغط الاقتصادي من خلال المقاطعات والاضرابات العامة أو الجزئية أو التباطؤ في أداء العمل، أو عدم تعاون الخبراء في المجالات المختلفة، أو الاضرابات في بعض المرافق الحيوية، ونحو ذلك من الأساليب المتاشبهة مع النشاطات العادية للناس، مما يجعل المشاركة في النضال للتحرر أكثر سهولة للكثير من الناس .
- المواجهة السلمية تؤدي إلى التنازع في صفوف الدكتاتوريين، وإلى حصول دعم كبير من عامة الناس للمقاومين، وفي هذه الحالة إذا استخدم الدكتاتوريين العنف إزاد تعاطف الناس والأطراف المختلفة مع المقاومة السلمية .
- المواجهة السلمية تجمع ما بين السرية والعلنية، فالأصل فيها العلنية التي تؤدي إلى خلق صورة مقتضاها أن حركة المقاومة قوية، لكن بعض الأعمال بالطبع تحتاج لسرية كتحرير وطباعة المنشورات وجمع معلومات عن الحكام الديكتاتوريين وأنشطتهم .
- المواجهة السلمية فيها مجال واسع للمرونة وتغيير الوسائل والتكتيكات .
- يلزم للمواجهة السلمية أمران مهمان : نزع الخوف من الحكومة الديكتاتورية من نفوس الشعب والمقاومية، والحفاظ على السلمية وعدم العنف أو الانجرار إليه مهما كان حجم الاستفزاز .
آليات التغيير في المقاومة السلمية :
1- الأقل ترجيحا : أن تتأثر مساعر مجمعة من الديكتاتوريين أو يحصل لهم اقتناع بعدالة قضية المقاومين، ويرثر فيها الاضطهاد الظالم، فيتحولون إلى مؤيدين للمقاومة ويعملون على إسقاط الحكام الديكتاتوريين .
2- التأقلم بين المقاومة والديكتاتوريين من خلال تسوية بين الطرفين يحقق كل منهما من خلالها بعض أهدافه، وهذا لا يؤدي غالبا لإسقاط الحكم الديكتاتوري .
3- الإجبال بالسلمية واللاعنف على تغيير موازين القوى وتغيير الأوضاع الاجتماعية ونزع قدرة الحكومة الديكتاتورية على التحكم في العمليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن ثم يفقد جيشه إمكانية الاعتماد عليه فيبدأ في رفض الأمر بقمع المقاومين، وتضعف قدرة الديكتاتور على العمل الفعال، وربما تنهار هيكلتها وتحصل حالة العصيان بين الجنود، وينتقل الشعب من قيادته، وتصبح الظروف مواتية لنضوج الآلية الرابعة وهي التفكك والتناثر إلى أجزاء صغيرة، والاستسلام .
الآثار المتوقعة لاستخدام المواجهة السلمية غير العنيفة :
- تحويل المجتمع السياسي إلى ديمقراطي .
- تنزع من الفئة الحاكمة الديكتاتورية أي وسيلة اضطهاد يمكن استخدامها ضد الشعب لبقاء الديكتاتورية .
- تعطي الشعب وسائل يستطيع استخدامها للحصول على حرياتهم ضد أي دكتاتور في المستقبل .
- يصبح المواطنون أكثر ثقة بأنفسهم في تحدي أي نظام حاكم وتحدي قدرته على فرض أساليب اضطهاد عنيفة .
-----
التخطيط الاستراتيجي
مصطلحات التخطيط :
- الاستراتيجية الرئيسية : قيام مجموعة ما بتنسيق وتوجيه واستخدام جميع المصادر الملائمة والمتوفرة (الاقتصادية والبشرية والأخلاقية والسياسية والتنظيمية) من أجل تحقيق أهدافها خلال النزاع، فتقوم بالتعرف إلى الضغوط والتأثيرات التي تستخدم ضد الخصم، وتتخذ القرارات الأكثر ملاءمة في التوقيتات المناسبة، وتوزع المهام العامة على مجموعة محددة .
- الاستراتيجية : تحديد أفضل طريقة لتحقيق أهداف معينة أثنار الصراع، فتعني باختيار طريقة وزمن وكيفية النضال، وكيفية تحقيق أفضل فعالية لإنجاز الأهداف، كما تعني ببذل الجهد لتطوير وضع استرتيجي للمقاومة السلمية يدرك معه الخصم أن الصراع المفتوح سيجلب الهزيمة المؤكدة فيضطر إلى عدم خوص هذا النضال المفتوح، ويتم ذلك بتوزيع ماهر لمجموعات العمل والمعرفة الجيدة الواضحة بالأهداف وكيفية قياس فعالية الجهود المبذولة لتحقيقها .
- التكتيك : تحديد طرق العمل واستخدام القوى المتاحة على أفضل وجه حسب الظروف، بما يعزز الحصول على الأهداف الاستراتيجية، وهذا يحتاج مهارة في تقييم الوضع واختيار أفضل الطرق الملائمة له .
- الأسئلة التي يجيب عنها من يضع الخطة ؟
ما هى العوائق الرئيسية لتحقيق الحرية ؟ وما هي العوامل الأساسية التي تسهل تحقيق الحرية؟
ما هي نقاط القوة الرئيسية، وما هي نقاط الضعف لنظام الحكم الديكتاتوري ؟
إلى أي درجة تكون مصادر قوة النظام الديكتاتوري عرضة للتأثير ؟
ما هي نقاط القوة التي تتمته بها القوى الديمقراطية والمواطنون بشكل عام ؟ وما هي نقاط ضعفها وكيف يمكن معالجتها ؟
ما موقف الأطراف الأخرى التي لها دور غير مباشر في الصراع لكنها تساعد النظام الديكتاتوري أو تساعد القوى الديمقراطية ؟
- المساعدة الخارجية : هي مجرد تتمة لما يحقق النضال الداخلي، وتكون قائمة على أسس إنسانية وأخلاقية ويمكن تفعيلها للحصول على عقوبات دبلوماسية وسياسية واقتصادية تفرضها الحكومة والمؤسسات والمنظمات الدولية على الدكتاتوريين، وإذا أمكن تكويل المساعدات الدولية للقوى الديمقراطية .
- الأسئلة المطلوب إجابتها لوضع استرتيجية رئيسية ناجحة :
ما هي أفضل طريقة لمتابعة النضال طويل الأمد ؟
كيف يستطيع الشعب المضطهد أن يحشد الثقة الكافية بالنفس لكي يتحدى الحكم الديكتاتوري؟
كيف يمكن زيادة قدرة المواطنين على التحدي وعدم التعاون مع مرور الوقت ؟
هل هناك مؤسسات مستقلة يمكن استخدامها في النضال التحرري ؟
ما هي المؤسسات التي يمكن استعادتها من سيطرة الديكتاتوريين، أو التي يمكن إنشاؤها حتاى في ظل الديكتاتوريين ؟
كيف نستطيع تطوير القدرة التظيمية للمقاومة ؟ كيف يمكن تدريب المشاركين ؟ ما هي المصادر المالية والمعدات اللازمة أثناء الصراع ؟ ما نوع الرمزية المؤثرة في حشد الشعب ؟ ما أنواع العمل التي تزيد في إضعاف مصادر قوة الحكم الديكتاتوري وقطعها، ومتى تستخدم ؟ كيف يستطيع الشعب أن يستمر في الإصرار على التحدي مع الحفاظ على السلمية وعدم العنف ؟
مع العلم بأن كل نظام حكم ديكتاتوري له خصائصه الفردية، وكل شعب له قدراته الخاصة، وكل ثورة لها ظروفها الخاصة، وليس الأوضاع متشابهة في كل شئ، وما يصلح في مكان معين ووقت معين قد لا يصلح في مكان أو وقت آخر، ويجب تغيير الاستراتيجية إذا تبين فشلها أو تغيرت الظروف بشكل جذري .
معرفة الناس المشاركين بخطة العمل : الأعداد للاستراتيجية الكبيرة (مثل : التزام السلمية، والتدرج في الفعاليات ....) مما يرفع روحهم المعنوية ويدفعهم للتصرف كما ينبغي .
كما أن معرفة معسكر الدكيتاتورية بهذه المحددات ربما يقلل من حدة ردهم عليها، وربما يسهم في خلق نزاع داخل هذا المعسكر نفسه .
- علينا أن نتذكر أن تحقيق الأهداف الرئيسية يأتي كنتيجة لتنفيذ خطوات صغيرة بشكل سليم .
- علينا تحديد نوعية الهيكلية القيادية، ونوعية نظام الإعلام القادرة على البدء بالمقاومة، وسبل الإعلام المتاحة أثنار النضال لتقديم الإرشاد المستمر للمقاومين وللشعب .
- علينا أن نهتم بنشر أخبار المقاومة مع الالتزام بالحقائق دون مبالغة حتى لا تضعف مصداقية المقاومة .
- علينا أن نهتم بإدارة بعض الخطط من قبل أشخاص مرتبطين بشكل غير مباشر بنشاطات المقاومة .
- علينا تحديد نوعية المساعدة الخارجية المرغوب بها، دون الاعتماد على عوامل خارجية غير مضمونة، وعلينا اختيار أكثر المجموعات الخارجية ملاءمة للمساعدة (المنظمات الأهلية الحقوقية، الحركات الاجتماعية ...)
- علينا أن ننشر أفكار عدم التعاون مع الحكم الديكتاتوري في الشعب بكل صور النسر مهما كانت محاولات المنع، ومراعاة الوعي بما يمكن أن يستخدمه الديكتاتوريون من تعليمات زائفة يحاولون ترويجها باسم المقاومة للإضرار بها .
القمع وطرق مواجهته :
- يمكن عند التخطيط استخدام تكتيكات تقلل أو تمنع ممارسات القمع من أعمال اللاتعاون التي قد تكون أكثر تأثيرا من المظاهرات الكبرى التي تتعرض للخطر .
- يجب أن يراعي أن الديكتاتوريين يمكن أن يدسوا عناصرهم لحث المتظاهرين على استخدام العنف ليكون ذلك ذريعة لاستخدام العنف ضدهم .
- يجب ألا ننشغل بالتحركات الصغيرة التي يقوم بها الديكتاتوريون لصرفنا عن الاستراتيجيات الرئيسية فتركيزنا يجب أن يكون على النشاطات الهامة، ولا يصلح للعواطف اللحظية أن تأخذنا إلى رد فعل على ممارسات ديكتاتورية تستفزنا بعيدا عن نضالنا السلمي واستراتيجيتنا الرئيسية .
- علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مسألة كيفية اختلاف الحملات في بداية، ومنتصف، وعند اقتراب نهاية النضال، فلكل مرحلة ما يناسبها .
- علينا التركيز في تحديد من يتحمل عبء كل حملة، فالطلاب هم من ينفذ إضرابات احتجاجا على قضايا تعليمية، والقادمة الدينيون هم من يقومون بالاحتجاج على قضايا الحريات الدينية، وعمال السكة الحديد هم من يقوم بالتدقيق الشديد في إجراءات السلامة مما يترتب عليه إبطاء حركة القطارات، وهكذا حسب نوع القضية .
استهداف قوة الديكتاور :
- عن طريق الكشف عن ممارساته الهمجية، وعن الكوارث الناتجة عن سياساته الاقتصادية.
- عن طريق حث أنصار الدكتاتوريين على أن يكونوا محايدين، أو يفضل أن يكونوا أنصارا فعالين للديمقراطية .
- عن طريق التركيز على الجيش وما إذا كان كثير من الضباط والجنود غير راضين عن الحكم الديكتاتوري أو خائفين وما الذي يمكن أن يجعلهم قابلين للتحول، مع مراعاة المواصفات الخاصة بأدائهم بما لا يؤدي إلى تهديد حياتهم، والعمل على تقويض الروح المعنوية للجنود وتحولهم لصالح الحركة الديمقراطية، مع ضرورة مراعاة الحكمة في هذا الموضوع، حتى لا نتحول من انقلاب لانقلاب آخر .
وعلينا أن نوفر للضباط والجنود أشكالا من العصيان آمنة نوعا ما، كتنفيذ التعليمات بطريقة غير فعالة، أو إعلان الفشل في إيجاد بعض المطلوبين، أو إبلاغ المقاومين وتحذيرهم من القمع والاعتقالات، أو التباطؤ في تقديم المعلومات الهامة لرؤسائهم، أو إطلاق النار فوق الرءوس بدل تصويبه على المتظاهرين، أو إضاعة ملفات وتعليمات، أو التمارض وطلب الأجازة .
-----
التحولات في الاستراتيجية : لابد من التعقييم المستمر لما يتم تنفيذه، والإجابة على سؤال : ما الذي نستطيع فعله لزيادة قدرة الحركة ؟ وكيف تتم مواجهة أي مشكلة مفاجئة ؟ وكيف نستغل الفوائد غير المتوقعة إذا سارت الأمور بأفضل مما هو متوقع ؟
كيف يمكن إضعاف مصادر القوة لدى الحكم الديكتاتوري ؟ بطريقتين :
1) تشجيع المواطنين على عدم السمع والطاعة وعدم الإذعان أو الخضوع للضغوط والتهديدات، وتقوية استعدادهم للتحدي وتحمل ثمن التحدي رغم خطورته، وإقناعهم بأن ذلك أقل كلفة من حياة الذل والقهر تحت حكم الدكتاتور .
2) قيام الشرطة والجيش بسحب ولائهم، فرديا أو جماعيا، أو غبر رفض تنفيذ أوامر الضرب والاعتقال وإطلاق النار على المقاومين، مما يهدد قدرة الديكتاتور بشكل خطير، ويجب التعامل مع هذه الطريقة الثانية بحذر وذكار شديدين :
- وفي موازاة ذلك تقوى التجمعات والمؤسسات المستقلة في المجتمع، لتكون قادرة على قيادة المجتمع بدلا من الديكتاتوريين .
- ويجب إبراز النجاحات التي تتحقق في المواجهة السلمية للحفاظ على الروح المعنوية ورفعها للاستمرار في النضال .
-----
كيف يتم التعامل مع ختام النضال ومع تحقيق النصر ؟ وذلك حتى لا تظهر دكتاتورية جديدة، ولا يتم سرقة الثورة مرة أخرى، ولا يتسبب اختلاف الثوار في تضييع الجهود الكبيرةى التي بذلوها؟
لهذا لابد عند التخطيط الاستراتيجيي من تحديد أجزاء هيكلية الحكومة الدكتاتورية التي يجب إزالتها بسبب طبيعهتها المناهضة للديمقراطية، وتحديد الأجزاء التي يمكن الاحتفاظ بها حتى لا يحدث فراغ يؤدي لفوضى أو لظهور ديكتاتورية جديدة، ويجب تحديد كيفية العمل مع الدكتاتوريين : هل ستتم محاكمتهم؟ أن سيسمح لهم بالمغادرة ؟ أم ماذا ؟ مع ضرورة التأكيد على تجنب حمامات الدم أو السماح بظهور أي أعمال انتقامية .
- على الجميع أن يكونوا على استعداد للتحول الديمقراطي بالتعاون مهما اختلفت أمراءهم أو أيديولوجياتهم، حتى يتجاوزا العقبات التي سيجتهد النظام الدكتاتوري المهزوم في وضعها في طريقهم، وعليهم أن يضعوا الدستور الذي يحظي بقبول عام، والذي يمنع من توغل قوة الجيش والشرطة على المدنيين .
-------
ملاحظات عامة : من الضرورة عدم إعطاء الانقلاب غطاء شرعي، ولابد من إنكار شرعية باستمرار، وكذلك دعوة كل الأحرار والمواطنين لعدم التعاون أو الدعم أو تقديم الخبرة للانقلابيين، والاجتهاد في التواصل مع المؤسسات الداعمة لهم لنزع الدعم عنهم أو إضعافه .
وعلينا أن نؤمن بأن التحرر من النظام الانقلابي الديكتاتوري أمر ممكن جدا، ويكون أسرع كلما كان هناك تخطيط له، ونضال دؤوب ومنضبط بالسلمية في مواجهته، وتحمل لبعض الأثمان الباهظة في ذلك، فالحرية لا تأتي مجانا، ولا تقدمها القوى الخارجية للشعوب، إنما تحصل عليها الشعوب بأنفسها وبجهادها .
وختاما : فالله غالب على أمرن (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)
قصة (سيد القرود) : أسطورة صينية للتعبير عن أن الشعب هو من يملك أن يبقى عبدا للدكتاتور أو يكون حرا .
وخلاصتها : أن صينيا عجوزا كان عنده مجموعة من الفرود وفي كل صباح يكلف كبيرهم أن يأخذهم كل يوم إلى الغابة فيأتون بالثمار ليضعها العجوز في جزائنه، ويأخذ من كل واحد منهم عشر ما يأتي به، ومن تخلف ضربه القرد الكبير ضربا شديدا، واستمر الحخال على ذلك مدة طويلة، والقردة منتظمة في عملها، حتى جاء قرد صغير فقال لأصحابه : هل الرجل العجوز هو من زرع كل أشجار الغابة التي نعمل فيها ؟ فقالوا : لا، إنه لم يزرع فيها شجرة واحدة، فالأشجار هي التي تنبت في الغابة بنفسها، فسأل : لو أننا أتينا الغابة بغير إذن العجوز فهل سيمنعنا أحد ؟ فقالوا : لا، ففهم بقية القردة مراده، وفي المساء مزقوا الأقفاص التي كانوا محبوسين فيها، وانطلقوا إلى العجوز فمزقوه، وأخذوا كل الثمار المخزنة، وعاشوا أحرار في الغابة، ومات العجوز جوعا .
------
قصة (كعب أخيك) : أسطورة إغريقية للدلالة على أن معرفة نقطة ضعف الخصم والتركيز عليها هي ما يسقطه مهما كانت نقاط القوة كثيرة لديه .
وخلاصتها : أن (أخيك) كان فارسا إغريقيا في منتهى القوة لا تؤثر فيه السهام أو السيوف أو غيرها، ولذلك كان يهزم كل الجيوش التي يقابلها، والسبب في ذلك : أنه حين كان صغيرا غمسته أمه في نهر سحري يجعل جسده غير قابل للاختراق أو الإصابة، لكنها كانت تمسكه من قدمه حتى لا يجرفه التيار في أثناء ذلك، فبقي قدمه هو الجزء الوحيد غير المحصن، فلما علم ذلك أحد خصومه أمر جنديا أن يصوب السهم إلى قدمه، فأوقعه وانتهت أسطورته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.