من انبي الى المصري صلاح الناهي المدير الفني للكروم يؤكد أن المباريات الأربع الباقية للفرق الهددة بالهبوط سيحصل فيها تفويت مستشهدا بمباراة انبي والمقاولون التي يرى أن فوز الأخير بها غير طبيعي! تفويت مباراة هو فساد ضمائر وأخلاق، لكني أرى أن خسارة انبي لست نقاط في مباراتين متتاليتين بالاضافة الى هزيمته المخجلة في دوري أبطال العرب على أرضه من الرجاء المغربي، هي نتيجة طبيعية لفريق صغير جاء من نبتة شيطانية، ثم جرى تكبيره بقرار حكومي، وبخروج لاعب مهم هو عمرو زكي للاحتراف سقط الفريق تماما واصبح لا يزيد مستواه عن فريق الالمونيوم، ولو كان زكي قد خرج مبكرا لكان انبي حاليا في موقف لا يحسد عليه! هذا هو الفرق بين فريق صغير يخرج منه لاعب واحد مهم فينقلب كيانه رأسا على عقب، وبين فريق عتيد مثل الاسماعيلي يخرج منه فريقان كاملان ليرتديا فانلات أندية أخرى، لكنه يظل قويا ممتعا قادرا على الوقوف والاستمرار والابداع وانتاج المواهب الجديدة! الغريب أننا نجد من يلقي باللائمة على ادارة انبي التي استغنت عن عمرو زكي، وأن طه بصري لم يكن موافقا على هذا الاحتراف! كيف يمكن أن يقلب لاعب واحد كيان ناد ينافس على البطولات؟!.. الاحتراف الخارجي للاعبينا ضروري لرفع مستواهم. ولا يجب أن نمنع لاعبا من فرصة اللعب في دوري أقوى ووسط مجموعة من المحترفين من أجل سباق تافه بين فرق الكومبارس في مصر، فانبي الثالث لا يفرق كثيرا عن انبي الخامس مثلا! احتراف عمرو زكي وحده بعد فوز منتخبنا ببطولة أفريقيا أمر محزن وكئيب، لقد كنا ننتظر احتراف ثلاثة أو أربعة لاعبين، ولكن الوقت مضى ولم نر شيئا حقيقيا. سمعنا عن عروض على صفحات الجرائد دون ان يتحقق ذلك عمليا! وبطبيعة الحال تقل فرص احتراف اللاعبين مع تقدمهم في السن ومع نسيان السماسرة لاسمائهم التي بزغت في البطولة. لقد كنت اتوقع احتراف ابو تريكة ومحمد شوقي ووائل جمعة وبركات وعصام الحضري ومحمد عبدالوهاب وغيرهم، لكن الخوف على سباق النقطة والبطولة المحلية وقف حجر عثرة، ولا اعتقد أن أحدا سيسأل عليهم بعد نهاية الموسم، خصوصا أن أعمارهم كبيرة - ما عدا عبدالوهاب - والاصابات التي نالت من ابو تريكة وبركات والحالة السيئة التي يظهر بها حاليا وائل جمعة جعلت السماسرة الذين وضعوهم في الحسبان يعيدون النظر ويبحثون عن اسماء من الشباب الواعد الذي يمكنه أن يصمد في الملاعب سنوات أخرى ويزداد ابهارا ويزيد سعره! الاحتراف الخارجي سيفيد عمرو زكي، فالدوري الروسي ليس ضعيفا كما يعتقد الكابتن مدحت شلبي، بل هو دروي قوي، وفريقه من الفرق التي تلعب في البطولات الأوروبية ولها اسم كبير. علينا ان نقارن مستوى لاعبنا محمد زيدان المفترى عليه، وبين مستوى أي لاعب في مصر. الفارق كبير جدا بين نجم يلعب مع النجوم وتحت ضغط منافسين على مستوى عال جدا وبين نجم محلي يلعب تحت ضغط لاعب من الالمونيوم أو الاسمنت او حتى من انبي! بدلا من البكاء على عمرو زكي، فان الواجب يحتم على الأندية الغنية مثل انبي ان تعيد اكتشاف نفسها بالتنقيب عن المواهب المدفونة وليس النجوم السابقة التجهيز، فالموهبة المدفونة التي يتم صقلها وتلميعها تعيش عمرا طويلا وتعطي نتائج مثمرة، وتذكروا معي عندما استطاع المرحوم شحتة وعلي ابو جريشة الخروج بفريق كامل من اللاعبين المجهولين غير المعروفين وأخذ بهم الدوري من أول موسم لعبوا فيه مع الاسماعيلي! هذه التجربة يستطيع انبي ان يكررها دون أن يضطر لبعزقة الأموال الكثيرة، وبواسطتها يستطيع أن يكبر نفسه بصورة طبيعية وليست شيطانية! نأتي للأهلي الذي نرى أنه منذ بداية النصف الثاني من الموسم وبرغم الانتصارات التي يحققها، دخل في المرحلة الأخيرة من العمر الافتراضي للاعبيه، وفي يقيني أنها مرحلة قد تعطيه موسما واحدا فقط اذا وضعنا في الاعتبار العوامل الأخرى التي تلعب لصالحه مثل اسم النادي الكبير ورهبة الآخرين منه ومن جماهيره، وأولهم الحكام، وقرارات اتحاد الكرة التي تصدر غالبا لصالحه بحكم التكوين البشري العاطفي لمجلس ادارة هذا الاتحاد! لا يعقل مثلا أن يكون غياب بركات وأبو تريكة وشوقي مؤثرا الى هذا الحد الكبير على فريق عملاق بطل، وأن يظهر بهذا المستوى السيئ وأن يفلت باعجوبة من الهزيمة أمام اسمنت السويس الذي يقاتل للهروب من الهبوط، وأرجو ألا يصدق أحد حجة مانويل جوزيه بأن السبب هو الاجهاد وأن لاعبيه ليسوا أحصنة، فما حصل مع الأهلي حصل أسوأ منه من قبل مع الاسماعيلي، وتذكروا عندما حرم اتحاد كرة القدم نجومه الدوليين من اللعب معه في نهائي بطولة أفريقيا أمام انيبما النيجيري في نيجيريا وكان السبب الرئيسي بل والوحيد في خسارة الدراويش للبطولة! ومع ذلك أنا على يقين أن اتحاد الكرة لولا أنه ضمن فوز الأهلي ببطولة الدوري العام وبفارق كبير من النقاط لما أصر على أن يلعب مباراته أمس مع اسمنت السويس رغم طلبات الأهلي بتأجيلها لعودته مجهدا من رحلته الأفريقية! الزمالك ينتعش ويزداد انتعاشا من مباراة لأخرى، فقد فاز على المحلة رغم انه كان يلعب بعشرة لاعبين فقط بعد طرد تامر عبدالحميد. هناك مثلث رعب خطير سيكون له شأن في الموسم القادم لو استمر الجهاز الفني الحالي بقيادة مستر كاجودا وهو مثلث عبدالحليم علي ومصطفى جعفر ويوسف حمدي، والأخير وصل إلى فورمة عالية ويتمتع بمهارات التمرير والمرور والتهديف. اللاعب كنج ايضا تظهر لمساته انه سيكون مؤثرا، واذا اضفنا الى هؤلاء جمال حمزة ومعتز اينو فاننا نستطيع ان نقول إن الزمالك في الموسم القادم سيكون له شأن آخر مع بطولة الدوري، خاصة أننا نرى حتى الآن ان رئيسه مرتضى منصور استفاد تماما من المرحلة الماضية، ويبدو جليا التغير الذي طرأ عليه، فهو لم يتدخل كعادته في الشئون الفنية، ولم يحقق ما توقعه الآخرون من أنه سيبدأ في الثأر الشخصي من بعض اللاعبين. يشعرنا مرتضى حاليا أن كل لاعبي الزمالك ابناؤه والانتصارات التي يحرزونها تزيد من اسهمه! الاسماعيلي حقق فوزا عزيزا على الكروم واقترب كثيرا من المربع الذهبي. يؤدي جيدا ويصل الى المرمى كثيرا لكن ينقصه التهديف وانهاء الهجمات المؤثرة بين الثلاث خشبات، وهي مشكلة كبيرة صادفت الاسماعيلي طوال المواسم الماضية، ما عدا تلك التي كان يلعب له فيها نجوم مؤثرون من نوعية اوتاكا ومحمد حازم عليه رحمة الله. المصري في أزمة شديدة. يخسر مباريات سهلة رغم أنه يتمتع بجمهور كبير ومتحمس وعاشق. أزمة هذا النادي هو رئيسه الحاج سيد متولي الذي تفرغ طوال المواسم الماضية للتعاقد مع عواجيز الأندية. الملايين تدفع لمن انتهى عمرهم الافتراضي في الملاعب، فكيف نتوقع منهم أن يجاروا الشباب وأن يحققوا الانتصارات. حصول المصري على 22 نقطة في 22 مباراة أمر طبيعي لسياسة الأحصنة الكبيرة التي يعتمد عليها سيد متولي! هذا النادي يحتاج الى معجزة لينجو من الهبوط ولو تحققت هذه المعجزة وهو ما ندعو الله من أجلها حتى لا نخسر ناديا شعبيا كبيرا، فان مجلس ادارة المصري مطالب باعادة حساباته تماما والبحث عن لاعبين شباب ليحملوا اسمه ويقاتلوا دفاعا عن فانلته.. الكرة تحتاج الى اللياقة والجري المستمر وليست الاسماء الرنانة التي تعتمد على ماضيها فقط! [email protected]