قال الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين في مشرحة زينهم، ورئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، إن طاقة استيعاب مشرحة زينهم لا تتعدى أكثر من 360 جثة، مبررًا بذلك ترك العديد من جثث الضحايا في أحداث فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية والنهضة، فضلا عن أحداث ميدان رمسيس في الشارع أمام المشرحة، مؤكدًا عدم وجود تقصير من جانب المشرحة خلال هذه الفترة. وقال في تصريحات إلى "المصريون"، إن مشرحة زينهم هيئة كبيرة بها الكثير من الأطباء والموظفين والعاملين لذلك فإن الجثة تأخذ أكثر من مراحل كي يتم تشريحها فبداية من الكشف الظاهري وفحص الجثة وملابسها ثم بعد ذلك تبدأ عملية التشريح والذي نستخدم من خلاله مجموعة من الأدوات منها بالمناشير الكهربائية ويبلغ ثمن المنشار الواحد نحو خمسة وعشرين ألف جنيه وأنواعها منشار للعظام فقط ومنشار للأنسجة فقط ثم يتم استخدام سكاكين التشريح والمشارط الحديدية الحادة لكي تقوم بفتح الأجزاء المراد فتحها وأيضًا المقصات، فضلا عن البرطمانات الصحية لأخذ عينات من الجلد أو من الشعر للجثة وهذه هي أبسط الأدوات التي نستخدمها في المشرحة لتشريح الجثث. وأضاف فودة أن مشرحة زينهم مقسمة إلى عدة أقسام منها قسم المناظير الطفيلية للبحث عن السموم وقسم المعامل الكيماوية والذي هو في غاية التقدم ويعمل بالذرة والأشعة فوق الحمراء والأشعة البنفسجية والرنين, ويكون دورها عمل تحليل "النيتريت والنترات" للجثث القادمة للمشرحة من خلال أخذ عينات منها لعمل الإجراءات اللازمة مثل تقرير الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة بجانب أشياء كثير منها وقت الوفاة وأيضًا توجد المعامل الطبية التي تقوم بتحليل الدم وتفحص عينات "dna" لمعرفة صلة النسب للجثث المجهولة. كما تقوم بفحص الملابس والكثير من الأدوات ويعتبر قسم المعامل الكيماوية والطبية من أهم الأقسام داخل مشرحة زينهم لأن عملهم يتسم بالدقة الشديدة هذا بالإضافة إلى الأدوات المهمة التي يستخدمها الأطباء مثل الميكروسكوبات الإلكترونية وأدوات تحليل التي يبلغ ثمنها أكثر من نص مليون وهناك إدارة أبحاث التزييف والتزوير وهذه هي أساس الطب الشرعي. وأشار كبير الأطباء الشرعيين في مشرحة زينهم سابقا إلى أن المشرحة تقوم بعملها على أكمل وجه وأن مسألة عدم دخول كثير من الجثث داخل ثلاجات المشرحة وتركها في الشارع أمام المشرحة في أحداث فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية والنهضة، فضلا عن أحداث ميدان رمسيس هذا يرجع إلى أن استيعاب مشرحة زينهم لا يتعدى أكثر من 360 جثة فقط فهذه هي طاقة استيعابها وأن مساحة المشرحة ليست كبيرة للغاية، مؤكدًا عدم وجود تقصير من جانب المشرحة خلال هذه الفترة. وأوضح فودة أن سر تفوق أطباء الطب الشرعي لاسيما في مشرحة زينهم هو أنه لا يتم تعيين أى طبيب في المشرحة إلا صاحب التقديرات العالية في الكلية، بالإضافة إلى أن أكثر من 60 % من العاملين فى المشرحة من أطباء لديهم دراجات عالية من الكفاءة من الدراسات العالية. ويرى أن مصر من أكثر الدول تقدمًا في مجال الطب الشرعي وليس من الدول المتخلفة في هذا المجال، والدليل على ذلك استعانة كثير من الأطباء الشرعيين للعمل في كثير من الدول العربية من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بمرتبات مغرية للغاية حيث يصل المرتب الشهري إلى 40 ألف جنيه أو أكثر من ذلك. فيما يقول الدكتور على جمال الدين، رئيس قسم الطب الشرعي بجامعة القاهرة، إن الطب الشرعي أحد فروع الطب ولكنه طب استكشافي وأن عملية التشريح من الناحية العملية لا تتم إلا بأمر من النيابة العامة فقط وليس لأحد التدخل في ذلك ولا حتى الأطباء الذين يعملون في المشرحة. وأضاف أن مشرحة زينهم هي هيئة حكومية تتبع النيابة العامة التابعة لوزارة العدل لذلك لم يتم التشريح إلا بناءً على أمر من النيابة وليس أمرًا من الأطباء الشرعيين أو المشرحة أو أهل الجثة, فالطبيب الشرعي مثل القاضي يحمل نفس النزاهة، كما أنه يعمل على تنفيذ أوامر العدل وهو المسئول الأول والأخير عما يكتب في تقرير الطب الشرعي من سبب الوفاة ووقته وكيف تم ذلك، وأن سبب تشريح الجثة ضروري للغاية، وذلك يرجع معرفة مسار الرصاص الذي أطلق ومن أي اتجاه أتى الرصاص ومعرفة أيضًا وقت الوفاة وهل يرجع سبب إلى القتل بالرصاص أم أنه لأسباب أخرى.